قال الكاتب والناشر كمال قرور، أن اقتراحات ال100 شخصية ثقافية من الجزائر والتي تمت مراسلتها للمساهمة في مشروع “100 كتاب” في الثقافة العربية والجزائرية والإنسانية المخصص للفئة العمرية من 11 إلى 17 سنة، قد بدأت تصل تباعًا، ومنه يتم تشكل عينة بنك القراءة المطلوب للوصول إلى تحقيق الدليل الوطني للقراءة لجيل 2030. زينة.ب وأوضح كمال قرور من خلال منشور في صفحته ب”فيسبوك”، أنه من المفترض الحصول على 500 كتاب، ثم تتشكل لجنة من مختصين تشرف على معالجة العينة المقترحة فيما يقوم أحد المختصين في التربية بوضع شروط لأعضاء اللجنة تتمثل في كونهم قد درسوا في المراحل الثلاث قبل البكالوريا، أن يكونوا مهتمين بالموضوع، أن يكونوا مبدعين وللأطفال خاصة مع توفر قلب الطفل في صدورهم، بالإضافة إلى إلمامهم بعلم النفس، وأن يكون لهم ذوق ثقافي وجمالي، بعدها تقوم هذه اللجنة بوضع المقاييس لاختيار 100 كتاب بكل موضوعية مع تبرير قبول كل كتاب وقيمته العلمية والفنية. وتابع قرور أن الجميع يتباكى على المقروئية ويطلق الاتهامات جزافا، لكن المشكلة معقدة وعويصة وتحتاج إلى حلول جذرية لا ترقيعية، ومن أجل مجتمع يقرأ ويحتفي بالأفكار -يؤكد- لابد من مناخ يشجع على القراءة ويثمنها، كما أن القراءة لا تعني طرفا دون آخر بل تعني الجميع دون استثناء على غرار الأسرة، المؤسسات التربوية، وسائل الإعلام المختلفة ومؤسسات الثقافة والشباب، وكلما تظافرت الجهود في ظل مشروع قرائي واضح ستكون النتائج مثمرة ويكون الحصاد وفيرا، مشيرا إلى مبادرة الكثير من المجلات والجرائد والهيئات والجامعات في الغرب خاصة تجتهد كل مرة لوضع دليل للقراءة الجادة توجه من خلاله أجيالها، لاكتشاف الأفكار الإنسانية التي ساهمت في صنع خيال الشعوب وساهمت في تربيتها ورقيها، وبهذا -يضيف- هي تضع قطار القراءة على السكة فمن يقرأ هذه الكتب المختارة بعناية منذ الصغر حتما سيصبح قارئا نهما للكتب ويطلب المزيد، لذلك فإن الكتاب صناعة رابحة في الغرب ويطبع بالملايين لأنه لا يختلف عن بقية المواد الاستهلاكية بينما هو بضاعة كاسدة عندنا لأننا لم نهتم به ولم نصنع مستهلكه. ورحب قرور بجميع من يرغب في تبني هذه المبادرة الفردية، مقترحا في المرحلة الأولى إنجاز الدليل الوطني للقراءة حيث يتم انتقاء 100 كتاب خالد في الثقافة الإنسانية والعربية والجزائرية في مواضيع مختلفة مثل الأدب، الفلسفة، التاريخ، العلوم، السير، علم النفس وعلم الاجتماع وكذا الثقافات الشرقية والإغريقية وغيرها، ليكون دليلا عاما وشاملا لتوجيه شبابنا الوجهة الصحيحة للقراءة الجادة والمثمرة. أما في المرحلة الثانية يُقترحُ الدليل الوطني للقراءة على وزارة التربية والثقافة والشباب والرياضة والتكوين المهني وكل الجهات التي لها اهتمام بالشباب، بعد الإثراء والنقاش ليكون مقررا في البرنامج الدراسي رغم وجود كتب موجهة للقراءة في المقرر الدراسي لكن -يشير- الهدف هو توسيعه لإحداث ثورة في عالم القراءة ليكون أشمل ويلامس الإنتاج الفكري الإنساني عبر العصور. ولتكون أيضا -يقول- القراءة مستمرة حتى يتعود عليها الشباب وتصبح جزءً من يومياتهم، مضيفا أنه من أجل توفير المناخ لأجيال تقرأ لابد من بكالوريا موحدة للقراءة، وعلى الطلبة أن يقرؤوا هذه الكتب المختارة بحب وشغف من المتوسط حتى الثانوي ويلخصوها ويناقشوها ويمتحنون فيها في الباكالوريا في مادة الثقافة العامة/القراءة، حيث لابد أن تكون جميع الشعب معنية؛ الأدبية والعلمية والرياضية والاقتصاد، والأفضل أن يكون المعامل محفزا، قائلا أن المقروئية ليست منعدمة لدينا، بل تنقصنا آل مبادرات المحفزة على القراءة ولا يوجد توجيه إيجابي لما يُقرأ. من جانب آخر، قال قرور أن الاستشارة الموسعة على وسائط التواصل الاجتماعي قد سهلت العمل في تحديد شخصيات ثقافية وأكاديمية وعلمية ومكتبيين وناشرين ومهتمين بالقراءة، لها (لهذه الشخصيات) مساهماتها الجادة في المشهد الثقافي، داعيا الجميع للنقاش المفتوح من مؤسسات تربوية، جامعات، جمعيات كتّاب، مثقفون، دور النشر، مختصون في الثقافة والتربية لبلورة هذا المشروع الجاد لاختيار 100 كتاب وفق معايير ومقاييس دقيقة تصنع ذوق ورؤية الإنسان/ المواطن الجزائري الجديد، قائلا بأن هذا المشروع سيكون الدليل الوطني للقراءة وبه يتم تحقيق بعض الأهداف المتمثلة في تسهيل الحصول على الكتب الجادة التي تستحق أن تقرأ، تعويد الشباب على القراءة وتوجيههم لقراءة الكتب الجادة، وكذا استغلال الوقت في نهاية الأسبوع والعطل واستثماره في القراءة الورقية أو الرقمية. وأكد قرور أن هذا المشروع القرائي يفيد الناجحين في الباكالوريا والراسبين على السواء، وبه نحقق الأرضية الصلبة للقراءة وتحضير الوعاء الحقيقي لاستهلاك الكتاب في بلادنا، فإذا قرأ شبابنا هذه الكتب وامتُحنوا فيها في الشهادك نكون قد حققا أهدافا نبيلة في التربية والوعي والمعرفة، وإذا قرأ أولادنا عموما من المتوسط إلى الثانوي في 7 سنوات 100 كتاب مختارة بعناية فائقة سنخرج جيلا مختلفا من حيث التفكير والتربية والوعي ومن حيث الفعالية، متأملا أن تصبح ال100 كتابا ترموميترا لقياس ثقافة الفرد وحضوره المتميز في المجتمع وقدرته على خوض النقاشات في الفضاء العام.