وصول جثة الحراق المتوفي في عرض البحر رفقة فوج من 10 مرحلين من إيطاليا أشرفت سفارة الجزائر بروما بالتنسيق مع السلطات الإيطالية صبيحة أمس الإثنين على مراسيم ترحيل جثة الحراق المتوفي منذ نحو ثلاثة أسابيع بعرض مياه البحر الأبيض المتوسط، حيث تمت عملية نقل الجثة في رحلة جوية على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيطالية إنطلاقا من مطار مدينة ميلانو، بإتجاه مطار هواري بومدين الدولي، و هي الرحلة التي عرفت ترحيل عشرة شبان آخرين كانوا ضمن فوج " الحراقة " الذي عاش لحظات هيتشكوكية في عرض المياه الإقليمية على متن قارب صيد تقليدي الصنع. الضحية شاب قاصر، لا يتجاوز من العمر 17 سنة، ينحدر من ضواحي ولاية سوق أهراس، كان قد قرر خوض مغامرة للهجرة غير الشرعية على متن قوارب الموت بإتجاه جزيرة سردينيا الإيطالية، فانطلق في رحلة بحرية ضمن فوج يتشكل من 29 عنصرا على متن قارب صيد من شاطئ البطاح ببلدية الشط بولاية الطارف في منتصف شهر نوفمبر المنصرم، لكن هذه المجموعة من " الحراقة " تاهت وظلت في عرض البحر، بعدما عجزت عن تحديد مكان تواجدها، الأمر الذي جعل عناصر هذا الفوج تواجه خطر الموت الحقيقي، سيما و أنها بقت ماكثة في عرض المياه الإقليمية الدولية لمدة تسعة أيام كاملة، بعد أن تلاعبت أمواج البحر بقاربهم وقذفته هنا وهناك، الأمر الذي كانت عواقبه وفاة الضحية، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بمضاعفات أزمة صحية تعرض لها جراء الحالة " الهيستيرية " التي عايشها في عرض البحر،و قد بقي الضحية جثة هامدة مرمية وسط 28 شخصا داخل الزورق لمدة أربعة أيام ، لأن " الحراقة " رفضوا رمي الجثة في عرض البحر، رغم أنهم لم يتمكنوا من تحديد هويته، كون الوسيط الذي كان قد تكفل بالتفاوض معهم لم يرافقهم في مغامرتهم البحرية. و كانت قوات خفر السواحل الإيطالية قد أنقذت 28 شخصا من جنسية جزائرية، كانوا بصدد القيام برحلة للهجرة غير الشرعية بعد أن ظلوا تائهين في عرض البحر لمدة تسعة أيام ، حيث أن طائرة تابعة لقوات البحرية الإيطالية أبلغت عن وجود القارب الذي يقل الحراقة متوقفا في عرض المياه الإقليمية على بعد 60 ميلا بحريا من سواحل كاغلياري بالإقليم الجنوبي لجزيرة سردينيا، و ذلك بعد عملية بحث دامت خمسة أيام، على إعتبار أن أحد " الحراقة " الجزائريين كان يحتفظ بشريحة هاتف نقال تابعة لشركة الإتصالات الإيطالية، فاستعملها لطلب النجدة في هاتف يعمل بالأقمار الصناعية كان بحوزته، و هو البلاغ الذي جعل البحرية الإيطالية تعلن حالة طوارئ قصوى بحثا عن الحراقة التائهين. إلى ذلك كانت وحدات البحرية الإيطالية قد أبقت 12 شابا من بين " الحراقة " في المؤسسات الإستشفائية، بعد تعرضهم لكسور و جروح، جراء التدافع الذي كان بينهم على متن الزورق، بينما تقرر الإبقاء على ستة آخرين رهن مركز الإحتجاج الجماعي الكائن بجزيرة سردينيا، بعدما كشفت التحقيقات قيامهم بثاني محاولة لدخول التراب الإيطالي بطريقة غير شرعية، في الوقت الذي تقرر فيه ترحيل عشرة آخرين إلى الجزائر بعد إخضاعهم لسلسة من التحقيقات على مستوى وحدات الأمن بمدينة كاغلياري، قبل تحويلهم إلى مركز الحجز بجزيرة لامبادوزا، و منه إلى ميلانو. هذا و قد حطت الطائرة مساء أمس بمطار هواري بومدين الدولي، أين خضع الحراقة العشرة المرحلون للتحقيق الأمني، بينما تم تحويل الجثة على مطار رابح بيطاط الدولي بعنابة، من أجل تسليمها لعائلة الضحية.