اكتظاظ في المحلات التجارية، ازدحام في الطرقات وتهافت على السلع، هي أجواء تعودنا عليها في الفترة التي تسبق شهر رمضان خلال الأعوام الماضية، لكنها تكررت في اليومين الأخيرين بقسنطينة، رغم اختلاف الظروف التي فرضها انتشار فيروس كوفيد 19، حيث لم تتغير تصرفات المواطنين كثيرا، رغم إمكانية إصابتهم بالوباء في وقت ترتفع فيه حصيلة الإصابات والوفيات. وفي المقاطعة الإدارية علي منجلي لاحظنا توافد عدد معتبر من المواطنين على محلات بيع الأواني و بعض التجهيزات المنزلية، و رغم التحذيرات بخصوص الإجراءات الوقائية الواجب اتخاذها، إلا أن جل الزبائن كانوا لا يضعون كمامات، كما تدافعوا في مساحات ضيقة ما قد يسهل انتشار الوباء في حالة تواجد مصاب بينهم، أما التجار فجلهم كانوا دون كمامات أيضا، كما عرفت مختلف محلات بيع المواد الغذائية و فضاءات التسوق إقبالا، في إعادة لما كان يحدث في الفترة التي تسبق الشهر الفضيل، و قد اتضحت صور التهافت أكثر من خلال حمل عشرات المواطنين لأكياس كبيرة معبأة بمختلف المواد الغذائية. شيوخ لا يكترثون بمسافة الأمان و عادت مظاهر الازدحام المروري في مختلف الطرق الرئيسية في المدينة الجديدة، وخاصة قبل فترة الحجر بساعات، حيث يقوم سائقون بالركن العشوائي أمام طاولات بيع الخضر والفواكه، مما يتسبب في اختناق في السير، كما ينتشر عشرات الشيوخ والكهول ببعض المساحات على غرار إحدى الساحات الواقعة في الوحدة الجوارية 6، والتي هُيئت مؤخرا في إطار إعادة تهيئة الوحدات الجوارية القديمة، حيث يجلس قرابة 4 شيوخ في مقعد واحد لا يسع أكثر من 3 أشخاص، كما يمارس الكهول هوايتهم المفضلة وهي لعبة النرد «ديمينو»، ويجلسون على مسافات متقاربة في الفترة الممتدة من الساعة الثالثة بعد الزوال إلى غاية السابعة، غير مكترثين بالتوجيهات المقدمة بخصوص ضرورة عدم خروج كبار السن من المنازل. أما في مدينة الخروب فلم تختلف الأجواء كثيرا، حيث يتجمع عشرات المواطنين بالأماكن التي تعودوا على التواجد فيها، ويتبادلون أطراف الحديث وكأنهم في أجواء عادية، فيما يتسابق آخرون بوسط المدينة «الفيلاج» من أجل اقتناء مختلف المواد والمستلزمات، و تكررت نفس الأجواء في حي بكيرة حيث يخرج عشرات المواطنين وخاصة الشبان، قبل موعد الحجر الصحي بساعات قليلة ويتخذون من بعض الأماكن العمومية كمحطة جلوس، فيما يتوجه الكهول والشيوخ إلى المحلات التجارية. وتواصلت مشاهد التدافع في السوق الفوضوي بحي بوذراع صالح والذي يقام يوميا، إذ يواصل المواطنون التهافت على الخضر والفواكه دون مراعاة مسافة الأمان بينهم، حيث ارتفع الإقبال على هذا السوق يوما بعد يوما خاصة مع اقتراب شهر رمضان. و قام تجار بوضع كمامات وقفازات بلاستيكية واستخدام قماش معقم و مادة الجافيل في علبة تستغل في وضع النقود، فيما لم يحترم آخرون هذه الإجراءات الوقائية، كما يعيش حي بوالصوف حركية كبيرة وخاصة بالمحلات المحاذية للطريق الرئيسي، حيث يتجمع عشرات الشباب على مسافات متقاربة في بعض الزوايا ويتبادلون أطراف الحديث، فيما لم يعرف هذا الحي حركية تجارية كبيرة لأن جل المحلات الواقعة به مختصة في المأكولات الخفيفة والإطعام السريع وقد علقت نشاطها منذ إصدار تعليمة وزارية تقضي بذلك. و يبرر مواطنون خروجهم دفعة واحدة إلى الشارع وعدم تطبيق الحجر الصحي في منازلهم، إلى «تسرب الملل» إلى نفوسهم بعد بقائهم لأيام في المنازل، فيما علل آخرون ذلك بضرورة الخروج لاقتناء بعض المواد الغذائية، خاصة و أن الكميات المخزنة نفدت حسبهم، كما أكد بعضهم أنهم بصدد اقتناء كميات معتبرة من الأغذية لاستعمالها في حالة اتخاذ الدولة قرارا بالحجر الكلي. تجار يرفضون الفتح و عزف تجار في مختلف النشاطات عن فتح المحلات ومزاولة عملهم بشكل عادي، رغم المرسوم الوزاري الذي استثنى بعض النشاطات من الغلق الإجباري على غرار محلات بيع اللوازم الضرورية للمستثمرات الفلاحية، فضلا عن نشاطات الصيد البحري وتربية المائيات و الأسماك، ونشاطات بيع وتوزيع المعدات الفلاحية، بالإضافة إلى تجارة غذاء ولوازم وأدوية الحيوانات. و شمل الاستثناء أيضا، المكاتب البيطرية ومحلات بيع الحواسيب، فضلا عن تجارة الخردوات والعقاقير المنزلية بالتجزئة و الأدوات الطبية ولوازم أمراض العظام والأدوات البصرية، إضافة إلى محلات الغسيل والتنظيف الجاف للملابس، فيما فتحت العديد من محلات صيانة المركبات والسيارات و مراقبتها التقنية بما في ذلك نشاطات إصلاح العجلات، وكذا محلات بيع قطع غيار السيارات، بعد أن رخص لها بذلك. حاتم/ب