افتتحت، أمس ، بالطارف شواطئ السباحة المرخص لها و عددها 9 شواطئ موزعة عبر خمس بلديات ساحلية من أصل 16 شاطئا بالولاية ، بتوافد أعداد كبيرة من المصطافين منذ الساعات الأولى من مختلف الولايات في ظل غياب إجراءات الوقاية. و قد أشرفت السلطات المحلية و المصالح المعنية، على عملية الفتح التدريجي انطلاقا من شاطئ المسيدة بالضاحية الغربية لمدينة القالة، الذي يبقى من أهم الشواطئ الخلابة المعروفة و قبلة مفضلة للمصطافين من جميع أنحاء الوطن لقضاء عطلتهم الصيفية ، و رغم قرار السلطات الولائية بإعادة فتح الشواطئ بالولاية وفقا لما تضمنه فحوى القرار الولائي بضرورة أن يكون فتح الشواطئ مرهون بالالتزام الصارم بتطبيق البروتوكول الصحي للوقاية من انتقال عدوى فيروس كوفيد19 ، الآ أن هذه الإجراءات الوقائية و الاحترازية لم تنفذ في الميدان حسب ما وقفت عليه «النصر» عبر أغلب الشواطئ ال9 المفتوحة، بالرغم من اللقاءات التي سبقت فتح الشواطئ و التي ضمت السلطات المحلية بكل الفاعلين و القطاعات المختصة و البلديات المعنية، من أجل متابعة و السهر على الفتح التدريجي للشواطئ وفقا للشروط المحددة في البروتوكول الصحي المتفق عليه، للحفاظ على صحة المصطافين و استقرار الوضعية الوبائية للجائحة بالولاية. حيث يخيل للزائر أن عملية فتح الشواطئ تجري في ظروف طبيعية و صحية عادية في زمن غير زمن كورونا، أمام عجز البلديات و الجهات الوصية عن التحكم في التدابير التي تضمنها القرار الولائي الخاص بإعادة الفتح التدريجي للشواطئ، حيث يسجل عدم التزام المصطافين عند دخولهم للشواطئ بارتداء الكمامات تجنبا للعدوى و عدم وضع أكياس لرمي الكمامات و المناديل الورقية المستعملة. فضلا عن غياب أجهزة قياس درجة حرارة المصطافين، قبل دخولهم للسباحة و كذا عدم احترام مسافة التباعد الاجتماعي و ذلك بترك مسافة متر و نصف المتر على الأٌقل، حيث يلاحظ تلاصق الشمسيات و احتكاك المصطافين ببعضهم، كما جرت عليه العادة خلال السنوات الفارطة، و هو ما أثار مخاوف بعض المصطافين ،و دفع بعض الجمعيات، إلى مناشدة الوالي للتدخل و فرض بنود البروتوكول الصحي و التدابير الوقائية، لمنع انتشار الفيروس بالشواطئ المرخص لها قبل فوات الأوان، مع تشكيل لجنة ولائية توكل لها الصرامة في متابعة مدى تطبيق الإجراءات و التعليمات التي تضمنها القرار الولائي لفتح الشواطئ في الميدان، مع ردع المخالفين من المصطافين الذين لا يمتثلون للقانون و التعليمات الموجهة لهم من السلطات العمومية. من جهة أخرى، أبدى بعض المصطافين امتعاضهم للحالة المزرية و الكارثية التي وجدوا عليها الشواطئ المفتوحة أمام انعدام أبسط المرافق و شروط الراحة و الاستجمام، من ذلك عدم تهيئة هذه الشواطئ و تجهيزها بالمرافق الضرورية على غرار غرف خلع الملابس، مياه الشرب، الكهرباء، المرشات و دورات المياه و نقاط الخدمات لبيع الطعام و كذا انتشار النفايات و قوارب النزهة التي باتت تقاسم المصطافين فضاء الشواطئ، على غرار شاطئ المسيدة، الحناية و البطاح و عدم وضع الحاويات لجمع الفضلات التي يتركها المصطافون عادة وراءهم، متسببين في تعفن الشواطئ رغم خصوصياتها الخلابة المميزة. حيث يتجلي حسبهم التقصير الفاضح للبلديات و المصالح المختصة، في التحضير لموعد إعادة فتح الشواطئ و إعطائها الوجه اللائق بها، و هذا بعد أن اقتصرت بعض العمليات على أشغال البريكولاج على حد تعبيرهم، علاوة على غلاء تسعيرة الدخول للشواطئ التي تتراوح بين 100 دينار و 150 دينارا دون الحديث عن اختناق مواقف