قال مدرب نادي هجر لكرة اليد، الجزائري نبيل كافي إن الوضع بالمملكة العربية السعودية صعب للغاية، جراء تفشي وباء كورونا بصورة كبيرة، معربا في حوار مع النصر عن أمله في تدخل السلطات الجزائرية لإجلاء الرعايا من هناك والعودة إلى أرض الوطن في أقرب وقت، مع استعدادهم للقبول بإجراءات الحجر الصحي، داعيا الجزائريين إلى الالتزام بتدابير الحجر المنزلي، لأنه السبيل الوحيد لمجابهة وباء كورونا. - ما زلت متواجدا في المملكة العربية السعودية، كيف تتعامل مع ظروف الحجر الصحي، في ظل هذه الأزمة الصحية ؟ الوضع هنا بالسعودية صعب للغاية، وصدقني لا أغادر مقر إقامتي سوى للضرورة القصوى، عندما أقصد المحلات التجارية أو الصيدلي وفي المساحة المسموح بها ولا يمكن المغامرة في الخروج للتجول لا سيما بعد صدور قانون الحجر الكلي، فكل شخص لا يمتثل له يغرم ب 10 ألاف ريال وحتى بعد تخفيف إجراءات الحجر حاليا من الساعة التاسعة إلى الخامسة، أفضل البقاء في البيت لأن الوضع صعب كما قلت ولا يمكنني المغامرة. - كيف تقضي يومياتك مع الحجر المنزلي ؟ أوقاتي أقضيها في مطالعة الكتب التي تعنى بمجال التدريب الرياضي وأحيانا ممارسة الرياضة في مساحة جد صغيرة بمسكني، إلى جانب الإبحار عبر شبكة الانترنيت والتواصل مع الأصدقاء، وأولهم صديقي المقرب حبيب حبة مدرب نادي العدالة الناشط في القسم الممتاز الذي يقيم هو الأخر في مدينة الإحساء، وكذا مدرب كرة القدم عمار رحيم، دون أن ننسى التواصل مع الأحباب والحرص على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها. - فئة واسعة من الرعايا الجزائريين، بينهم إطارات ورياضيون ولاعبون ينتظرون إجلاءهم، هل لك الرغبة في المغادرة ؟ بطبيعة الحال، نحن عالقون في السعودية والوضع صعب مع استمرار تفشي الوباء، ومع توقف البطولة لا فائدة من البقاء هنا، ونحن ننتظر بفارغ الصبر المغادرة، وبالمناسبة نأمل في التفاتة من السلطات العمومية من أجل إجلاءنا في أقرب وقت للعودة إلى أرض الوطن وأحضان العائلة، ونحن على استعدادنا للقبول بإجراءات الخضوع للحجر الصحي، وبالمناسبة أريد أن أشيد بالقرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بإجلاء كل الرعايا الجزائريين العالقين في الخارج، ونحن ننتظر تدخل السلطات الجزائرية، لإجلائنا في أقرب وقت. - بعيدا عن كورونا، كيف كان التحاقك بفريق هجر ؟ كان ذلك عن طريق صديق، وهو مدرب يعرف إمكانياتي جيدا عرفته في الميدان، وهو مشكور على ثقته في إمكانياتي، والتسهيلات التي قدمها لي من أجل الالتحاق بهذا الفرق. - هل لك أن تعطينا نظرة عن فريقك الجديد وكذا النتائج المحققة ؟ نادي هجر الرياضي يتبع مدينة الحسناء، وفريق كرة اليد حقق الموسم المنقضي، ولأول مرة في تاريخه الصعود للقسم الممتاز، بعدما أدينا موسما رائعا بشهادة المتتبعين، وحاليا نحتل ريادة ترتيب مجموعة البقاء، حيث أن نظام المنافسة في السعودية مماثل لنظام القسم الممتاز في البطولة الجزائرية. وفريقي وبكل تواضع قدم مردودا جيدا، كما أنه يضم عدة عناصر ممتازة وذات مستوى جيد، وخاصة اللاعبين الذين تعاقدنا معهم من تونس، غير أن المشكلة التي أواجهها دائما هي قلة الخيارات في الكثير من الأحيان، لأن معظم عناصر التشكيلة يعملون خارج المدينة ما يصعب عليهم الالتحاق يوميا بالتدريبات وبانتظام، ويتبقى هدفنا تحقيق البقاء ضمن حظيرة الكبار. - سبق وأن أشرفت على سريع الحروش وشباب ميلة وأيضا شبيبة الساورة في القسم الممتاز، ما هو الفرق بين البطولة السعودية ونظيرتها بالجزائر ؟ هناك تقارب في المستوى بين البطولة في المملكة العربية السعودية ونظيرتها بالجزائر، وما يجب الإشارة إليه، أن كرة اليد هنا عرفت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، وهذا ما وقفت عليه من خلال لجوء الأندية إلى تجنيس لاعبين أجانب، كما أن التكوين وتشكيلات الفئات السنية، تلقى اهتماما كبيرا هنا بالسعودية، ويبقى الفرق بين البطولتين يكمن في الإمكانيات، فالأندية السعودية لها إمكانيات كبيرة خاصة المنشآت الرياضية، فمثلا فريق هجر الذي أدربه، يتوفر على ملعب خاص تتوفر به كل الملاحق، فضلا عن إمكانيات الاسترجاع بصورة تضاهي ما هو متوفر في أوروبا. - شاهدت بطولة إفريقيا الأخيرة، ما هو تقييمك للمشاركة الجزائرية في تونس ؟ حقيقة أداء المنتخب في دورة تونس أبهرني، ولم أكن أنتظر أن يظهر بذلك المستوى، بالنظر إلى تواضع الأداء في السنوات الأخيرة، لكن بمجئ المدرب آلان بورث، ورغم قصر الفترة التي تولى فيها قيادة التشكيلة وكذا الإمكانيات التي وفرتها الاتحادية، اعتبر أن النتائج المحققة في دورة تونس إيجابية والمرتبة الثالثة مشرفة، خاصة بعد ضمان المشاركة في بطولة العالم، وهو عامل محفز للطاقم الفني وكذا اللاعبين على تحسين المستوى، لبلوغ نتائج أفضل في الكان القادمة، لا سيما وأن المنتخب يضم في تشكيلته لاعبين شباب، يبشرون بمستقبل واعد لكرة اليد الجزائرية. - فريق مسقط رأسك سريع الحروش سقط إلى القسم الأول، ما هي النصيحة أو الكلمة التي تريد أن توجهها للمسيرين، من أجل إعادة المدرسة لمكانتها الحقيقية ؟ سريع الحروش هو فريق القلب، كنت لاعبا في صفوفه ثم مدربا لتشكيلته، ويحتاج إلى إمكانيات كبيرة تساعده على العودة لحظيرة القسم الممتاز، وعلى المسيرين إيجاد حلولا لمشكلة الديون المتراكمة، كما أن المسؤولين المحليين والولائيين، لا بد أن يتدخلوا ويلتفتوا لهذا الفريق العريق، الذي يعتبر من أقدم المدارس التكوينية في الجزائر وأنجب العديد من اللاعبين صنعوا ويصنعون أمجاد أندية كبيرة في الجزائر وتقمصوا ألوان المنتخب الوطني من أمثال مومن بوخميس، بوالريش وغيرهم ومشجعيه يعشقون «الكرة الصغيرة» حتى النخاع. - أكيد اشتقت للعائلة ولنكهة رمضان ؟ بطبيعة الحال، خاصة وأنها أول مرة أقضي فيها شهر رمضان بعيدا عن العائلة، وخارج الوطن الحبيب ولا مجال للمقارنة، فالعائلة هي هبة من الله وقضاء الشهر الفضيل بعيدا عنها، أمر صعب لا سيما في هذا الظرف الحساس مع انتشار وباء كورونا - هل تشاهد برامج القنوات الجزائرية ؟ أكيد أحرص دائما وقت الفراغ على مشاهدة البرامج الوطنية، لا سيما في فترة الحجر المنزلي، فهي تخفف عني وتجعلني على ارتباط وصلة بالوطن والعائلة. - كلمة ختامية ؟ أتمنى من الله أن يرفع عنا هذا الوباء ويشفي جميع المرضى، وتعود الأمور إلى مجاريها، وأريد بالمناسبة أن أتوجه بتحياتي الخالصة إلى كافة سكان مدينة الحروش، وخاصة عائلتي وأصدقائي، وأخص بالذكر صديقي وأخي حبيب حبة مدرب نادي العدالة السعودي، كما لا يفوتني عبر جريدة النصر المحترمة، أن أدعو الشعب الجزائري إلى التزام الحجر المنزلي، وعدم استصغار خطر هذا الفيروس القاتل.