اختلفت آراء الجزائريين حول تمضية العطلة الصيفية التي تتزامن هذا العام مع شهر رمضان الكريم، فرغم إغراءات الوكالات السياحية التي تحاول تقديم عروضها الرمضانية بتسطير برنامج خاص للسياح الصائمين خاصة في البلدان المجاورة، إلا أن نكهة رمضان وخصوصيته لدى العائلات الجزائرية جعلت الكثير منهم لا يفكرون في السفر إلا إذا كان نحوالبقاع المقدسة، وهو ما تفسره الطلبات الكثيرة نحو العمرة هذه الأيام. اختلطت أجندة العطلة لدى الكثير من العائلات الجزائرية بسبب احتلال شهر رمضان الكريم جزءا كبيرا من شهر أوت الذي يفضله الجزائريون للاستمتاع بالعطلة الصيفية، سواء داخل الوطن أو خارجه. لكن خصوصية شهر رمضان جعلت المواطنين يفكرون مليا في قضاء العطلة الصيفية دون المساس بعادات وتقاليد الأسر الجزائرية في هذا الشهر الكريم. مائدة جزائرية وصلاة التراويح شرعت الكثير من الوكالات السياحية الجزائرية في تقديم عروضها الصيفية لفائدة العائلات الجزائرية والأفراد الذين اعتادوا التوجه إلى البلدان المجاورة لقضاء أيام العطلة هناك. ومع تزامن شهر رمضان الكريم مع الشهر المفضل للخلود الى الراحة لدى غالبية العمال، اختارت هذه الوكالات السياحية تقديم عروضها المنجزة خصيصا للشهر الفضيل. فعلى سبيل المثال اختارت الوكالة السياحية ''ماجيستيك'' بالدار البيضاء تقديم عروضها المغرية للزبائن المتمثلة في رحلة إلى تونس خلال الشهر الفضيل. وتتميز هذه الرحلة، حسب منظميها، بتقديمها إفطارا للعائلات في مطاعم راقية وبوجبات تقليدية جزائرية وتونسية بالإضافة الى تخصيص مكان في مصليات الفنادق لصلاة التراويح وهي العادة التي لا يفرط فيها الجزائريون خلال سهرات شهر رمضان الكريم عبر كافة ولايات الوطن، وهوما تفطن له أصحاب الوكالات السياحية حيث بدأوا في تنظيم أنفسهم بالطريقة التي يرونها مناسبة وتدفع الجزائريين الى المغامرة والسفر الى بلدان مجاورة في شهر رمضان الكريم. ومن بين الطرق التي اختارتها الوكالات السياحية الخاصة لتقديم عروضها بالإشهار في الإذاعات والجرائد وحتى تعليق إعلانات في الحافلات ومحطات النقل المختلفة التي تشهد توافدا كبيرا للمواطنين. وحسب ممثلي ''ماجيستيك'' فإن الإقبال على رحلات الصيف خلال شهر رمضان الى البلدان المجاورة يشهد إقبالا متواضعا منذ انطلاقة العروض، ''لكننا متفائلون بإمكانية انضمام عائلات أخرى في الأيام القليلة القادمة إلى الرحلة الرمضانية''. عمرة بالتقسيط في رمضان تسيل لعاب الكثيرين تشهد مختلف الوكالات السياحية المنتشرة عبر الوطن إقبالا كبيرا على رحلات العمرة خاصة مع تزامن شهر رمضان الكريم والشهر الأخير لفصل الصيف، حيث لم تستطع الوكالات السياحية تلبية الطلبات الكبيرة والإقبال المتزايد على العمرة خلال شهر رمضان الكريم. فرغم ارتفاع أسعارها إلا أن الكثير من الجزائريين لا يبالون بالزيادة المطبقة على أسعار العمرة في هذا الشهر خاصة في العشر الأواخر ومن بين العروض التي تقدمها الوكالات السياحية العمرة بالتقسيط والتي يبلغ ثمنها الإجمالي 13مليون سنتيم يدفع منها 5ملايين سنتيم كدفعة أولية، حسب وكالة ''ماجستيك'' السياحية والبقية تدفع على شكل أقساط شهرية يقدر القسط الواحد منها ب 6آلاف دينار جزائري. ويبدو أن هذه الفكرة قد استهوت الكثير من الجزائريين الذين أقبلوا على تسجيل أنفسهم في هذه الرحلات منذ بداية العمل بها في مطلع السنة الحالية. لرمضان نكهته الخاصة في البيت لم يستسغ الكثير من المواطنين فكرة قضاء العطلة خارج البيت خلال شهر رمضان الكريم، حيث أبدى عدد لا بأس به عدم استعداده للمغامرة والخروج عن النسق الذي اعتادت عليه الأسر الجزائرية خلال شهر رمضان الكريم. فالدكتور أحمد عميرش، أستاذ ثانوي، أكد خلال حديثه معنا أنه متعود كل عام على التوجه الى إحدى المخيمات الصيفية رفقة عائلته، لكنه لا يفكر مطلقا في الخروج من البيت خلال شهر رمضان الكريم، فإما ان يقدم رحلة استجمامه إلى شهر جويلية القادم أو يلغيها تماما. فشهر رمضان بالنسبة للأسر الجزائرية، كما قال الاستاذ أحمد، ضيف كريم ومن واجب المضيف أن يستقبل ضيفه داخل بيته لا خارجه، وهو ما يفسر عدم رغبة الكثير من المواطنين في المغامرة وتمضية شهر رمضان في المخيمات الصيفية أو في الفنادق سواء داخل الوطن أو خارجه.