اقترح رئيس النقابة الوطنية للشبه طبي غاشي لوناس أمس استحداث خلية تضم أطباء أخصائيين وممرضين لتسيير ملف كوفيد 19 على مستوى المصالح الاستشفائية، والتحاور مع أهالي المرضى والمتوفين بالفيروس، لتقليص حالة الضغط التي تعيشها المؤسسات الصحية، والحد من الاعتداءات على مستخدمي القطاع. وسيكون هذا المقترح محورا رئيسيا للاجتماع الذي تعقده اليوم أربع نقابات ممثلة لقطاع الصحة، ويتعلق الأمر بنقابة الأساتذة الاستشفائيين ونقابة الأطباء الخواص ونقابة ممارسي الصحة العمومية والنقابة الوطنية للشبه طبي، المزمع تخصيصه لبحث الحلول الكفيلة بتقليص حالة الضغط التي تعيشها أغلب المؤسسات الاستشفائية بسبب تزايد عدد المصابين بالفيروس، وسوء تعامل كثير من المواطنين مع المرض، ومع الأطقم الطبية التي تسهر على علاج المصابين. وتقترح نقابة شبه الطبيين في هذا الإطار، استحداث خلية تضم أساتذة استشفائيين جامعيين وممرضين وأطباء أخصائيين لتأطير تسيير ملف كوفيد 19 على مستوى المؤسسات الصحية بالتنسيق مع وزارة الصحة، بما فيها معالجة المشاكل التي تعيشها يوميا تقريبا المستشفيات جراء تنامي حالات الاعتداءات والسب والشتم في حق الأطقم الطبية التي تتكفل بمرضى كورونا. وقال رئيس النقابة الوطنية للشبه طبي غاشي لوناس «للنصر» بهذا الخصوص، إن من بين أهم أسباب المشاكل المسجلة بالمؤسسات الصحية رفض أهالي المرضى قبول وفاة أقاربهم بفيروس كورونا وإصرارهم على التكفل بدفن موتاهم دون الالتزام بالتدابير الصحية، وأن كثيرا منهم يصر على استلام جثث المتوفين مما أدى في عديد الحالات إلى حدوث مناوشات مع المصالح الإدارية، بسبب عدم الاكتراث لخطر الإصابة بالعدوى ونقل الفيروس إلى باقي أفراد الأسرة. ويؤكد ممثل سلك شبه الطبيين الذي يضم حوالي 100 ألف عون على المستوى الوطني، بأن طريقة العمل مستقبلا ستركز أكثر على الحوار والتواصل باعتباره الأسلوب الأنسب لتنظيم طريقة العمل على مستوى المصالح المختصة في التكفل بالمصابين بالفيروس، والحد من حالة الفوضى والاعتداءات اللفظية والجسدية التي تطال الأطقم الطبية وتمنعهم من أداء مهامهم في ظروف أحسن، والتكفل الأفضل بالحالات المشتبه فيها التي تتوافد يوميا على المستشفيات لإجراء التحاليل والتشخيص. وتأسف المصدر لسوء تعامل كثير من المواطنين مع المرض، في ظل ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا، وعدم تفهم الوضعية الصعبة التي تعمل في ظلها الفرق الطبية، كاشفا بأن عديد الممرضين لزموا مناصبهم رغم إصابتهم بالفيروس، واكتفوا بحجر لمدة ثلاثة أيام فقط للتكفل بالمرضى، كما أجبرهم هذا الظرف الحساس على تأجيل العطلة السنوية نظرا لحالة الاستنفار القصوى التي يعيشها القطاع، فالعديد منهم لم يغادروا المستشفيات لمدة فاقت الشهر بسبب ضغط العمل، وكذا الخشية من نقل المرض إلى المحيط الأسري، استطرد المتحدث. ولا يقتصر دور الممرضين على الرعاية المستمرة للمرضى بتقديم الدواء والسهر على متابعة حالتهم الصحية، بل يقومون أيضا بمهام المؤطرين النفسانيين من خلال التحاور مع أهالي المصابين المتضررين من الفيروس، ومواساة من فقدوا أقاربهم بسبب المرض، وإقناعهم بضرورة الالتزام بإجراءات وزارة الصحة بخصوص إجراءات الدفن التي لا يحضرها سوى عدد محدود فقط من الأشخاص. كما يشرف الأعوان شبه الطبيين على تسيير المصالح الجديدة التي تفتح يوميا لامتصاص العدد الزائد من المصابين الذين يقصدون المؤسسات الصحية للتشخيص، وبحسب رئيس التنظيم النقابي غاشي الوناس فإن العوائق التي حالت دون فتح مصالح جديدة للتكفل بمرضى كوفيد 19 تطبيقا لتعليمات وزير الصحة عبر بعض المستشفيات، ستكون ضمن محتوى جدول أعمال الاجتماع المزمع عقده اليوم، وذكر على سبيل المثال عدم انخراط بعض الأساتذة الاستشفائيين ضمن هذا المسعى بدعوى نقص الوسائل المادية والبشرية.