عاشت عشرات العائلات بعدة مناطق من ولاية جيجل ليلة رعب إثر تساقط غزير للأمطار أدى إلى فيضان وديان اجتاحت عدة منازل علق بداخلها مواطنون ومحلات وجرفت سيارات، كما غمرت طرقات و منشآت، مخلفة أضرارا كبيرة جعلت تجمعات سكانية ومناطق بأكملها محاصرة بالأوحال. وقد شارك مواطنون بقوة إلى جانب عناصر الحماية في عمليات الإجلاء وقضت عدة عائلات منكوبة ليلتها في العراء. * ك. طويل وعاشت عائلات تقطن بجوار وديان فاضت مياهها ليلة بيضاء يسودها الرعب و التوجس، لكن الفيضانات كانت أشد بمناطق مجاورة لواديي تاسيفت بالطاهير والقنطرة بجيجل، حيث شهدت منطقة تاسيفت بالطاهير، ارتفاع منسوب المياه بالوادي، ما أدى إلى تسرب كميات كبيرة من السيول الممزوجة بالأتربة و الأوساخ وصل ارتفاعها داخل بعض المساكن المجاورة للوادي، حدود المترين، و أوضح متضررون للنصر، بأنه في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا، بدأ هاجس الخوف و الخطر يسيطر عليهم ، بسبب خرير قوي للمياه التي كانت تتدفق بقوة من الوادي إلى حد التطاير على حوافه ، و في حدود منتصف الليل، بدأت الفيضانات لتنهمر السيول نحو المنازل المجاورة، و في دقائق فقط، امتلأت بعض المنازل بالمياه في صور وصفها متضررون بغير المسبوقة لهولها . طوفان بتاسيفت وعائلات تهجر منازلها فقد أدت السيول إلى إتلاف أثاث المنازل، ما جعل بعض العائلات تنسحب من منازلها و تغادرها، فيما لجأت أخرى إلى الطوابق العلوية، و الخطر الكبير كان محدقا بعائلتين، حسب شهود عيان، وجد أفرادهما أنفسهم محاصرين من كافة الجوانب، حيث تدخل مواطنون رفقة مصالح الحماية المدنية لإجلائهم، فيما قام آخرون بجلب آليات لإنقاذ العائلات و تقديم يد المساعدة، بسبب ارتفاع منسوب المياه و امتزاجه بالمياه القذرة لتعم رائحة كريهة المكان، و ذكر هشام أحد أبناء المنطقة، بأنه يصعب وصف المشهد الذي عاشوه ، كون الأمطار أحدثت ضررا كبيرا، رافقته قوة الفيضانات المتدفقة من الوادي، ما جعل الخوف يسكن قلوب الكبار و الصغار على حد سواء. وقد سارع شباب المنطقة بالتدخل من أجل مساعدة العائلات في إخراج أثاث المنازل ووضعه في أماكن آمنة، مع حمل الشيوخ و النسوة و الأطفال رفقة مصالح الحماية المدنية التي كانت في عين المكان، حيث قالت سيّدة أن الفيضانات كانت متوقعة منذ سنوات، بسبب الوادي المعروف منذ القدم، والذي كان شبحا نائما يحدق بهم على حد تعبيرها ، معلقة « كنت رفقة زوجي أحرس المداخل و نترقب الوادي من بعيد، فيما كان الأولاد نائمون، كنا نشاهد من النافدة، تراكم المياه و الأوحال بجوار المنزل، وفجأة بدأ منسوب مياه الوادي يرتفع، خصوصا أسفل الطريق، وصارت المياه تتدفق من كل جانب و السيول تزحف باتجاه المنزل، لنقوم بعدها بإيقاظ الأطفال و توجيههم للطابق العلوي، مع محاولة رفع الأثاث إلى الطابق العلوي، وبدأت المياه تتدفق بالمنزل تدريجيا في مشهد مروع من الصعب وصفه». وقد مست الأضرار بهذه المنطقة ما يفوق 12 منزلا، و تحولت بعض طوابق المنازل إلى ما يشبه مستنقعات و برك مائية، و قد استمر الخوف و الهلع إلى حدود الساعة الخامسة صباحا، مع بداية تناقص كميات الأمطار المتساقطة. و قال، مواطنون، بأن فيضان الوادي راجع لعدة عوامل، أبرزها ارتفاع منسوب المياه، و تأخر عملية تنقية الوادي من قبل السلطات المحلية، بحيث طالب مواطنون مرات عديدة من السلطات بجهره ، خصوصا مع بداية التساقط، مشيرين إلى تأخر العملية لأول مرة مقارنة بالسنوات الفارطة، منددين بما أسموه السلوكات الطائشة و التصرفات العشوائية لمواطنين، يقومون برمي النفايات و الأتربة فيه، ما تسبب في تراكمها على طول الوادي، وبالتالي عرقلة مسار المياه وانحرافها ما أدى فيضانات. مياه وادي القنطرة تجرف 15 سيارة وتشل محطة المسافرين و بعاصمة الولاية، تسبب فيضان وادي القنطرة في إحداث أضرار كبيرة، حيث وقفنا على آثار كارثة