تحتفظ انطلاقة الموسم الكروي الجديد بميزة استثنائية، تتمثل في تراجع عدد التقنيين الأجانب، الذين سيسجلون تواجدهم على رأس الطواقم الفنية لأندية جزائرية، لأن ربع الفرق فقط، فضلت المراهنة على «الهندسة» الأجنبية، بينما رجحت الأغلبية الساحقة كفة الإطار «المحلي»، في الوقت الذي عمد فيه نصف عدد الفرق إلى الاحتفاظ بنفس المدربين، الذين كانوا يزاولون مهامهم عند توقف بطولة الموسم الماضي، مما يعني بأن «ثقافة» الاستقرار، بدأت تغرس جذورها في أوساط المسيرين، بحثا عن الاستمرارية في العمل. تراجع عدد التقنيين الأجانب، تجلى في تواجد 5 مدربين غير حائزين على الجنسية الجزائرية على خط الانطلاق، وهو نفس الرقم الذي تم تسجيله الموسم الماضي، بينما كانت الوضعية مضاعفة قبل سنتين، ولو أن الملفت للإنتباه أن الإطارات الأجنبية، التي ستسجل تواجدها في بداية هذه النسخة اعتادت على العمل في الجزائر، خاصة وأن إدارة وفاق سطيف سارعت إلى تجديد الثقة في التقني التونسي نبيل الكوكي، بعد المشوار المميز الذي أداه في النصف الثاني من الموسم المنقضي، وكذلك الحال بالنسبة لمواطنه يامن الزلفاني، الذي حظي بتزكية إدارة شبيبة القبائل عقب النجاح، في انتزاع تأشيرة المشاركة في كأس الكاف. إلى ذلك، فإن معز بوعكاز يبقى بمثابة أفضل سفير للهندسة التونسية في البطولة الوطنية، وقد حط الرحال هذه المرة، بعاصمة الزيبان لقيادة اتحاد بسكرة، ويكون بذلك عدد المدربين التونسيين، الذين سيدشنون الموسم الجديد للبطولة الوطنية ثلاثة، مقابل تسجيل المدرسة الفرنسية بإسمين فقط، وهما فرانك دوما، الذي حافظ على منصبه في شباب بلوزداد، بعد الانجاز المحقق الموسم الماضي، وكذا بيرنارد كازوني المنتقل من المولودية العاصمية إلى نظيرتها الوهرانية، في الوقت الذي كان فيه فرانكوا سيكوليني أول الرؤوس التي سقطت، عقب إقالته من على رأس العارضة الفنية لاتحاد الجزائر عشية انطلاق البطولة، وذلك بسبب «حادثة» نهائي الكأس الممتازة. تراجع عدد التقنيين الأجانب، قابله منح الفرصة لأكبر عدد ممكن من المدربين الجزائريين للإشراف على أندية النخبة، ولو أن القائمة لم تعرف تغييرات كبيرة، في وجود أسماء تقليدية، تعود المتتبعون عليها في الرابطة المحترفة الأولى، لأن مزيان إيغيل حافظ على منصبه في شبيبة الساورة، حاله حال نبيل نغيز في مولودية الجزائر وبلال دزيري في أهلي البرج، إضافة إلى سمير زاوي وعلاقته الوطيدة بجمعية الشلف، رغم تلويحه في الكثير من المرات بالاستقالة، بينما عمدت 3 أندية عائدة إلى حظيرة الكبار إلى تجديد الثقة في مدربيها، إنطلاقا من عزيز عباس في وداد تلمسان، مرورا بالشريف حجار في أولمبي المدية، وصولا إلى شبيبة سكيكدة التي تمسكت إدارتها بخدمات يونس افتيسان، في حين شذ سريع غيليزان عن هذه القاعدة، وقرر استعادة سي الطاهر شريف الوزاني. على صعيد آخر، فإن «حركية» المدربين بين النوادي لم تشهد مفاجآت كثيرة، لأن عمراني عاد إلى شباب قسنطينة، ونذير لكناوي انتقل من بسكرة إلى نصر حسين داي، بينما حط ليامين بوغرارة رحاله باتحاد بلعباس، ليخلفه عبد القادر يعيش في جمعية عين مليلة، بينما استعاد نجم مقرة خدمات مدربه محمد باشا، في حين كسرت إدارة نادي بارادو قاعدتها المألوفة، وتعاقدت مع «الفرانكو – جزائري» حكيم مالك، شأنها شأن الجار اتحاد الجزائر الذي وضع طاقمه المسير الثقة في المغترب بوزيان بن عريبي، بعد التخلي عن خدمات سيكوليني، مما يعني بأن سباق هذا الموسم سينطلق بهندسة 15 تقنيا جزائريا، 3 تونسيين وفرنسيين إثنين فقط.