افتتحت أمس مختلف شواطئ ولاية وهران أبوابها، أمام المصطافين الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن، بعد القرار الحكومي القاضي بالتخفيف التدريجي لإجراءات الوقاية الخاصة بتفادي انتشار فيروس «كورونا»، الذي خلّف العديد من الضحايا، وقد وقفت جريدة «الجمهورية»، في اليوم الأول من تجسيد القرار على مدى تقيد المصطافين، ومسؤولي البلديات الساحلية بالبروتوكول الصحي للوقاية والحماية من الوباء، على غرار قياس درجة الحرارة، عند مداخل الشواطئ، باستخدام أجهزة قياس الحرارة، وتوفير سلل للتخلص من الأقنعة والقفازات المستعملة وغيرها من وسائل تجنب العدوى. الزيارة الميدانية التي قامت بها «الجمهورية» أمس في عدد من شواطئ الولاية، وفي مقدمتها شاطئ سان روك، بوزفيل، سان جرمان بعين الترك وغيرها، من شواطئ الكورنيش الغربي الذي أخذ حصة الأسد في استقبال المصطافين، كانت كفيلة بالوقوف على حجم التجاوزات والمخالفات المسجلة، على مستوى هذه الفضاءات الشاطئية، التي ضرب فيها المصطافون عرض الحائط، جميع التدابير الصحية، لتفادي انتشار فيروس «كوفيد 19»، بداية بعدم احترام التباعد الجسدي، ناهيك عن الانعدام التام للملصقات التي تذكر المصطافين بالتدابير الوقائية الصحية، الواجب وضعها بمختلف النقاط، على غرار مداخل الشواطئ وحظائر ركن السيارات للوقاية من الوباء. عدم احترام مسافة الأمان بين العائلات المخالفات للبروتوكول الصحي، تجلت أيضا في عدم وضع الكمامات من قبل المصطافين، الذي استغنوا عن هذه الوسيلة بمجرد دخولهم الشاطئ، وغيرها من القواعد الصحية التي غابت في هذا الفضاء، والكل جاء للمرح والاستجمام والعودة للحياة الطبيعية دون وقاية وحماية. العديد من العائلات التي وجدناها بمختلف الشواطئ أكدوا أنهم انتظروا قرار إعادة فتح الشواطئ، بفارع الصبر وتوافدوا على شواطئ الكورنيش، في الساعات الأولى من صباح أمس، لتفادي الازدحام المروري، لكن المشكل الحقيقي، يكمن في غياب الرقابة، إذ أنه رغم قرار مجانية الشواطئ، «إلا أن الزائر مجبر على منح مقابل ما بين 800 إلى 1000 دج، للاستفادة من بعض الخدمات على غرار الشمسيات والطاولات والكراسي وغيرها. عودة مافيا الطاولات والحظائر هذه التجهيزات التي توضع على طول الشاطئ، من شمسيات وطاولات وكراس، وضعها أصحابها دون أدنى احترام لإجراءات الوقاية، منها عدم احترام مسافة الأمان، الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا، من الممكن أن ينقل العدوى بين المصطافين، كما انتشرت بالموازاة مع إعادة فتح الشواطئ، الحظائر العشوائية لركن السيارات المخالفة للقوانين، الأمر الذي أدى إلى استياء العديد من الزوار، الذين تساءلوا عن دور رؤساء البلديات، في تنظيم هذا المجال، ليضاف إليه أيضا انتشار التجارة الفوضوية، التي عادت لتشوه الوجه السياحي للولاية، لاسيما ما يتعلق بالإخلال بعامل النظافة، فضلا عن تجاوزات أخرى سجلناه في اليوم الأول من تجسيد قرار إعادة فتح الشواطئ ما قد ينذر بخطر كبير. هذا وقد لاحظنا أمس ازدحاما مروريا بالطريق المؤدي إلى الكورنيش الوهراني، وحتى اكتظاظ بالشواطئ، ما جعلنا نطرح تساؤلات عن مدى تطبيق والتزام المصطافين بالبروتوكول الصحي، الذي دعت إلى احترامه السلطات العليا في البلاد.