ضم المدرب عبد العزيز خذير مدرب حراس الفئات الشبانية بنادي الهلال السعودي، ومسؤول قطاع الحراس لأكاديمية ذات النادي، صوته لغالبية الجزائريين وخاصة الرياضيين المقيمين بالمملكة، ووجه نداء للسلطات الجزائرية لأجل مساعدتهم على العودة إلى أرض الوطن، وقال في حوار للنصر، إنه يحن كثيرا لعائلته التي شطرها هذا الفيروس اللعين، مؤكدا على التنسيق الكبير بين أفراد الجالية التي طمأن بشأنها، وطاقم سفارة الجزائربالرياض. - بداية، ما هي أحوالك، وكيف تقضي هذه الفترة الحرجة وأنت بعيد عن الجزائر؟ الحمد لله على كل حال، ونسأل الله العافية وأن يقينا شر هذا الفيروس اللعين، أما عن يومياتي فهي لا تختلف عما تعيشه غالبية البشرية، فأنا ملتزم بالحجر الصحي، ولا أغادر بيتي سوى نادرا وفي التوقيت المسموح به من قبل السلطات، وصدقني إذا قلت لك أنه منذ اتخاذ هذه التدابير المشددة في سبيل مكافحة هذا الوباء، فإن عدد المرات التي غادرت فيها المنزل تعد على أصابع اليد الواحدة. وبالعودة للشق الثاني من السؤال، فلا أخفي عليك مرارة الغربة، وقضاء هذه الفترة بعيدا عن العائلة، فكما تعلمون منذ قرابة ربع قرن وأنا أعمل بالنوادي السعودية، وتنقلت بين عدة فرق منها الاتفاق والشباب، وهو ما جعل عائلتي منقسمة بين الإقامة فترات هنا بالمملكة، ومثلها في الجزائر ما بين مدينتي قسنطينة وعنابة، وفي الفترة التي سبقت تفشي فيروس كورونا، كان بجانبي هنا في الرياض اثنان من أبنائي، فيما تتواجد الزوجة وابنتي بالجزائر، ولك أن تحكم على معنويات رب أسرة، شتت هذا الوباء أسرته إلى شطرين، وأجبره على عيش هذه الأيام الصعبة، بعيدا عن بلده وأهله، رغم أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، خففت عني نوعا ما! - نفهم من كلامك أنك مشتاق ويراودك حنين العودة، لكن بالمقابل حريص وملتزم بتدابير الحجر الصحي؟ نعم أكيد «الغربة» صعبة وخاصة في الظروف الاستثنائية التي تعيشها في الوقت الراهن، بسبب هذا الفيروس الخطير شديد العدوى، وحسب منظمة الصحة العالمية فخطره في سرعة الانتشار، حتى أن الإحصائيات تتحدث عن أن كل مصاب، بإمكانه في حال إهمال تدابير وآليات الوقاية أن ينقل العدوى لستة أفراد من محيطه، وهو ما يجعل ملازمة البيوت واجبة، عملا بحديث رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي يحث كل فرد في حال ظهر الوباء بقوم، بعدم الخروج من تلك المنطقة وعدم السفر إليها، ناهيك عن أمر أخر يحد من تنقلاتنا، وهي تدابير السلطات هنا في السعودية، التي أمرت بالحجر الصحي كما قلت سلفا، وأضافت إليه قرارا آخر بحظر التجوال، فعلى سبيل المثال مدينة الرياض التي أقطن بها بحكم عملي في فريق الهلال، كمدرب للحراس في الفئات الشبانية ومسؤول عن التكوين في قطاع الحراس بأكاديمية النادي، لا يسمح لنا بمغادرة البيوت سوى للضرورة القصوى، وفي الفترة الممتدة ما بين الساعة السادسة صباحا والثالثة بعد الزوال. - وهل يلتزم السعوديون والمقيمون بالمملكة بتدابير الحجر المنزلي؟ الحجر المنزلي يطبق بحذافيره لعاملين اثنين، أولهما وعي المواطنين بخطر هذا الوباء والتخوف من التعرض للاصابة به، أما العامل الثاني فهي الإجراءات المتخذة، لأن كل من يكسر الحجر ويغادر منزله خارج المواعيد المسموح بها تسلط عليه غرامة مالية بمبلغ كبير، وفي حال كرر سلوكه قد تصل العقوبة إلى السجن. - رغم هذه التدابير، لكن السعودية سجلت أعدادا كبيرة من المصابين لماذا برأيك؟ بصراحة، ودون عنصرية، فالمشكلة التي تواجهها الجهات الصحية هنا في السعودية تكمن في العمالة الأجنبية، بعد تسجيل إصابات كثيرة في صفوف هذه الشريحة من المجتمع، وهذا يرجع لنمط العيش، كون ظروف هؤلاء العمال تفرض عليهم العيش الجماعي، حتى أنك تجد شقة تحوي 15 فردا، وهو ما سهل انتقال الفيروس في وسط تلك الفئة، ورغم هذا فالوضع لم يخرج عن السيطرة والخدمات الصحية تقدم للجميع ومجانا. - كجالية جزائرية في السعودية، هل تنسقون فيما بينكم، خاصة في هذا الظرف الصعب؟ أكيد نحن في اتصال مع بعضنا البعض ونطمئن على بعضنا بصفة يومية، كما ننسق مع أعضاء السفارة الجزائرية التي تمدنا بكل الأخبار والتعليمات اللازمة، وهنا أستغل الفرصة لأطمئنكم إنه للحد الساعة (الحوار أجري أمس)، لم يتعرض أي جزائري للإصابة بهذا الفيروس. - من هم الأشخاص الذين تتواصل معهم بصفة دورية؟ بحكم تواجدي في العاصمة الرياض، فأنا على اتصال بشكل يومي تقريبا بطبيب المنتخب السعودي الدكتور جمال بن خليفة والدكتور عمر مهدان طبيب نادي الهلال، إضافة إلى مدافع نادي الشباب والمنتخب الوطني بلعمري، الذي ينتظر بفارغ الصبر موعد العودة، لأنه لم يتحمل البقاء في هذه الفترة الحساسة بعيدا عن الأهل والعائلة مثلنا نحن جميعا طبعا. - مع اقتراب شهر الصيام، أكيد أنكم تودون العودة إلى الجزائر، أم انك تحبذ المكوث في السعودية في هذا الظرف؟ أتمنى العودة إلى الجزائر اليوم قبل غد، ونحن في اتصال بأعضاء السفارة كما قلت من قبل، ولقد تلقينا وعودا بقرب مباشرة عملية إجلاء الرعايا الجزائريين المقيمين هنا، ونحن نترقب بفارغ الصبر موعد مرور هذه الإجراءات الإدارية إلى التطبيق الميداني، والعودة إلى الجزائر في أسرع وقت ممكن، مع الاستعداد لقضاء حجر صحي ببلادنا لمدة 14 يوما قبل الالتحاق بأهالينا، وهذا أمر لا نقاش فيه. - رغبتكم في العودة، قد يقابلها رفض الجهات المستخدمة، هل حصلت على ترخيص من مسؤولي نادي الهلال؟ نادي الهلال أعطى تسريحا لجميع اللاعبين والمدربين والعمال إلي إشعار آخر مع خفض الراتب، وهو تقريبا نفس ما قامت به مختلف إدارات النوادي المحترفة، لهذا فإن الأمور مضبوطة من هذا الجانب. - هل صحيح أن الأولوية ستكون للرعايا العالقين ممن انتهت صلاحية تأشيراتهم؟ هذا غير صحيح، لأنه يناقض الواقع، فالرعايا الجزائريون الذين انتهت مدة صلاحية تأشيراتهم، تم تجديدها بصفة آلية والسفارة الجزائرية قامت بكل ما يجب فعله من اجل التكفل بكل جزائري على تراب المملكة، فحتى العالقين الذين قصدوا البقاع المقدسة لأداء العمرة ولم يتمكنوا من العودة وعددهم 120 معتمرا تم التكفل بهم جميعا من حيث الإيواء والإطعام. - الحارس الدولي الجزائري دوخة طالب باعتماد موسم أبيض في السعودية، هل هناك من يساند هذا المقترح رغم التوصيات الأخيرة للفيفا؟ تابعت ما قاله دوخة، وفي هذا الشأن توجد عديد الاقتراحات على طاولة مكتب الاتحادية السعودية بخصوص ما تبقى من البطولة، منها إكمال الموسم شهري أوت وسبتمبر أو اعتماد موسم ابيض مع زيادة فرق الدوري الممتاز بترسيم صعود متصدر قسم الدرجة الثانية ووصيفه. - تعمل منذ ربع قرن مع النوادي السعودية، أكيد أنك سعيد بظاهرة «الحراس الجزائريين» في هذا الدوري؟ الحارس الجزائري يحظى بسمعة كبيرة في السعودية، ترجمها سعي عدة نوادي لانتداب حراس، سواء ممن تكونوا في أوروبا على غرار رايس مبولحي، الذي تحصل على لقب أحسن حارس في الدوري بعد تألقه مع فريق الاتفاق، أو أسماء أخرى تألقت بالبطولة الجزائرية أمثال عسلة ودوخة وناتاش وزغبة الذي تحسن مستواه كثيرا بعد تحوله لفريق ضمك، وأكيد أنني سعيد بما يفعله أبناء بلدي، كما أن خبرتي تسمح لي بالتكهن بقدوم المزيد من الحراس، بالنظر لما تفعله الأسماء التي ذكرتها من قبل. - بماذا تريد أن نختم هذا الحوار؟ أوجه سلامي لكل الجزائريين، وأتمنى السلامة والعافية لكل أبناء بلدي، متضرعا للمولى عز وجل أن يرفع عنا هذا البلاء سريعا، كما انتهز الفرصة، لأشيد بفكرة إعادة المباريات القديمة على شاشة التلفزيون العمومي، التي سمحت لنا باستعادة الكثير من الذكريات الجميلة نسيناها في غمرة انشغالاتنا اليومية، وخاصة ما تعلق بلقاءات المنتخب الوطني والأفراح التي صنعتها مختلف الأجيال، كما لا أنسى اللحظات التي عشتها شخصيا بمناسبة إعادة ديربي قسنطينة بين الشباب والموك قطبا سيرتا، وهما الفريقان اللذان حملت ألوانهما.