ندرة في المكملات الغذائية المقوية للمناعة ضد كورونا بقسنطينة تسجل المكملات الغذائية المساهمة في تقوية المناعة ضد الإصابة بفيروس كورونا، يتصدرها الزنك مع الفيتامين «سي»، ندرة في صيدليات قسنطينة، بعد أن عرفت إقبالا واسعا خلال الأيام الماضية، عزاه صيادلة إلى الترويج لها في ومضات إشهارية، بينما يتهافت المواطنون على اقتناء المضاد الحيوي «آزيتروميسين» وسط تحذيرات الأطباء من الوصفات المنتشرة في منصات التواصل الاجتماعي ومخاطر الاستطباب الذاتي، كما نبه رئيس نقابة الصيادلة الخواص من خطورة التفاعلات التي قد تحدث بسبب اختلاط مكملات ببعض الأدوية على صحة الأشخاص روبورتاج: سامي حباطي وذكر لنا موظف بالمصلحة التجارية لشركة توزيع مواد شبه صيدلانية واقعة ببلدية الخروب أن الطلب على المكمل الغذائي المركب من الفيتامين «سي» والزنك قد عرف ارتفاعا غير مسبوق خلال الآونة الأخيرة، بعد أن اقتنع الكثير من المواطنين بقدرته على الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، فضلا عن أن الأطباء يقومون بوصفه للمصابين وأصحاب الإصابات المشتبهة من أجل تعزيز مناعتهم، في حين أشار إلى أن الطلبات على المغنزيوم الذي يحتوي على الزنك قد عرفت أيضا ارتفاعا غير مسبوق، حيث تجاوزت في أحد الأيام الماضية 1600 علبة في يوم واحد، في حين أشار إلى أن «الفيتامين «سي» زائد الزنك قد صار في حالة ندرة تامة في السوق ولم يعد متوفرا حتى لدى بائعي الجملة. وتوجهنا إلى إحدى الصيدليات في حي عبد السلام دقسي، حيث أكد لنا صاحبها عدم توفر المكمل المذكور، على عكس أقراص الفيتامين «سي»، التي لاحظنا أنه كدس كميات كبيرة منها عند الواجهة الزجاجية لمحله بسبب الطلب الكبير عليها من طرف المواطنين خلال هذه الأيام مثلما أكد، مشيرا إلى أن سعر العلبة منها يقدر بمئة وسبعين دينارا، وتضم عشرين قرصا، في حين ذكر لنا صيدلي آخر أن الفيتامين «سي» المتوفر حاليا مصنع لدى مؤسسة «صيدال»، لكنه أشار إلى أن الفيتامين «سي» مع الزنك كان يعرض بسعر 660 دينارا للعلبة ليقفز إلى 720 دينارا بعد تزايد الطلب عليه وقبل أن ينفد من السوق، فيما ظهرت إحدى العلامات من نفس المنتج بسعر 750 دينارا للعلبة. «الفيتامين سي مع الزنك» كان يتعرض للكساد قبل كورونا وأوضح نفس المصدر أن عددا قليلا من الزبائن فقط كانوا يقصدونه من قبل أن يكتشفوا قدرته على تقوية المناعة، مضيفا أن الأطباء كانوا يصفونه للنساء الحوامل وبعض الرجال من أجل زيادة كمية السائل المنوي لديهم، في حين أكد محدثنا أنه اضطر في وقت سابق لرمي كميات منه بعد انتهاء تاريخ صلاحيتها، وعدم إقبال المواطنين عليها. وأشار صيدلي آخر أن إحدى ماركات المغنزيوم الذي يحتوي على كمية صغيرة من الزنك تقدر بحوالي 10 ميليغرام وعناصر غذائية أخرى تعرف إقبالا غير مسبوق رغم أن سعره يقدر بستمئة دينار، في حين أوضح أن سعر العلبة الواحدة من الزنك والفيتامين «سي» المصنع في الخارج قد تجاوز ألفا ومئتي دينار، قبل أن ينفد من السوق بصورة تامة. وحذر الصيادلة الذين تحدثنا إليهم من استهلاك المواطنين للمضاد الحيوي «آزيتروميسين» الذي تضم العلبة الواحدة منه ثلاثة أقراص فقط دون وصفات طبية، خصوصا عند تعرضهم لنزلات برد ناجمة عن استعمال مكيف الهواء أو أعراض الزكام، في حين أوضحوا لنا أن كثيرا منهم أصبحوا يقتنونها بعدما علموا أنها توصف للمصابين بفيروس كورونا إلى جانب الكلوروكين. وعبر أحد الصيادلة عن تهافت المواطنين على اقتناء الأدوية والمكملات المذكورة بالقول أنه «لحسن الحظ أن عقار «هيدروكسي كلوروكين لم يعرض في الصيدليات وإلا لاقتناه المواطنون واستهلكوه بشكل عشوائي». وذكر لنا أحد الصيادلة أنه يمكن للمواطنين تعويض المكملات الغذائية المصنعة بأغذية طبيعية من أجل