كبيرة، عشرات المواطنين كانوا متجمعين ، الشرطة تطوق المكان مع تواجد كثيف لرجال الحماية المدنية و عمال البلدية و ديوان التطهير، وقد تم تسخير آليات لتنظيف المكان و حمل الأتربة و الأوساخ، و الملاحظ تواجد السلطات الولائية بالموقع، أين تم تقديم تعليمات بالإسراع في تحرير مجرى المياه، و تنظيف الأوساخ التي جرفتها المياه ، مع إبعاد سيارات، بعد أن تسببت مياه الوادي في جرف ما لا يقل عن 15 مركبة كانت مركونة بحظيرة سيارات، و أدت قوة المياه المتدفقة من الوادي إلى جرف السيارات إلى مسافة تفوق 250 مترا، لترتطم بسياج الطريق الوطني رقم 43، و تصطدم وتتراكم فوق بعضها البعض، ما خلف أضرارا كبيرة بها ، ليبدو المشهد وكأن إعصارا ضرب المنطقة، كما نجم عن قوة السيول ، انهيار جزء من الجسر مع إحداث حفرة كبيرة في الطريق شلت الحركة به. كما تحولت محطة نقل المسافرين إلى ما يشبه بركة مائية كبيرة الحجم، وقد غطت المياه ساحتها كما غرمت الحافلات التي كانت مركونة داخلها ، ليتم إغلاق المحطة أمام المسافرين إلى غاية إصلاح الأضرار و امتصاص المياه . و ذكر شهود عيان للنصر، بأن الخطر بدأ يلوح في الأفق في تمام منتصف الليل، بعد بداية ارتفاع منسوب المياه بالوادي المغطى، حيث لم تعد البالوعات تستوعب الكمية الكبيرة للأمطار المتساقطة، و فاق ارتفاع منسوب المياه المترين، حسب متحدثين، كما تدفقت السيول إلى المحلات التجارية و المساكن المتواجدة، محدثة أضرارا كبيرة بها. الخسائر المادية و تسربات المياه طالت أيضا العديد من المناطق و التجمعات السكنية على غرار حي الرابطة، بوخرتوم، تابريحت، فأغلب البلديات سجلت بها أضرار جراء الفيضانات و خسائر مادية، تمثلت في تسرب المياه للسيارات و المنازل دون إحداث خسائر بشرية. إجلاء 16 شخصا و تدخلات بزوارق مطاطية و أوضحت النقيب أحلام بومالة المكلفة بالإعلام بمديرية الحماية المدنية، بأنه وعقب التساقط الكبير للمياه، و الذي فاق 146 ملم خلال 12 ساعة، ابتداء من الساعة السابعة ليلا، تم إجراء عدة تدخلات للإجلاء و امتصاص المياه، أين تم إنقاذ ثلاثة أشخاص بالمحطة الشرقية و المحلات المجاورة لها و 10 مواطنين بحي بوخرتوم بالأمير عبد القادر و عائلة تتكون من ثلاثة أفراد بمنطقة تاسيفت بالطاهير، و امتصاص المياه بعدة منازل بمدينة جيجل، مع سحب سيارتين عالقتين بطريق المقاسب. و أشارت المتحدثة، بأن ارتفاع منسوب المياه بالمنطقة المتضررة بجوار وادي القنطرة، فاق ثلاثة أمتار داخل محطة المسافرين، بداخلها ما يقارب 17 حافلة متضررة، كما تم جر وإزالة حطام 18 مركبة عالقة بمنفذ الوادي، وفتح المسلك المتضرر رفقة السلطات المحلية، و أضافت النقيب، بأن مصالح الحماية سخرت كافة الوسائل المادية و البشرية ، منها 70 عونا من مختلف الرتب، زوارق مطاطية، سيارات إسعاف و شاحنات" أول نجدة و متعددة الخدمات"، كما أشار الرائد صالح لعرج رئيس مصلحة الوقاية، بأن تواجد مصالح الحماية المدنية كان منذ الساعات الأولى و تدخلت عبر مختلف النقاط السوداء التي عرفت تسربا للمياه و طلب النجدة. الوالي يأمر بلجنة لحصر الأضرار وخبراء لمعاينة الجسر المتضرر و ذكر والي جيجل عبد القادر كلكال، بأن كمية الأمطار المتساقطة لم تكن مرتقبة ، و فاقت كل التوقعات، ما تسبب في إحداث أضرار عبر عدة مناطق، وأدت غزارة التساقط إلى ارتفاع منسوب مياه الوديان المحملة ببقايا الأتربة و مواد البناء، الأمر الذي تسبب في غلق المنافذ ، مشيرا بأنه لم تسجل خسائر بشرية، ومؤكدا أنه شرع في إحصاء الخسائر المادية من قبل لجنة خاصة لحصر الأضرار ، و قال المسؤول، بأنه تم تكليف رئيس دائرة الطاهير بمعاينة الخسائر التي سببها وادي تاسيفت، بعدما غمرت المياه بعض المساكن، و من المنتظر، حسب المسؤول وصول خبراء لمعاينة الجسر المتضرر بجوار وادي القنطرة، مما سيسمح باتخاذ القرار المناسب لفتح الطريق من عدمه. ك. ط