قرر والي قسنطينة أمس الاثنين، إجراء مسح شامل للأراضي والمساحات الشاغرة الواقعة بقرية بونفة بالجذور، من أجل استغلالها في البناء الريفي لفائدة سكان المنطقة، الذين حصلوا سابقا على وصولات استفادة من هذه الصيغة منذ 8 سنوات دون تجسيد المشروع لانعدام أوعية عقارية. واشتكى سكان القرية لوالي قسنطينة على هامش زيارة ميدانية قادته إلى المنطقة، من «التهميش» الذي طال تجمعهم منذ سنوات، مؤكدين أنهم يحوزون على وصولات الاستفادة من البناء الريفي منذ 2012 و بلغ عددهم 320 مستفيدا، ولكن لم يتجسد المشروع حسبهم إلى غاية الآن بسبب عدم توفر أوعية عقارية. و أضاف السكان أن هذه الاستفادات تحولت من نعمة إلى نقمة بالنسبة لهم، حيث لم يتمكنوا من التسجيل في السكن الاجتماعي، لتبقى الأمور مجمدة بالنسبة لهم، في وقت توسعت فيه عشرات العائلات من حيث عدد الأفراد دون توسع يوازي ذلك التطور، ما أجبرهم على حد تعبيرهم، على النوم بمحاذاة الأبقار التي يستغلونها في كسب قوت يومهم. كما أكد المعنيون للوالي، على وجود أراض شاغرة داخل القرية و مساحات محيطة بها، موضحين أنها غير مستغلة و يمكن أن تخرجهم من أزمة السكن في حالة إنجاز البناء الريفي عليها، و أضافوا أن حوالي 180 شخصا من الحائزين على وصولات استفادة تقع بمحاذاة سكناتهم مساحات شاغرة. و رد ساسي أحمد عبد الحفيظ، بأنه منح تعليمات لرئيس بلدية قسنطينة أعراب نجيب، من أجل الشروع في مسح شامل للأراضي و المساحات غير المستغلة داخل المنطقة، إضافة إلى تلك الشاغرة المحيطة بالقرية، و ذلك من أجل تحديد مساحتها و بالتالي ضبط ميزانية لإنجاز البناء الريفي في المنطقة ضمن برنامج 2021 أو 2022. و أوضح المسؤول الأول بالولاية للسكان، أن لجنة مختصة ستقوم بإحصاء المساحات الشاغرة داخل القرية و كذا بمحيطها، واعدا بإعداد قائمة تخص المعنيين، ما سيمكن من توزيع قطع أرضية في إطار البناء الريفي، حيث ستمنح كل قطعة شاغرة إلى أقرب ساكن لها من أجل استغلالها، مؤكدا أنه و في حالة عدم تغطيتها لكل السكان فإنه سيحول البقية إلى برنامج السكن الاجتماعي. كما تحدث قاطنو بونفة عن مشاكل أخرى تصادفهم يوميا، و أولها المتعلقة بالكهرباء، حيث أوضحوا أنهم لم يتمكنوا من التزود بهذه المادة بسبب اشتراط مصالح «سونلغاز» لترخيص من بلدية قسنطينة بهذا الشأن، مضيفين أنهم يقطنون في القرية منذ سنة 1975 دون أن يحوزوا على عقود ملكية، ليعد الوالي بالنظر في هذا الموضوع. واشتكى أيضا المعنيون، من انعدام النقل بالمنطقة، و أكد أحدهم أنه يضطر للتنقل عبر 3 سيارات من أجل الوصول إلى وسط مدينة قسنطينة، ليأمر الوالي، مدير النقل بتوفير الحافلات على كافة مسار منطقة شعبة الرصاص وصولا إلى الجذور و مرورا على قرية بونفة، كما وعد رئيس بلدية قسنطينة، السكان بتخصيص حافلة خلال الأسبوع الجاري على أن تدعم بأخرى مستقبلا. السكان طرحوا جملة من الانشغالات الأخرى، منها عدم توفر المنطقة على مسجد، رغم مساحتها الشاسعة، و قالوا إنهم قاموا بكل الإجراءات اللازمة، حيث تلقوا موافقة من مديرية الشؤون الدينية، كما رخص لهم مكتب الدراسات باستغلال الأرض، فيما لم يجسد المسجد، و رد الوالي أنه سيستفسر عن سبب عدم إنجاز المشروع. و يضطر قاطنو بونفة إلى أداء صلواتهم بمصلى صغير سطحه من قصدير ويقع بمدخل القرية، كما تحدثوا عن انسداد القنوات و البالوعات ما يؤدي إلى تجمع المياه عند تهاطل الأمطار بالمنطقة حيث تعهد الوالي بالتكفل بهذا الإشكال. كما أجرى والي قسنطينة زيارة تفقد و معاينة لتحصيص الجذور رفقة الوفد المرافق له، أين وقف على بعض النقائص تتعلق بإنجاز الطرق الداخلية للحي، و أكد سكان بالحي أنهم يجدون صعوبة كبيرة في عبور بعض المسالك من أجل الوصول إلى منازلهم بسبب الطريق المهترئ و غير الصالح تماما للسير في بعض النقاط. و طالب ساسي أحمد عبد الحفيظ من رئيس بلدية قسنطينة، تكليف مكتب الدراسات العمومي «إيرباكو»، من أجل إعداد ملف شامل يخص النقائص بالمنطقة من أجل تحديد ميزانية تستغل في تهيئة الحي و تعبيد الطريق وذلك في أجل لا يتعدى 10 أيام، و اقترح أن تكون عملية التهيئة عبر أشطر من أجل تخصيص غلاف مالي لكل شطر في كل برنامج جديد. و اشتكى سكان بالشطر الرابع بحي الجذور من ضعف تدفق المياه ما يجعلهم يعانون في التزود بها، و أضافوا أنهم ملوا من اقتناء المياه من الصهاريج، واستفسر الوالي عن الأمر من مدير شركة «سياكو» الذي رد بدوره أن المشكلة تتعلق بالتدفق و هي ناتجة عن بعض الاختلالات الحاصلة على مستوى الطريق الرئيسي الواقع في المنطقة المنخفضة، فيما طالب السكان بفتح كامل للقناة المتصلة بالخزان من أجل وصول تدفق عال للمياه. كما أمر والي قسنطينة، مدير المؤسسة البلدية للنظافة «بروبكو»، نبيل بوصبع، بضرورة تنقية البالوعات و القنوات، بعد تراكم كميات معتبرة من المياه بالطريق الرابط بين الجذور و شعبة الرصاص عقب التساقط الأخير للأمطار، و رد المدير بأن عملية التطهير و التنظيف ستكثف خلال ساعات، موضحا أن العمال يقومون بها يوميا. و زار الوالي المؤسسة التربوية الوحيدة الواقعة في الجذور و هي ابتدائية صغيري مسعود، فيما يضطر المتمدرسون في الطورين المتوسط و الثانوي إلى التنقل لغاية حيي سيساوي أو بونفة من أجل الدراسة. و خلال الزيارة، طالب سكان بحي سيساوي بحصة في البناء الريفي، وقد رد الوالي بأن ملفهم جاهز و لم تتبق إلا مرحلة إدارية حتى تمنح الإعانات لمستحقيها.