عادت، مؤخرا، عصابات الفحم بولاية أم البواقي للنشاط و شرعت في وضع مخططاتها لعرقلة مهام أعوان الغابات المكلفين برصد المخالفات المقترفة في حق الطبيعة، خاصة في المناطق المعروفة بإقامة المفاحم غير الشرعية و التي شددت عليها محافظة الغابات الخناق في الآونة الأخيرة و اضطرت العصابات المتخصصة في إنتاج الفحم بعد التعدي على الغابات، لوضع كمائن و أفخاخ على الطرقات و المسالك التي تعبرها مركبات فرق الرقابة، لمنعها من الوصول إلى مكان إقامة المفاحم الفوضوية. المعطيات التي بحوزتنا، تكشف عن تعرض مركبات أعوان فرق الرقابة بمحافظة الغابات خلال عطلة نهاية الأسبوع المنقضي، لاعتراض من طرف عصابات إنتاج الفحم بعد التعدي على الغابات. و ذكرت محافظة الغابات في بيان لها على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، أن مركباتها تعرضت لتفخيخ مسلكها المتواجد بغابة الفرن الصغير، أين قام مجهولون بغرس 5 أعمدة فولاذية كبيرة الحجم، بنية تفجير عجلات مركبات أعوان الرقابة و كان أعوان الغابات قد تعرضوا الشهر الماضي لغلق الطريق الغابي بالمكان المعروف باسم عمامة كبيرة على مستوى غابة الدولة لحراكته و ذلك خلال دورية عمل لمراقبة مختلف المخالفات و الجنح المرتكبة في الوسط الغابي. و ذكر محافظ الغابات رغيوة عثمان في تصريحه للنصر، أمس الأحد، أن أعوان فرق الرقابة لمحافظة الغابات، تعترضها عديد العراقيل خلال عملها للقضاء على المفاحم، حيث باتت بعض الأطراف التي تسعى لإنتاج الفحم بالتعدي على الغابة، تلجأ لكل الطرق لاعتراض عمل أعوان الرقابة، على غرار تفخيخ المسالك و غلقها و يأتي ذلك بسبب الإجراءات المشددة التي بادرت لوضعها محافظة الغابات، للحد من ظاهرة انتشار المفاحم غير الشرعية. و أكد المتحدث، على أن محافظة الغابات تسعى جاهدة لحماية الغطاء الغابي بالولاية، خاصة غابة الحراكته التي تتربع على مساحة 26 ألف هكتار والمنتشرة على 6 بلديات شرقية وتعتبر غابة الجازية التي تتربع على مساحة 9 آلاف هكتار جزء منها وهي التي خصصت المحافظة 7 فرق ميدانية لمراقبتها ووضع حد للظواهر المنتشرة في السنوات الماضية. حيث يأتي الهدف من هذه الفرق، هو التبليغ عن الحرائق في حال نشوبها والتدخل السريع لإطفائها وكذا محاربة ظاهرة الحرق و القطع غير الشرعي للأشجار. و ذكر محافظ الغابات، بأن الخرجات الميدانية لفرق الرقابة، كشفت عن لجوء عصابات إنتاج الفحم لطرق بديلة عن المرادم التي تؤدي لاحتراق مساحات شاسعة من الغابات و هي التي كانت مستعملة بكثرة في السنوات الماضية قبل تشديد الخناق عليها و على المتورطين فيها و باتت العصابات تلجأ لقطع الأشجار و نقلها لمحيط السكنات التي يقيم بها المنتمون لهاته العصابات و يقومون بحرقها لإنتاج الفحم، على غرار ما أسفرت عنه مداهمة فجائية في الأيام القليلة الماضية، حيث نجحت فرق الرقابة في تدمير مفاحم عشوائية أقيمت أمام سكنات، في خطوة من عصابات إنتاج الفحم لإبعاد أعوان الرقابة عن سكناتهم. و أكد محافظ الغابات، على أنه و مهما تعددت طرق التعدي على الغابات لإنتاج الفحم، فإن أعوان محافظة الغابات بالمرصاد، للعمل على حماية الثروة الغابية من جهة و وضع حد للقطع و النقل غير الشرعي لأشجار الغابات من جهة ثانية.مضيفا بأن المعاينات الميدانية لأعوان المحافظة، أسفرت عن رصد تورط مواطنين قاطنين بجوار الغابات، مع تواجدهم في حالة عود لارتكاب المخالفات نفسها التي توبعوا بها في وقت سابق. أحمد ذيب