ظهرت خلال الأشهر الأخيرة، أكثر من عشرين بناية فوضوية في منطقة تافرنت بجبل الوحش في بلدية قسنطينة، حيث بنيت في فترة جائحة كورونا بحسب ما أكده المندوب البلدي، في حين طالب أصحابها برخص الربط بالغاز و الكهرباء. و طرح ممثلون عن سكان تافرنت مشكلة عدم حصولهم على رخص من المندوبية البلدية من أجل الربط بالشبكات، على والي قسنطينة خلال افتتاحه للسنة الدراسية الأسبوع الماضي، ليوضح مندوب بلدية قسنطينة بقطاع الزيّادية للوالي أنه من غير الممكن تسليم الرخص لمن قاموا بإنجاز سكنات فوضوية، مؤكدا أن المعنيين استغلوا فترة الحجر الصحي الذي فرضته جائحة كورونا و قاموا بالبناء الفوضوي. و ذكر لنا مصدر مسؤول من بلدية قسنطينة أن عدد البنايات الفوضوية في منطقة تافرنت قد تجاوز العشرين، فيما لاحظنا عمليات بناء جارية في المنطقة خلال زيارتنا لها. و نبه ممثلو السكان أن تافرنت منطقة ظل، في حين ذكر مصدرنا من البلدية أنها لم تدخل الإحصاء كمنطقة ظل، و إنما سُجّلت كتجمع سكني ثانوي نظرا لتوفر مخطط للتنمية على مستواها، إلا أن أصحاب البناءات الفوضوية قد اقتربوا بشكل كبير من حافة الطريق و أنجزوا سكنات فوق نقاط مسجلة ضمن الدراسة الخاصة بالتهيئة، ومخصصة لتمرير الشبكات المختلفة و إنجاز أرصفة. وأضاف نفس المصدر أن القانون يمنع على المندوب البلدي منح رخصة الربط بالغاز و الكهرباء و الماء و شبكة التطهير لمن لا يحوز على عقد مسجل و مشهر و رخصة البناء، موضحا أن البلدية أعدت محاضر مخالفة في حق المعنيين. و ذكرت لنا مصادر محلية أن سعر الأراضي الموجهة لإنجاز سكنات فردية في منطقة تافرنت بجبل الوحش، قد ارتفع من أربعين مليون في السنوات الماضية إلى أربعمئة مليون للقطعة، بعد أن صار الكثيرون يأملون في تسوية الوضعية الإدارية لبناءاتهم الفوضوية، بينما أحصت البلدية من قبلُ أكثر من مئة عائلة من سكان المنطقة القدماء و منحتهم الاستفادة من صيغة البناء الريفي. و تبعد تافرنت عن تحصيص جبل الوحش بأقل من كيلومتر، حيث توجد طريق تربطها به، في حين يُذكر أن بلدية قسنطينة قد شهدت ظهور بناءات و توسعات فوضوية جديدة في العديد من القطاعات الحضرية خلال فترة جائحة كورونا.