السيارات و سوء تسييرها. كما دعا مصطافون و إلى جانبهم بعض الجمعيات، المسؤول الأول على الولاية، للنزول إلى الشواطئ قصد الوقوف على الوضعية ، أمام النقائص الفادحة و اللامبالاة في فرض التدابير الوقائية و الالتزام بالبرتوكول الصحي. فيما اشتكى أعوان الحماية و المصالح الأمنية المكلفة بحراسة الشواطئ، من الوضعية المزرية التي يزاولون فيها مهامهم أمام وضعية المقرات المخصصة لهم و التي تبقى كارثية و غير لائقة، حتى أنها لا تصلح حتى لتربية الحيوانات على حد تعبيرهم، بالنظر لوضعيتها المهترئة و انعدام أبسط المرافق و الخدمات بها لمزاولة النشاط بها كالمياه و الكهرباء و دورات المياه. و أوضحت مديرة السياحة لولاية الطارف، بشاينية نجلاء، بأنه تم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة من أجل إعادة الفتح التدريجي للشواطئ، حسب البروتوكول الصحي الذي تضمنه القرار الولائي، مشيرة إلى إخضاع كل الشواطئ ال9 المفتوحة للتدابير التي تضمنها القرار الولائي المذكور، بداية بتخصيص أجهزة الكشف الحراري عبر بعض الشواطئ، لقياس درجة حرارة المصطافين، بما فيها إلزامهم باستعمال الكمامات، على أن يمنع كل شخص من دخول الشواطئ في حالة عدم حيازته على الكمامات الواقية. و قالت المسؤولة، بأن كل النقائص المسجلة مع بداية اليوم الأول من فتح الشواطئ المرخص لها، سوف يتم تداركها في قادم الأيام، خاصة ما تعلق بتزويد كل الشواطئ بأكبر عدد من أجهزة الكشف الحراري، مع تنظيم عملية الدخول للتحكم في عملية الكشف و المراقبة، إضافة إلى التنسيق مع البلديات و المصالح الأمنية، باتخاذ الإجراءات القانونية حيال المصطافين الذين يرفضون إجبارية وضع الكمامات و التباعد الاجتماعي و تزويد الشواطئ بأكياس لجمع النفايات و الكمامات و المناديل المستعملة و القيام بحملات تحسيس و تعقيم على مستوى مواقف السيارات و نقاط التجمعات و غيرها . أما بخصوص النقص المسجل في التحضير لموعد فتح الشواطئ و النقائص التي تعرفها الأخيرة، أكدت المسؤولة على أنه و رغم الظرف الصحي الناجم عن الجائحة، إلا أنه شرع مسبقا مع البلديات المعنية، في تهيئة و تجهيز الشواطئ و تنظيفها لاستقبال المصطافين في ظروف حسنة، رغم صعوبة المهمة في هذا الظرف الصحي و نقص الإمكانيات، مردفة بأن كل النقائص سوف يتم تداركها، من خلال الزيارات الدورية للشواطئ بالتنسيق مع البلديات و اللجنة الولائية لمتابعة الموسم الصيفي. فيما قال رئيس بلدية القالة، رجم بوساحة، بأن المدينة التي تعد القلب القابض للسياحة، تم بها اتخاذ كل الإجراءات الضرورية و القيام بعدة عمليات ترمي في مجملها إلى توفير كل ظروف الراحة الملائمة للمصطافين و المواطنين على حد سواء، رغم الحجر الصحي الذي مازال مطبقا على عروس المرجان. يشار إلى أن التوافد على شواطئ السياحة ال9 المرخص، كان محتشما في يومه الأول و بأعداد متواضعة من شاطئ لآخر، خلافا للسنوات الفارطة حينما كانت الشواطئ المحلية تكتظ عن آخرها قبل منتصف النهار، فيما حافظ شاطئ المسيدة و رغم الظروف الصحية على مكانته كوجهة سياحية أمام توافد أعداد كبيرة عليه من العائلات المصطافة القادمة من مختلف ولايات الوطن، خاصة الشرقية منها. من جهتها فتحت المنتجعات الغابية للمحمية الطبيعية طونقة بالقالة و غابات الاستجمام ببريحان، أبوابها للزوار و العائلات، من أجل الترفيه و الاستجمام بعيدا عن ضجيج المدينة و الشواطئ مع التقيد بالتدابير الوقائية، وسط نداءات للقائمين، بضرورة الحفاظ على نظافة المكان و تجنب أسباب نشوب الحرائق.