الجزائريون يتهافتون على إسطنبول و انتاليا و...تونس الأولى مع إنتهاء السنة الدراسية و اقتراب شهر رمضان الفضيل يتهافت الكثير من الجزائريين خلال شهر جويلية الحالي الذي يختزل هذه السنة فترة العطل الصيفية، على الوكالات السياحية ووكالات السفر العمومية و الخاصة المنتشرة في أرجاء الوطن، بغرض الحجز في مختلف الرحلات المنظمة التي تقترحها هذه الأخيرة أو الحجز من خلالها في فنادق الدول التي ينوون قضاء العطل فيها و على رأسها تونس الشقيقة باعتبارها الأقرب للحدود الجزائرية ، تليها تركيا و المغرب. تونس الوجهة الأولى لمعظم السواح الجزائريين يقصد الملايين من الجزائريين سنويا مختلف المدن التونسية الساحلية التي باتوا يعرفونها كما يعرفون شوارع مدنهم في الجزائر. و أغلبهم يسافرون إليها برا عن طريق و سائل النقل العمومية أو بسياراتهم الخاصة التي تمنح لهم حرية التنقل بسهولة بين البحر و مختلف المعالم الأثرية التي يزورونها هناك . و تأكد العديد من وكالات السفر في قسنطينة أن معظم السواح الذين يرغبون قضاء عطلهم الصيفية يختارون الذهاب لتونس، كما تقول مسؤولة عن التسجيلات في الفنادق بوكالة نوميديا : " معظم الجزائريين الذين يتقدمون يوميا من الوكالة يختارون تونس . و أعتقد أن السبب هو قربها منا و إمكانية التنقل إليها برا باستعمال الزبائن لسياراتهم الخاصة. كما أن انخفاض أسعار الفنادق فيها مقارنة مع أسعار الفنادق بتركيا يجعلها وجهة مفضلة لدى الكثيرين من ذوي الدخل المتوسط في الجزائر..." فهل يبحث الجزائريون في تونس عن الوجهة ذات التكلفة الأقل أو يفضلون زيارة بلد جديد ليكتشفوا معالمه السياحية حتى لو كان يكلف غاليا ؟ بعد تونس يختار الجزائريون هذا الصيف تركيا ، هذا البلد الجديد الذي دخل مؤخرا في دائرة اهتمامات السائح الجزائري الذي أثبت أنه قادر أن يدفع مبالغ كبيرة من أجل رحلة صغيرة في أحد المدن التركية . حيث أكدت لنا وكالات الأنباء التي زرناها أن عددا كبيرا من الجزائريين الذين يرغبون في قضاء عطلهم خارج الوطن يختارون إسطنبول أو أنتاليا، و هما وجهتان باهضتا الثمن. تركيا الوجهة الثانية للجزائريين بعد عزوفهم عن مصر الدراما التركية عرفت المشاهدين العرب و الجزائريين بجمال الطبيعة و التنوع العمراني و الحضاري الكبير لتركيا مما دفع الكثير من الجزائريين على غرار السواح العرب الى زيارتها و التعرف عن قرب على مواقعها الجميلة . و الملفت ان المواطنين الذين يجرون حجوزاتهم الصيفية لدى الوكالات يختارون وجهتهم بدقة بين أكثر المدينتين طلبا في تركيا : أسطنبول عاصمتها الحضارية و الفعلية و أنتاليا و هي إحدى أروع المدن من ناحية جمال الطبيعة في تركيا غير أن تكاليف الأسبوع الواحد فيها قد يصل إلى مئة و خمسين دينار جزائري للشخص الواحد مما يعني أن الأسبوع الواحد بها قد يكلف ثروة بالنسبة لعائلة صغيرة .. كما تؤكد الموظفة المسؤولة عن الحجوزات في " وكالة السفر الجزائرية " : "الإقبال على أنتاليا عرف إرتفاعا كبيرا خلال هذا الموسم من قبل مختلف شرائح المجتمع بما فيها عائلات و أزواج مقبلين على تمضية شهر العسل. ورغم إرتفاع أسعارها إلا أن الحجوزات كلها مكتملة في الوقت الحالي و لا يوجد أي فندق فارغ بالمدينة لاستقبال المزيد من سياحنا الراغبين في زيارتها، و كذلك الأمر بالنسبة لإسطنبول " . فيما يؤكد موظف في وكالة "ياسمينة ترافل" : " الحجوزات في الوقت الراهن مازالت ممكنة و لكن تبقى مشكلة التأشيرة هي العائق بالنسبة للكثيرين من الشباب و العائلات الراغبة في السفر" . هل يملك الجزائريون ثقافة سياحية أم هو هروب من صيف ممل؟ قلة هم الجزائريون الذين يتمتعون بثقافة سياحية تدفعهم لاستكشاف البلدان و المدن التي لا يعرفونها بغرض سياحي و تثقيفي. فالعطلة بالنسبة للجزائريين هي فرصة لتغيير الجو خارج الأماكن الاعتيادية التي يقضي فيها بقية السنة. و في حين أن أغلبية السواح يبحثون عن الوجهات الأقل تكلفة و الأرخص ثمنا كتونس التي تعتبر كبيت ثان بالنسبة للجزائريين في فصل الصيف، يختار البعض الآخر من ذوي الدخل المرتفع وجهات جديدة لم يتعودوا عليها كتركيا و المغرب و أحيانا اليونان. الثقافة السياحية لدى المواطن الجزائري أمر نسبي، كما تقول موظفة الاستقبال بالوكالة الجزائرية للسفر : " أغلبية المواطنين الذين يتقدمون للاستفسار عن الرحلات يطلبون جدول الأسعار قبل كل شيء، مبررين أنهم يسعون فقط لقضاء عطلة يغيرون بها روتين حياتهم العملية ". و تقول مضيفة " قليلون هم الذين يطمحون الى السفر من أجل متعة السياحة و الاستكشاف" . و هو ما أكده لنا موظف وكالة "نوبا السياحية" المختصة في رحلات الحج و العمرة إلى جانب السياحة : " المواطنون عادة يأتون من أجل الحجز الى تونس لأنها البلد الأقرب ليس فقط في المسافة و لكن أيضا في العادات و التقاليد خاصة اللغة. و يغتنمون الفرصة أيضا للسؤال عن جداول الأسعار المتعلقة بتركيا أو المغرب و أحيانا اليونان ، و هدفهم عادة هو الخروج و الاستجمام و هذا ليس بالضرورة بدافع الثقافة السياحية" . ويفضل الكثير من المواطنين الجزائريين نظرا لتقلص موسم الصيف هذه السنة الى شهر واحد تقريبا ، أن يؤجلوا عطلهم السنوية إلى ما بعد رمضان في شهر سبتمبر. غير أنهم لا يتهاونون في إجراء التسجيلات إبتداءا من شهر جويلية لضمان أماكنهم خاصة و أن الكثير من الوكالات التي تركز في هذه الفترة اضافة إلى السياحة على رحلات الحج و العمرة ، تتوقع أن يتهافت المزيد من الجزائريين عليها من أجل الحجز في رحلات سياحية بعد رمضان . فيما تنتظر هذه الأخيرة أن تقدم الفنادق التونسية عروضها و أسعارها الخاصة برمضان خاصة مع تزايد اهتمام المواطنين بهذه الرحلات المميزة هذه السنة و هي " رمضان سياحي في تونس " و بأجواء جزائرية.