الإنزلاقات و التسربات تزرع الرعب وسط سكان قايدي عبد الله يطالب سكان حي قايدي عبد الله بوسط مدينة قسنطينة بتعجيل ترحيلهم نحو سكنات لائقة خوفا من انهيار البنايات التي يعيشون فيها بسبب كثرة تسربات المياه من جهة و انزلاق التربة بفعل الأمطار المتساقطة في الفترة الأخيرة من جهة أخرى. و أكد السكان "للنصر" بأنه و على الرغم من وقوع الحي ضمن المنطقة الحمراء بالمدينة المهددة بالانهيار بفعل كثرة الإنزلاقات التي تسجل بين حين وآخر خاصة بعد تساقط الأمطار، إلا أن ترحيلهم لا يزال قرارا مؤجلا رغم الخطر الذي يتهددهم في كل حين، خاصة بعد عملية الترحيل الأخيرة التي مست الحي قبل سنوات، حيث تم هدم بعض البنايات التي تم إخلاؤها رغم أنها متلاصقة من الجانبين ببنايتين لا تزالان مقر إقامة الكثير من العائلات، و هو ما اعتبره المعنيون خطرا حقيقيا يهدد حياتهم. كما أثار السكان قضية الإنزلاقات المتكررة بأرضية الحي التي تؤثر سلبا على مساكنهم الهشة و المتلاصقة بشكل تجعل انهيار إحداها يجر باقي البنايات، فالأمطار المتساقطة في الفترة الأخيرة يضيف السكان أحدثت تشققات جديدة سواء على مستوى البنايات أو على مستوى الأرض التي أصبح المشي فوقها يثير خوف السكان خاصة الأطفال منهم و النساء، فضلا عن البنايات و بعض الجدران المتبقية من بنايات قديمة تم تهديمها باتت مهددة بالانهيار في أي وقت. أهل قايدي عبد الله تحدثوا أيضا عن مشكل التسربات الغزيرة للمياه بمختلف أنواعها حسب تعبيرهم، حيث قالوا بأن مياه الصرف القادمة من بعض السكنات التابعة للهلال الأحمر الجزائري بشارع قيطوني عبد المالك تصب في العراء و تتوجه مباشرة نحو مساكنهم و الجدار الفاصل بينهم و بين هذا الشارع، إضافة إلى مياه الأمطار التي تنحدر من أعالي وسط المدينة و كذلك أنابيب نقل مياه الشرب التي كانت مخصصة للسكنات التي تم تهديمها و ترحيل سكانها قبل سنوات، غير أن مياه الشرب لم يتم توقيفها مما أبقاها منذ ذلك الوقت تصب في العراء و تتوجه أيضا نحو حي قايدي عبد الله. و قد اعتبر السكان هذه المياه من أكبر المشاكل بالإضافة إلى انزلاق التربة التي تهدد المنطقة، إذ أصبحت المياه تشكل خطرا كبيرا على الجدار و السكنات معا بعد تشبعها بالمياه مما بت يهددها بالانهيار في أي وقت، و هو ما دق لأجله السكان ناقوس الخطر خوفا على أبنائهم خاصة الذين لا يملكون مكانا آخر للعب غير المسلك الرئيسي المحاذي لهذا الجدار. مشكل الانتشار الواسع للقمامة أيضا طرحه السكان حيث وصفوا حيهم بالمفرغة العمومية التي ترمى فيها كميات كبيرة من النفايات دون تدخل مصالح البلدية لجمعها و تحويلها للمفرغة العمومية، الأمر الذي يساهم في انتشار الحشرات و الروائح الكريهة و يهدد السكان بالأمراض، فضلا عن انعدام الإنارة العمومية و كذا التهيئة إذ أن كل الطرقات عبارة عن مسالك تملؤها الحجارة و الأتربة مما يجعل التنقل عبرها أمر صعب للغاية. مدير مكتب الهندسة و التعمير "سو" بقسنطينة المكلف بإحصاء السكنات الهشة و المهددة بالانهيار بالولاية، أكد بأن الحي ضمن برنامج الإحصاء المقرر و أرجع تأخر العملية إلى خلاف حاصل بين مالكين لسكنات يرفضون الترحيل و مستأجرين يفضلون سكنات لائقة، غير أنه كشف عن خرجة من أجل احصاء العائلات المتضررة خلال الأسبوع الجاري. و فيما يتعلق بمشكل التسربات الغزيرة التي تصب عبر مختلف الاتجاهات قال المكلف بالإعلام و الاتصال على مستوى مؤسسة سياكو بأن أعوان المؤسسة تدخلوا في الأيام القليلة الماضية لإصلاح إحدى الأعطاب الكائنة بالحي، غير أنهم لم يتوصلوا بعد لمركز التسرب الأصلي، و هو ما استدعى تخصيص لجنة لإحصاء التسربات عن طريق الإصغاء و ذلك بتتبع خرير المياه لمعرفة منبعها، أما عن مياه السكنات القديمة التي رحلت، فقد أكد محدثنا بأنه تم غلق إحدى النقاط التي كانت تمونها و من المقرر غلق النقطتين المتبقيتين خلال الأسبوع المقبل. أما مصالح البلدية فلم نتمكن من الاتصال بهم لكون نهار أمس يوم عطلة.