لاتخاذ الإجراءات المناسبة كشف فريد لعجال المشرف على اللجنة الوزارية التي أوفدها وزير الموارد المائية لمعاينة الخسائر الناجمة عن تقلبات الطقس الأخيرة بولاية جيجل، أن اللجنة قامت ب"إعداد تقرير مفصل عن مخلفات السيول تحسبا لاتخاذ الإجراءات المناسبة. وأوضح ذات المسؤول في تصريح للصحافة على هامش المعاينة الميدانية التي قام رفقة أعضاء اللجنة إلى مختلف المواقع المتضررة جراء السيول الجارفة، أن " تقريرا مفصلا سيتم تقديمه لوزير الموارد المائية لاتخاذ الإجراءات اللازمة". وأشار المتحدث في ذات السياق إلى أن دراسة قيد الإنجاز على مستوى الوزارة الوصية سيتم من خلالها تحديد جميع "النقاط السوداء" عبر الوطن لإعداد مخطط للتدخل يمتد لعدة سنوات للقضاء على خطر الفيضانات. من جهته، أفاد المدير العام للديوان الوطني للتطهير، عبد القادر رزاق بأن مصالحه الموفدة إلى جيجل تستعمل كاميرا متطورة يمكنها الولوج داخل الأنفاق الطويلة والتي لا يمكن للأشخاص الوصول إليها لتحديد العوائق المتواجدة بهذه الأنفاق قصد وضع مخطط خاص للتدخل و إزالة هذه العوائق لتفادي أي فيضانات أخرى محتملة. يذكر، أن أمطارا غزيرة قد تساقطت ليلة الأحد إلى الاثنين الماضية على ولاية جيجل وتسببت في انهيار جزئي لجسر وادي القنطرة بالمدخل الشرقي للولاية وجرف 18 مركبة، كما تسببت في تشريد مئات العائلات على مستوى تراب الولاية وتهديم العديد من المنازل المنشآت وجرفت عديد الحافلات والسيارات، وحسب بيان مصالح الحماية المدنية فقد بلغت كمية التساقط أكثر من 100 ملم في ظرف 6 ساعات فقط وهو ما أغرق الولاية وأحدث خسائر مادية كبيرة . محطة المسافرين الشرقية غرقت بالكامل وبداخلها عشرات الحافلات المتوقفة عن العمل منذ مدة طويلة بسبب جائحة كورونا . أغرقت السيول الجارفة المنحدرة من أعالي منطقة العقابي محطة المسافرين الشرقية للنقل والسكك الحديدية المتواجدة بمدخل مدينة جيجل بالكامل وغرق معها عشرات الحافلات لنقل المسافرين المتواجدة هنالك منذ مدة طويلة بسبب توقفها عن العمل بفعل جائحة كورونا، حيث بلغ منسوب إرتفاع المياه بأكثر من متر ونصف وهو ما ألحق أضرارا بالغة بمحركات هذه الحافلات خاصة وأنها تتواجد في وضعية غير مؤمنة بفعل توقفها عن العمل لأكثر من 6 أشهر وهو ما سيكبد أصحابها خسائر بالجملة بعد الخسائر التي لحقت بهم بسبب توقفهم عن العمل، حيث صرح بعض ملاك هذه الحافلات بأنهم في وضع لا يحسد عليه، وأنهم يطالبون من السلطات المحلية و الولائية الوقوف بجانبهم ومساعدتهم على تجاوز هذه المحنة الطبيعية . كما عرفت الأودية المحاذية لبعض المناطق العمرانية في ولاية جيجل فيضانات كبيرة وإمتلائها عن آخرها، مما أدى إلى تهديم العديد من الجسور، وهو الشأن مع جسر بمنطقة حي موسى أين انهار عن آخره بفعل قوة المياه الجارفة تحته حتى جرفته كليا مما أغرق منطقة حي موسى بالكامل وجرف معه عديد السيارات وكل ما وجد أمامه في منظر مرعب جدا، كما تسبب أيضا فيضان واد تاسيفت ببلدية الطاهير في إنهيار مباني وتشريد عشرات العائلات، جراء دخول المياه لمنازلهم بكميات كبيرة، ولولا لطف الله لكانت الكارثة أكبر، حيث عبر السكان عن تذمرهم الشديد من تماطل السلطات في إيجاد حل لهذا الوادي وتغطيته، رغم نداءات المواطنين وشكاويهم المتكررة ، إلا أن السلطات المحلية لم تحرك ساكنا ولم تعر الأمر إهتماما، وها هو اليوم الذي عرى وكشف مدى خطورة هذا الوادي على حياة السكان وممتلكاتهم . إتلاف العديد من المحاصيل الزراعية بالقرى الشرقية وتكبيد الفلاحين خسائر معتبرة الفلاحون هم كذلك لم ينجوا من الكارثة الطبيعية التي حلت على ولاية جيجل، بفعل التساقط الكبير للأمطار حيث أتلفت العديد من المحاصيل الزراعية وغمرت مزارع الفلاحين وهدمت عديد البيوت البلاستيكية، خاصة في المناطق الشرقية بالولاية والتي يمارس فيها هذا النوع من الزراعة بنشاط كبير مثل منطقة المزاير، سيدي العزيز القنار، تاسوست والشقفة، حيث إستيقظ الفلاحون على وقع الخراب الذي حل بمزارعهم ومحاصيلهم، خاصة مزارع الفراولة التي تضررت وأتلفت كليا، حيث تحتل ولاية جيجل المراتب الأولى في إنتاج هذه الفاكهة وطنيا . السلطات الولائية والأمنية تعاين الأماكن المتضررة قام د والي ولاية جيجل عبد القادر كلكال مرفوقا برئيس المجلس الشعبي الولائي، وكذا رئيس الأمن الولائي بمعاينة الأماكن المتضررة في الولاية جراء الفيضانات التي إجتاحت الولاية، حيث وقف الوالي شخصيا على حجم الكارثة والخسائر المادية، كما أعطى تعليمات لمختلف المدراء التنفيذيين والمديريات المعنية بالوقوف جميعا في الميدان لتجاوز هذه الأزمة الطبيعية والإعتناء بكل المتضررين، وضرورة الإسراع في إصلاح الطرقات وتنظيف مخلفات الأمطار، مؤكدا أن كمية التساقط كانت كبيرة جدا وفي ظرف زمني قياسي جدا وهو ما أدى إلى وقوع كل هذا الكم الهائل من الخسائر المادية ولحسن الحظ أنه لا توجد خسائر بشرية حتى الآن .