دعا رؤساء جمعيات منضوون تحت لواء الفيدرالية الولائية للمجتمع المدني بقسنطينة، الأميار والمسؤولين إلى الاهتمام بمناطق الظل وتطبيق برنامج رئيس الجمهورية، حيث تحدثوا عن وجود تهميش ونقائص بالجملة عبر مختلف بلديات الولاية، فيما أكد رئيس الهيئة، أنه لا مناص من مرافقة السلطات من خلال تشخيص المشاكل واقتراح حلول عملية لها. ونظمت أمس، السبت، فيدرالية المجتمع المدني لولاية قسنطينة، لقاء بالمركز الثقافي عبد الحميد بن باديس جمع رؤساء العشرات من الجمعيات وممثلي المجتمع المدني عبر 12 بلدية، كما حضره منتخبون ومسؤولون ببعض المجالس المنتخبة. وذكر رئيس الفيدرالية عبد الحكيم لفوالة، أن المجتمع المدني عبر ربوع الوطن أمام فرصة تاريخية لإثبات وجوده ومكانته التي يستحقها، لاسيما بعد تصريح رئيس الجمهورية بشأن اعتماده على الجمعيات في تطبيق برنامجه السياسي والاجتماعي، داعيا رؤساء الجمعيات إلى نبذ الخلافات والعمل على خدمة المواطنين لا المسؤولين. وتحدث لفوالة، عن وجود إقصاء من طرف بعض رؤساء البلديات والمسؤولين للجمعيات وممثليهم، لكنه أكد على ضرورة النزول إلى الميدان وتشخيص العلل مع طرح اقتراحات عملية لها، إذ يجب كما قال، مرافقة السلطات في التكفل بمناطق الظل وإخراج سكانها من العزلة، مشيرا إلى أنه من غير المعقول أن مواطنين ما يزالون ينقلون المياه على ظهور الحمير مثلما يحدث في قرية ببلدية زيغود يوسف. وببلدية أولاد رحمون، أحصى ممثلو الفيدرالية 7 مناطق ظل، حيث ذكر رئيس المكتب البلدي للفيدرالية، أنه قد سجل توافقا مع المسؤولين المحليين حول وضعيتها، إذ قدموا وعودا بالتكفل بها، كما أشار إلى وجود العديد من التحصيصات الريفية التي تفتقر إلى أدنى شروط الحياة الكريمة من ربط لشبكات الصرف الصحي والغاز والكهرباء، متحدثا عن وجود 15 عائلة تعيش في ظروف مزرية بمنطقة تتنفس غبار المحاجر ببنوارة، كما اقترح على السلطات أن تسن قوانين تحمي أعضاء الجمعيات من الاعتداءات «أثناء ممارستهم لمهامهم النبيلة»، إذ قال إنه تعرض لتنمر وشتم في 4 مناسبات أثناء إنجازه لمهام تطوعية. وقالت، رئيسة مكتب بلدية ابن باديس، إن مركز البلدية في حد ذاته منطقة ظل، كما أن القرى والمشاتي التي تحيط بها لم «تسطع عليها الشمس»، حيث يعاني سكانها من انعدام كل المتطلبات من رعاية صحية وخدمات وشبكات طرق وغاز وكهرباء، لاسيما بمناطق بني يعقوب والحمبلي وسيدي عمر، مضيفة أن خدمة البريد تكاد تكون منعدمة بمقر البلدية. وأسهب ممثل بلدية ابن زياد في سرد معاناة سكان وشباب المنطقة، حيث قال إن البلدية استفادت من مشروع لإنجاز 400 سكن اجتماعي، لكن المشروع لم يسلم إلى حد الساعة رغم زيارة الولاة إلى الموقع، كما تحدث عن انتشار واسع لآفة تعاطي المهلوسات وسجل استهلاك أطفال لا يتجاوز سنهم 12 عاما لها، داعيا السلطات إلى التدخل العاجل لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة. وأكد المتحدث، أن ثانوية البلدية تعرف اكتظاظا رهيبا، حيث سيصل عدد التلاميذ في القسم الواحد إلى 55 مسائلا عن كيفية استئناف الدراسة في هذا الوضع الوبائي الخطير، كما طالب السلطات العليا للبلاد بالتدخل والتحقيق في مشروع مصنع الخزف، الذي منح لأحد الخواص منذ عام 2007 لكنه لم ير النور إلى حد الساعة، في الوقت الذي يعيش فيه الشباب بطالة خانقة، مؤكدا أنه قدم شكوى إلى مصالح الأمن و وكيل الجمهورية، بشأن هذا الأمر. وفيما يخص زيغود يوسف، فقد وصفها رئيس مكتب الفيدرالية ببلدية الظل، حيث ذكر أن العديد من القرى والمشاتي تعاني العطش ولا تصل المياه إلى حنفياتها إلا مرة واحدة في 8 أو 10 أيام، مثلما هو مسجل في قرية الدغرة والمواقع التي تحيط بها، كما تحدث عن انعدام لشبكات الكهرباء والغاز والطرقات بالعديد من المناطق، مطالبا بإيفاد لجنة ولائية للتحقيق والوقوف على الوضع بتلك المناطق.