انطلقت عدة مشاريع تهيئة بوسط مدينة عنابة و ضواحيها، في الأيام الأخيرة، بعد أن تعطلت عملية إطلاق الأشغال، بسبب إجراءات الحجر الصحي، في انتظار بعث مشاريع أخرى تأخرت نتيجة لطول الإجراءات و العراقيل البيروقراطية، خاصة مشاريع تعبيد الطرقات التي توجد في وضعية كارثية و هو ما وصفه والي عنابة بغير المقبول. و عاين والي عنابة، أول أمس، أشغال إعادة تهيئة سوق الحطاب، بعد أيام من إطلاق عملية الإنجاز، مشددا على جودة الأشغال و إنهائها في الآجال المحددة، خاصة و أن هذا السوق يعد الأكثر استقطابا للعنابيين و الوجهة المفضلة للتسوق، لعدة اعتبارات، كونه قريب من محطة المسافرين سويداني بوجمعة و مفترق الطرق لمختلف الأحياء، إلى جانب الأسعار المعقولة و تنوع في المنتجات الغذائية و الاختصاصات المختلفة لبيع و عرض المواد الاستهلاكية. و قد تم غلق السوق قبل نحو أسبوعين من الجهة الأمامية المقابلة لمحطة المسافرين لحافلات النقل الحضري، مع الإبقاء على الجهة الخلفية التي تضم محلات أقل استقطابا للزبائن، حيث كلف الوالي رئيس البلدية بالمعاينة اليومية لأشغال التهيئة بالشطر الأول و هو الأكثر حيوية بحكم المحلات التجارية المتنوعة الموجودة فيه، على غرار بيع التوابل، الخضر و الفواكه، التمور، المواد الغذائية، اللحوم، من أجل افتتاحه في مدة أقصاها 45 يوما . و استنادا للبطاقة التقنية، فقد تم رصد مبلغ 6 ملايير سنتيم ضمن ميزانية البلدية لسنة 2019، لتهيئة أرضية السوق، مع تقسيم المشروع إلى 3 أجزاء، مع تحديد أجل الإنجاز ب 45 يوما لتهيئة كل جزء. و تأتي أشغال تهيئة الأرضية لاستكمال مشروع التهيئة الشامل، بعد إنجاز السقف العلوي وفق المعايير الحديثة. في سياق متصل، قامت مصالح بلدية عنابة خلال شهر رمضان الماضي، بتحرير الأروقة الرئيسية للسوق من الباعة غير النظامين، بالإضافة إلى فرض المساحة القانونية على أصحاب الخانات التجارية، بإزالة الإضافات التي أدت إلى تقليص مساحة الممرات المخصصة لسير المواطنين . و قامت مصالح البلديات بمرافقة الشرطة و تطهير السوق من جميع الإضافات العشوائية و الطاولات التي كانت تعرقل تبضع الموطنين و سيرهم بحرية، بعد عشرات السنين و الوضعية على ما هي عليها، حيث تم تطبيق تعليمات والي ولاية عنابة عند زيارة السوق، أين اطلع على الوضعية الكارثية التي يتسوق فيها المواطنون وسط ازدحام خانق، حيث سمحت عملية إزالة الإضافات العشوائية، بتحرير الممرات و سير المواطنين بحرية، لفرض إجراءات التباعد الجسدي و التخفيف من مخاطر تنقل فيروس كورونا بين المواطنين و كذا التجار الذين يقصدون السوق. و حسب ما وقفت عليه النصر بالسوق، فقد تغير وجهه بشكل كامل و أصبحت الممرات عريضة عكس السنوات السابقة، إلى جانب وضع فرقة للشرطة بمدخلي السوق، للوقوف على التزام التجار بالتدابير المتخذة، لضمان تباعد المواطنين و عدم العودة للممارسات غير القانونية التي كانت تحدث في الفترة السابقة. من جهتها نصبت مصالح بلدية عنابة خلية للمراقبة اليومية للسوق، الذي يقصده آلاف المواطنون يوميا و هو الأكبر استقطابا على مستوى الولاية، إلى جانب السوق المركزي الذي تم فيه هو الآخر فرض إجراءات الالتزام بالمساحات المخصصة للتجار، مع تسخير فرق للتعقيم بشكل يومي . من جهة أخرى، أطلقت بلدية عنابة مناقصة لتجديد الإنارة العمومية من نوع «لاد» بشارع بوعلي السعيد، بداية من محور الدوران سيدي إبراهيم، إلى غاية محور الدوران حسان النوري. كما استأنفت أشغال التهيئة على مستوى «الكور» الجديد بحي الذهب، إلى جانب أحياء أخرى بالسهل الغربي، في انتظار إنهاء كابوس اهتراء الطرق و انطلاق أشغال التعبيد، خاصة بالشطر الرابط بين جامعتي البوني و سيدي عاشور.