دعا عضو اللجنة العلمية لرصد وتفشي فيروس كورونا بقاط بركاني أمس وزارة الصحة لتزويد الأطباء الخواص بوسائل العمل خاصة الكمامات، وحثهم على فتح عياداتهم لاستقبال المرضى لتخفيف الضغط على المستشفيات والحد من انتقال العدوى بالفيروس. واقترح بقاط بركاني في تصريح «للنصر» على وزارة الصحة توزيع جزء من وسائل الوقاية من انتقال فيروس كورونا المستوردة من الخارج على الأطباء الخواص، لتحفيزهم وتشجيعهم على فتح عياداتهم من جديد لاستقبال المرضى، لتخفيف الضغط على المستشفيات ومنع تنقل المرضى إلى المصالح الاستشفائية لتلقي العلاج، خاصة المؤسسات المعنية باستقبال المصابين بفيروس كورونا، لمحاصرة توسع العدوى. وأرجع المصدر إقدام غالبية الأطباء الخواص على غلق عياداتهم والخروج في عطلة غير محددة الآجال بعد انتشار الإصابة بفيروس كورنا إلى نقص وسائل العمل والخوف من التقاط العدوى، معبرا عن قلقه من استمرار الوضع لأن توقف نشاط الأطباء الخواص سيحرم المرضى من تلقي العلاج، وقد يدفع بهم الأمر إلى التوجه نحو المستشفيات التي تفرغت جل مصالحها لاستقبال المصابين بفيروس كورونا، مما يطرح مخاوف من انتشار او توسع الفيروس على نطاق أوسع. وقال عضو اللجنة العلمية لرصد تفشي فيروس كورونا إن إجراءات الحجر المطبقة حاليا اتخذت بطريقة تدريجية، وتشديدها يخضع لقرار من قبل رئيس الجمهورية وذلك بحسب مستوى تفشي المرض، دون أن يخفي قلقه من المنحنى التصاعدي للعدوى بسبب تزايد حالات الإصابة والوفيات يوميا، مؤكدا أن ولاية البليدة ماتزال تعد بؤرة لانتشار الفيروس، داعيا المواطنين للالتزام بالإجراءات الوقائية واحترام قرارات الحجر، والمساعدة على تراجع العدوى. كما أكد المتحدث نجاعة العلاج بالكلوروكين الذي يخضع له المرضى بالفيروس، بعد أن ظهر عليهم تراجع أعراض الحمى والسعال، نافيا أن يكون للعلاج آثار جانبية، بسبب اعتماده على تركيبة عادية التي لا تشكل أي خطر على من يتناولها باستثناء المصابين بأمراض القلب الذين يخضعون لعناية خاصة، موضحا بأن اللجنة العلمية التي تضم خمسة خبراء تتابع يوميا تطور انتشار فيروس كورونا وتعمل على رفع المقترحات إلى السلطات العليا لتشديد إجراءات الحجر بحسب مستوى انتشار العدوى وارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس، معتقدا بأن وصول العدوى متأخرة إلى الجزائر يعد عاملا مساعدا على محاصرة الفيروس عن طريق الاستفادة من تجارب بلدان اخرى تضررت قبلنا من العدوى. وأضاف من جهته رئيس النقابة الوطنية لشبه الطبيين غاشي لوناس أن نقابته توجهت مؤخرا لمديريات الصحة على مستوى الولايات لتزويد الممرضين بوسائل الوقاية لتشجيعهم على العمل والتكفل بالمرضى، كما دعت الولاة لتخصيص مقرات إقامة للأعوان شبه الطبيين بالولايات التي لم تتخذ هذا الإجراء بعد، لا سيما التي وصلتها العدوى بفيروس كورونا مؤخرا فقط، وذكر على سبيل المثال ولاية تلمسان. وبشأن ظروف العمل بالمصالح الاستشفائية، قال المصدر إن الممرضين يواجهون ضغوطا يومية لا سيما بالمصالح الاستشفائية التي تلقت مصابين بالفيروس، ومع ذلك يواصلون عملهم رغم التعب والعياء بسبب البعد عن البيت وقلة الراحة، لأن ظروف العمل تلزمهم باحترام تدابير الحجر وعدم التواصل مع المحيط الأسري والاجتماعي لمنع انتقال العدوى. وأوضح غاشي الوناس أن المستشفيات التي استقبلت مؤخرا أولى حالات الإصابة بكورونا تقوم بتنظيم نفسها للتكيف مع الوضع الجديد، بتخصيص أسرة للمرضى المحتملين، وتجنيد الوسائل والإمكانات الضرورية، من بينها أجهزة التنفس والألبسة الواقية والكمامات ووسائل التعقيم، إلى جانب تنظيم الأطقم الطبية والأعوان شبه الطبيين لتنسيق العمل وضمان المناوبة للتكفل بحالات الإصابة التي قد تصل إلى المصالح المعنية. كما تقوم نقابة شبه الطبيين حسب المصدر بتقديم التوجيهات للممرضين بشأن كيفية مواجهة هذا الظرف، كما تحرص على تمكينهم من وسائل العمل عن طريق الاتصال بمديريات الصحة و المصالح الولائية إذا تعلق الأمر بتوفير المبيت لأعضاء هذا السلك.