تقوية المناعة، مثل الجوز واللوز وغيرهما من المكسرات والعدس واللحوم. وصفات «فيسبوك» قد تسبب مضاعفات حساسية لمرضى «كوفيد-19» والتقينا بطبيبين مقيمين يعملان بمصلحة «كوفيد-19» للمستشفى الجامعي ابن باديس في لقاء نظمته فيدرالية جمعيات المجتمع المدني لولاية قسنطينة، حيث أكد لنا الدكتور محمد الهادي دريدي أن نسبة تركيز الزنك في المكمل الممزوج بالفيتامين «سي» ضعيفة ولا تقوي المناعة بشكل كبير، بينما تساءل الدكتور أمين سالم، أمين الفرع النقابي للأطباء المقيمين بالمستشفى، عن سبب الندرة المسجلة رغم أنه يفترض أن تصنع هذه المكملات محليا. وأضاف محدثانا أن الأشخاص قادرون على تقوية المناعة من خلال أغذية طبيعية تحتوي على الفيتامين «سي» والزنك، مثل العسل وبعض الأغذية التي ينصحون أصحاب الإصابات المشتبهة الذين يقومون بالحجر المنزلي بتناولها، لتبقى الإجراءات الوقائية الأساسية متمثلة في وضع الكمامات والتباعد وغسل اليدين هي الأكثر فعالية للحيلولة دون الإصابة بالفيروس. وحذر الطبيبان من خطورة الوصفات المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها صفحات «فيسبوك»، حيث ينصح أصحابها المصابين بالفيروس أو حاملي الإصابات المشتبهة بتعاطي بعض الأعشاب الطبية، رغم أنها قد تتسبب في وقوع آثار غير مرغوب فيها ومضاعفات حساسية لدى المرضى، ما قد يؤدي إلى زيادة الاضطرابات التنفسية. وتجدر الإشارة إلى أن سلطة ضبط السمعي البصري قد منعت قبل بضعة أيام إشهارات المكملات الغذائية في القنوات التلفزيونية، في وقت نشرت فيه وزارة الصحة من قبل ومضات تحسيسية عبر صفحتها الرسمية بمنصة «فيسبوك» من أجل التعريف بطرق تقوية المناعة بشكل طبيعي من خلال نظام غذائي متوازن. رئيس نقابة الصيادلة: الفيتامين «سي» يستعمل لتنشيط مرضى كوفيد وليس لتقوية المناعة وذكر رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، مسعود بلعمبري، في تصريح للنصر، أن المفترض في المتهافتين على اقتناء المكملات الغذائية ترك هذه الكميات للمصابين بالفيروس الذين يحتاجون إليها، مشيرا إلى أن الإفراط في الاستهلاك سيؤدي إلى الندرة مهما كانت قدرات الاستيراد والتوزيع. وأضاف نفس المصدر أن «الفيتامين سي والزنك» مكمل غذائي ولن يقود إلى تطوير أجسام مضادة للفيروس في حال استهلاكه، في حين أشار إلى أن جميع الأمراض الفيروسية، على غرار «كوفيد-19»، تؤدي إلى إصابة المريض بالإرهاق، حيث يمنح له «الفيتامين سي» من أجل تنشيط جسمه فقط، حيث لا يمكن تطوير مناعة في فترة قصيرة من تناول المكملات، مثل يوم واحد أو يومين، وإنما تُعزّز بفضل التغذية المتزنة والثرية بالمكونات الطبيعية، مثلما قال. وأضاف نفس المصدر أن استهلاك المضاد الحيوي «آزيتروميسين» بطريقة عشوائية لن ينفع الشخص غير المريض في شيء، في حين نبه إلى خطورة بعض التفاعلات التي قد تنجم عن اختلاط المكملات الغذائية مع بعض الأدوية، كما قال أن المكملات تسوق في الجزائر بصورة عشوائية لغياب قانون خاص بها وانعدام وسائل رقابية عليها، موضحا أنها تخضع لقانون المواد الغذائية في الوقت الحالي، بينما اقترحت نقابة الصيادلة الخواص منذ حوالي سنتين قانونا ينظم تسويقها وإنتاجها واستيرادها، وتم ضبطه مع وزارة الصحة بالتنسيق مع وزارة التجارة لكنه ظل حبيس الأدراج ولم يُقدم للدراسة إلى غاية اليوم، مثلما أكد. وحذر رئيس النقابة من خطورة المكملات مجهولة المصدر التي تسوق في وسائل التواصل الاجتماعي والأسواق، فمن بينها بعض المكملات المُهربة وأخرى لا تحمل أي وسم للمعلومات الخاصة بعملية إنتاجها، فضلا عن المبالغة الكبيرة في أسعار البعض منها ومضاعفتها مقارنة بسعرها الأصلي. وقال رئيس النقابة أن المواطنين يعلقون آمالا كبيرة على المكملات رغم أنها ليست أدوية.