تحول الصراع داخل التحالف الرئاسي مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية من ثنائي إلى ثلاثي الأطراف، لتدور رحاه حول مشاريع قوانين إصلاح الرئيس، رغم أنهم يؤكدون أن التحالف على برنامج الرئيس لا غير. يستبعد متتبعو شؤون الأحزاب السياسية، طلاقا وشيكا في بيت التحالف الرئاسي، رغم حرب المواقع المعلنة لكن انسحاب أي طرف لن يصنع الحدث، لأن التحالف كما يضيفون فقد روحه وأصبح اسما على غير مسمى بالنظر إلى تباين مواقفهم والاتهامات المتبادلة مع اقتراب الاستحقاقات المقبلة، خاصة مع “التهم الكبيرة” التي لا يتوانى أبو جرة سلطاني في توجيهها إلى غريميه خلال التجمعات الشعبية والمؤتمرات الصحفية، مهددا بالخروج من البيت في حال لم تأت الإصلاحات السياسية المعلن عنها بثمارها، متهما صراحة بلخادم وأويحيى بمحاولة “تحزيب” الإصلاحات السياسية للرئيس و”تفصيلها على المقاس” باستخدام كل الوسائل بما فيها الضغط على اللجنة القانونية. ويحرص أبو جرة على ود الرئيس بتبرئته من كواليس البرلمان، معلنا صراحة أن أحلام غريميه تتجاوز تشريعيات العام المقبل إلى رئاسيات 2014. ولم يدخر الأرندي جهدا في التلميح لرفضه تنصيب بلخادم نفسه رئيسا مستقبليا للجزائر، خاصة وأن مصادر من الأفالان تحدثت عن إجماع لترشيح بلخادم للرئاسات المقبلة باسم الحزب، في حال عدم وجود بوتفليقة ضمن المترشحين، وحسب مقربين من الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، فإن بلخادم يعتبر حزبه الأجدر بالمرتبة الأولى سياسيا، رافضا “أن يتسيد ابن البارحة الساحة السياسية”. وحول مستقبل التحالف الرئاسي، خاصة وأن حمس تهدد منذ أشهر طويلة بالطلاق مع وجود تيار سياسي يتزعمه عبد الرزاق مقري يرفض الاستمرار في تحالف، يقول إن “الحركة تعطيه أكثر مما يعطيها”، أكد أبو جرة سلطاني في اتصال مع “الفجر” أن بقاء حركة مجتمع السلم في التحالف الرئاسي مرهون بسير الإصلاحات، مجددا اتهاماته لشريكيه بمحاولة تحزيب الإصلاحات، مضيفا أن الأخبار الواردة من الغرفة السفلى للبرلمان لا تبشر بالخير”، مستدلا في ذات السياق بالمكالمة الهاتفية التي ألغيت بموجبها المادة الخاصة باستقالة الوزراء 3 أشهر قبل الترشح، غير أن مصادر داخل حمس قالت إن السبب الرئيس وراء بقاء حركة مجتمع السلم في التحالف الرئاسي، رغم شعوره بالتهميش، تنبع من حرصه على عدم إغضاب الرئيس وأن “التهديد بالطلاق يحاول من خلاله إرضاء مناضليه الرافضين التواجد داخل التحالف خوفا من انقلاب آخر لا تتحمله الحركة”. من جهته، قال الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي، ميلود شرفي في تصريح ل”الفجر”، إن “كل حزب سيد في قراراته وتحالفنا حول برنامج الرئيس فقط”، مضيفا أن تصريحات أبو جرة لا تتجاوز المزايدة السياسية للفت الانتباه. وذهب القيادي في جبهة التحرير الوطني، عبد الحميد سي عفيف نفس التوجه، بالتأكيد ل”الفجر” أن التحالف الرئاسي باق ما دام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الحكم، لأننا “لم نتحالف لتوحيد مواقفنا السياسية واعتماد برنامج واحد، لأن لكل حزب خصوصيته، بل تحالفنا للسهر على تنفيذ البرنامج التنموي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة”.