حمس تدعو بوتفليقة للتدخل العاجل لإنقاذ الإصلاحات دعت حركة مجتمع السلم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للتدخل العاجل من أجل ما أسمته إنقاذ الإصلاحات السياسية وذلك بعرضها على الاستفتاء الشعبي، محذرة من تبعات تضييع هذه الفرصة التاريخية من طرف من أسمتهم المتلاعبين بأمل الأمة. تأسفت حركة مجتمع السلم لما آلت إليه مسيرة الإصلاحات السياسية التي كان ينتظرها الشعب ودعت في بيان لها أمس عقب الاجتماع الأسبوعي لمكتبها الوطني رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للتدخل العاجل لإنقاذ هذه الإصلاحات وذلك بعرضها على الاستفتاء الشعبي، وجاء في البيان الموقع من طرف رئيس الحركة أبو جرة سلطاني أن "ضعف التعاطي مع نتائج المشاورات السياسية تسبب في إغراق الإصلاحات السياسية في الجوانب التقنية والانحراف بها عن الإرادة الشعبية"، وإخراجها على المقاس ففقدت بذلك محتوياتها الإصلاحية وهيمنت عليها عقلية الوصاية ومنطق الأغلبية مما قد يتسبب في اتساع دائرة العزوف في الاستحقاقات الانتخابية القادمة. وترى حركة مجتمع السلم في بيانها أن بطء الوتيرة التي تسير بها الإصلاحات في الوقت الحالي و"تبريدها" باللعب على عامل الزمن تسبب في صرف الرأي العام عنها إلى شؤون اجتماعية زادت في حجم التوترات المطلبية في ظل غياب التأطير السياسي والاجتماعي والنقابي. وتواصل حركة أبو جرة سلطاني في هذا الاتجاه مشيرة إلى أن تدني سقف الإصلاحات و تحزيبها ضيق هامش الحريات، وأسرف في الإحالة على التنظيم وكأن البلاد لم تخرج بعد من حالة الطوارئ المحكومة بمنطق الأمن الإداري قبولا ورفضا وإقصاء، بعيدا عن روح المواطنة ودولة القانون والحق. وحملت حمس جهات لم تكشف عن هويتها قالت أنها ضالعة في التلاعب بأمل الأمة مسؤولية تضييع هذه الفرصة التاريخية، فرصة الإصلاحات السياسية التي اقرها رئيس الجمهورية قبل حوالي سبعة أشهر. على المستوى الخارجي نددت حركة مجتمع السلم بما يثار في بعض الحملات الانتخابية في أقطار أروبية من تحريض واستهداف مجحف لحق الجاليات العربية والإسلامية والمهاجرين بصفة خاصة، و تمجيد مستفز لرموز الاستعمار القديم وممارساته المشينة، داعية إلى حفظ الحريات على أساس المواطنة كما تنص عليها المواثيق الدولية. و يجدر التذكير في هذا الصدد أن نواب حركة مجتمع السلم بالمجلس الشعبي الوطني كانوا قد انتقدوا بشدة مضمون العديد من قوانين الإصلاح التي ناقشها المجلس حتى الآن، وقالوا أنها سطحية ولم تستجب لتطلعات المواطنين، كما اتهم البعض منهم نواب حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي بالسطو على هذه المشاريع واستغلالها لحسابات حزبية ضيقة، وتحويرها عن مسارها. وفضلا عن هذا فاجأ رئيس الحركة أبو جرة سلطاني في الأيام الأخيرة المتتبعين بمواقف غير منتظرة قال في بعض منها انه سيغادر التحالف الرئاسي قبل نهاية العام الجاري، وموجها في نفس الوقت اتهامات بالجملة لشريكيه في هذا التحالف مند أفريل 2004، و أفصح عن نيته إنشاء تحالف جديد في المستقبل يدخل به الاستحقاقات الانتخابية المقبلة يضم التيارات والأحزاب الإسلامية وغيرها.ويبقى التساؤل مطروحا هل يريد رئيس حمس بهذه التقلبات استباق مرحلة قادمة؟ أم انه يريد الظهور بمظهر المعارض تناسقا مع ما يجري على الساحة الإقليمية في هذا الوقت بالذات بعدما قضى سنين وسنين في أحضان السلطة متحالفا وداعما لها حتى في أحرج اللحظات. م- عدنان