فتحت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الباب في وجه جميع الرابطات المنضوية تحت لوائها، لتقديم مقترحاتها بخصوص المخطط المتعلق بالشطر المتبقي من الموسم الكروي الجاري، وكذا انعكاسات الاقتراحات المقدمة على الموسم القادم، لكن مع الإبقاء على هامش المناورة في هذا الشأن مضبوطا، لأن مقترح أي رابطة لا يعني تبنيه بصفة رسمية، بل أن دراسة الاقتراحات، سيكون بمراعاة تطورات الأزمة الوبائية السائدة في الجزائر. هذا ما كشف عنه للنصر مصدر جد مقرب من الفاف، والذي أوضح في معرض حديثه، بأن إقدام الاتحادية على المرور إلى هذه الخطوة جاء بمثابة رد على العديد من الأطراف، التي ما فتئت تصر على انتقاد خارطة الطريق، التي كان المكتب الفيدرالي قد وضعها خلال اجتماعه المنعقد أواخر شهر أفريل الماضي، وزكتها مبدئيا وزارة الشباب والرياضة في جلسة أول أمس الأحد، والقاضية بإمكانية إنهاء الموسم الكروي، لكن بعد رفع الحجر الصحي، والأطراف ذاتها تصر حسب ذات المصدر على الجزم بأن اعتماد الموسم الأبيض يبقى الخيار الحتمي للتعامل مع المعطيات الراهنة، إلا أن الفاف تسعى لكسب المزيد من الوقت قبل الإعلان عن هذا القرار. من هذا المنطلق، أكد مصدر النصر بأن الاتحادية ارتأت توسيع دائرة النقاش بخصوص مستقبل الموسم الكروي، بطلب مسؤولي الرابطات بالتشاور مع المدراء التقنيين بإرسال مقترحاتهم بشأن هذه القضية، مع محاولة تقديم صورة واضحة عن وجهة النظر المستقبلية للمنافسة، مع الحرص على تجنب الابتعاد كثيرا عن الأساس، الذي انطلق منه المشروع الذي سطره المكتب الفيدرالي، والمتمثل في بذل قصارى الجهود لضمان إتمام الموسم، وصرف النظر كلية عن مقترح تعليق المنافسة واعتماد الترتيب الحالية كمعاير للفصل في إفرازات الصعود السقوط، أو حتى إقرار الموسم الأبيض وإلغاء النتائج الميدانية المسجلة على مدار أزيد من ثلثي البطولة، في جميع الأقسام والمستويات. واستنادا إلى ذات المصدر، فإن فتح الفاف باب الاقتراحات يبقى المسعى منه محاولة إشراك القاعدة في القرار النهائي، الذي سيتخذه المكتب الفيدرالي على ضوء ما ستقرره السلطات العليا للبلاد، سيما وأن بعض الأندية من رابطة الهواة، ذهبت إلى المطالبة بالإسراع في الحسم في مستقبل المنافسة، وربط ذلك بعدم قدرة مسؤولي الفرق الهاوية في تجميع اللاعبين من جديد، وإقناعهم بإتمام الموسم في فصل الصيف، بصرف النظر عن عدم وجود سند قانوني، يلزم اللاعب الهاوي بضرورة مواصلة النشاط الرياضي مع نفس الفريق، الأمر الذي سيلقي بظلاله على معطيات المنافسة في حال ترسيم استئنافها، ولو أن بعض الرؤساء ذهبوا إلى حد الجزم بأن أنديتهم مهددة بالانسحاب النهائي، إذا ما تقرر إتمام الجولات المتبقية من الموسم «العالق» بعد قرابة شهرين من الراحة الإجبارية. الاتحادية ترفض المبادرات الفردية للأندية والموسم الأبيض وجهت بعض الأندية من رابطة قسنطينة الجهوية، مراسلة إلى الفاف تطالب فيها بضرورة تعليق البطولة، واعتماد الترتيب الحالي كمعيار للحسم في أمر الصعود والسقوط، مع الذهاب في ذات المراسلة حتى إلى اقتراح اعتماد صيغة «استثنائية» للمنافسة، تراعي المشروع الذي كانت الجمعية العامة للاتحادية قد تنبنته بتاريخ 17 سبتمبر 2019، لكن مع إدخال بعض الروتوشات عليه، لأن الأندية المعنية سعت في مقترحها إلى إيجاد حل يضمن «إنقاذ» الصيغة الجديدة للهرم الكروي الوطني، وبالمرة تقليص عدد المباريات، التي ستتم برمجتها لضمان إنهاء الموسم، على اعتبار أن هذا الاقتراح، يقضي برفع تركيبة الأفواج إلى 18 فريقا انطلاقا من الرابطة الثانية بنمطها الجديد، مرورا بقسم الهواة، وصولا إلى الجهوي، لأن هذا الإجراء كفيل برفع «كوطة» الصعود على مستوى جميع الأفواج، مقابل تقليص عدد النازلين، وهو ما قد يكفي لتوضيح الرؤية أكثر حول مخلفات الموسم الكروي الحالي، وإذا اقتضى الأمر اللجوء إلى برمجة مباريات «السد»، للحسم في بعض الحالات العالقة للصعود أو السقوط. وعلى نفس الموجة سارت بعض فرق جهوي عنابة، والتي طالبت أيضا باعتماد صعود فريقين من الجهوي الأول إلى الهواة، وكذلك الشأن بالنسبة لرابطة الجزائر الوسطى، لكن الفاف رفضت أخذ هذه الطلبات بعين الاعتبار، وألحت على أن تمر المقترحات عبر بوابة الرابطات، لمناقشة كل الآراء حول مستقبل الموسم «العالق» خاصة على مستوى بطولات الهواة، ولو أن رئيس لجنة التنسيق مع الرابطات على مستوى الاتحادية عمار بهلول كان قد أكد بأن المكتب الفيدرالي مصمم على انهاء المنافسة في جميع الأقسام، باستثناء بطولة القسم ما قبل الشرفي والتي تقرر تعليقها رسميا.