تجسيدُ مشروع الدَّليل الوطني للقراءة لنشر ثقافة المطالعة بين الأجيالِ انتهت دار النشر "الوطن اليوم" من إعداد الدليل الوطني للقراءة في الجزائر، بعد شهرين من العمل الدؤوب و المتواصل، بمشاركة و إشراف أزيد من 100 شخصية بين إعلاميين، كتاب، أدباء، باحثين و أساتذة من داخل و خارج الوطن، و يضم أزيد من 100 كتاب في الثقافة الجزائرية و العربية و العالمية. الدليل الرقمي يهدف إلى صناعة أجيال تقرأ منذ السنوات الأولى من العمر، بمرحلة الابتدائي، وصولا إلى الثانوي، أين يجرى امتحان موحد في شهادة البكالوريا بعد ترسيم مادة القراءة و المطالعة، تكون بمثابة الاختبار لما قرأه أو طالعه منذ المرحلة الابتدائية، كما قال الإعلامي و الكاتب ، صاحب دار النشر الوطن كمال قرور، وصاحب فكرة الدليل. و أوضح المتحدث أن الفكرة تبلورت و تجسدت خلال فترة الحجر المنزلي، مشيرا إلى أنها بسيطة و ليست مبتكرة، فهي موجودة عبر دول العالم، حيث تتوفر مئات أدلة القراءة في فرنسا و بريطانيا و حتى في الوطن العربي، لأهم الكتب الإنسانية، و هي مؤشر لتسهيل عملية اختيار الكتب على القارئ. و جاءت الفكرة من منطلق الفراغ الذي يعيشه القارئ الجزائري و تراجع ثقافة المقروئية لدى الجيل الصاعد، لتكون بمثابة إعادة الاعتبار للمطالعة و غرسها كقيمة لدى النشء، كما أكد المتحدث، مضيفا أن المبادرة تولدت و تجسدت خلال الحجر بعدما ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في إنجاحها و نشرها على أبعد نطاق، و سرعة التواصل مع العشرات من الأسماء المولعة بالأدب و الكتابة، فكانت لهم مساهمات و اقتراحات و تلقيح للأفكار المطروحة في المشروع.و قال صاحب دار النشر الوطن أن أساس الدليل الوطني للقراءة، يرتكز على انتقاء 100 كتاب في الأدب و الفنون و العلوم الاجتماعية و العلوم الطبيعية و التسيير و الإعلام، كمدونة شاملة يستفيد منها الأبناء مباشرة دون عناء البحث و الاختيار و النهل من ثمار الكتب الجادة من مرحلة الابتدائي، وصولا إلى الثانوي، مع ترسيم مادة الثقافة العامة أو القراءة في البكالوريا و تكون إجبارية على كل الشعب الأدبية و العلمية و الرياضية و الاقتصادية ، و يتم الامتحان فيها. الدليلُ سيُقترَح على وزارتي التربية و الثقافة و ستمكن هذه الخطوة من إعداد جيل المواطن الجزائري الجديد، المحب و الشغوف بالقراءة المنسجم مع روح عصره، و له رؤية واضحة و ذوق رفيع ، أما عن خطوات تجسيد المشروع، ذكر المتحدث، أن الإعلان عنها كان عبر الفايسبوك من أجل اقتراح أسماء يمكنها المشاركة و مناقشة مختلف الأفكار المطروحة، و قد تجاوبت شريحة واسعة مع العمل، خاصة أهل الاختصاص ، و تقوم الفكرة على اقتراح كل مشارك لثلاثة عناوين كتب أو أكثر، ليتم طرحها في ما بعد و المصادقة عليها، لتكون ضمن الكتب المقترحة في فهرس دليل المطالعة، وفق التصنيفات و المراحل العمرية، و بإشراف أساتذة و مربين، من أجل الانتقاء الأفضل و الأمثل للمراجع، و هناك حتى ملخصات لبعض الكتب و الروايات، و الدليل عموما عبارة عن بانوراما خاصة بالكتب القيمة في شتى المجالات المنتقاة و المصادق عليها. العمل حاليا قد خرج للعلن قبل أيام، في انتظار إتمام آخر الروتوشات المتعلقة بتصميم الغلاف الخارجي، و يمكن للمهتمين تحميله، كما يطمح القائمون عليه، حسبما كشف الكاتب كمال قرور، إلى اقتراحه على وزارتي التربية و التعليم و الثقافة، لتبنيه كمشروع ثقافي و تعليمي منهجي، سيساهم في رفع مستوى فكر الإنسان الجزائري الجديد، المتمثل في جيل الغد، لأنه يضم كتبا و ملخصات منفتحة على كل الثقافات، مع التركيز على الجانب الأدبي و الخيال و قيم المواطنة، و سيتم جني ثماره على المدى البعيد، لبناء مواطن منفتح مشبع فكريا بالمعرفة و الأدب.