تسبّب قرار رفض ملف ترشح خير الدين زطشي، للانتخابات الخاصة بعضوية المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي، من طرف لجنة الحوكمة التابعة للفيفا في كشف وثائق «سرية» مهمة جدا، أبرزها التحذير الرسمي الذي كانت أعلى هيئة كروية، قد أرسلته إلى الأمانة العامة للفاف، بخصوص قضية تعديل القوانين الأساسية قبل تنظيم انتخابات تجديد المكتب الفيدرالي تحسبا لعهدة أولمبية جديدة، وهو التحذير الذي يضع مستقبل المنظومة الكروية الجزائرية على المحك، مادامت الفيفا كانت قد ألحت على ضرورة تطبيق المشروع الذي سطرته، والمعطيات الميدانية الراهنة تبرز وجود قبضة حديدية، بشأن ملف تعديل القوانين بين وزارة الشباب والرياضة والفاف، مما قد يكلف الكرة الجزائرية عقوبة من الإتحاد الدولي، في حال التعنت في تطبيق تعليمة الفيفا. مراسلة أعلى هيئة كروية عالمية، تحوز النصر على نسخة منها، مؤرخة في 16 أكتوبر 2020، وتحمل توقيع مدير قسم الإتحادات الوطنية على مستوى الفيفا، فيرون موسونغو أومبا، وتمحور موضوعها حول إنهاء مشروع مراجعة القانون الأساسي للفاف، قبل إجراء الجمعية العامة الإنتخابية لتجديد المكتب الفيدرالي، لأن الهيئة الوصية كانت في منتصف جوان 2020، قد وجهت مراسلة في هذا الشأن إلى الأمانة العامة للإتحادية الجزائرية، وطالبت فيها بضرورة تكييف القانون الأساسي للفاف مع تعليمات وتوصيات الفيفا. وأشار القسم المختص في مراسلته، إلى أن لجنة من الإتحاد الدولي كانت قد قامت بزيارة إلى الجزائر في نوفمبر 2019، وعقدت جلسة عمل مع ممثلي وزارة الشباب والرياضة على هامش ملتقى أشرفت على تنظيمه، خصصت أشغاله لتقديم شروحات حول التوصيات الجديدة، الواجب إدراجها في نصوص القوانين الأساسية للإتحادات الوطنية، والوصاية كانت حسب ما جاء في المراسلة قد أعطت موافقتها على المقترحات المقدمة في هذا الشأن، مع تأكيد الفيفا على ضرورة إتمام مشروع التعديلات وعرضه على الجمعية العامة للفاف، من أجل المصادقة ودخوله حيز التطبيق، قبل تنظيم انتخابات تجديد المكتب الفيدرالي. الفيفا منحت مهلة انقضت بنهاية 2020 دون رد فعل تضمنت مراسلة الفيفا تهديدا شديد اللهجة يقضي بعدم الترخيص، بتنظيم انتخابات الاتحاد الجزائري، في حال عدم المصادقة على المشروع الجديد للقانون الأساسي المعدل قبل نهاية سنة 2020، وهو التحذير الذي لم يكن كافيا للتوصل إلى «حل داخلي»، لأن الفاف كانت قد وضعت مشروعها على طاولة الوزارة في ماي 2020، لكن رد الوصاية كان برفض قطعي لهذا المشروع، من خلال تعليمة تم تعميمها على كل الإتحاديات، تقضي بمنع تعديل القوانين خلال «السنة الإنتخابية»، الأمر الذي تسبب في ظهور قبضة حديدية «داخلية» بين الفاف والوزارة، مع تجاهل العقوبة «المرتقبة» من طرف الإتحاد الدولي، في ظل وجود تحذير رسمي من هذه الهيئة. هذه القضية، من شأنها أن تنعكس بالسلب على مستقبل الكرة الجزائرية على الصعيد الدولي، لأن مراسلة الفيفا طالبت الفاف بضرورة الحسم في هذه الإشكالية، وضبط موعد عرض المشروع الجديد للقانون الأساسي للمصادقة، تحسبا للعملية الإنتخابية خلال الثلاثي الأول من سنة 2021، غير أن الآجال التي حددها الإتحاد الدولي انقضت، دون أن ينجح مسؤولو الإتحادية في اقناع الوزارة بضرورة مراعاة الوضعية الاستثنائية، التي تتواجد فيها الكرة الجزائرية، في وجود تحذير كتابي رسمي من الفيفا، ولو أن الملفت للإنتباه أن هذه الوثيقة «المهمة» كان مصيرها «الإخفاء»، وظهورها للعلن كان بعد ساعات من «النكسة» التي تلقتها المنظومة الكروية الوطنية، برفض ملف ترشح زطشي لانتخابات عضوية المكتب التنفيذي للفيفا، و»الخوف» من ضربة أقوى يبقى قائما، مادامت أعلى هيئة كروية عالمية كانت قد وجهت تحذيرا للفاف، وأشعرت الكاف بحيثيات القضية.