غيب الموت صباح أمس الثلاثاء، رمزا آخر من رموز البحث العلمي و الأدب و الثقافة بجامعة قسنطينة، و يتمثل في أستاذة اللغويات الدكتورة آمنة بن مالك، التي غادرتنا عن عمر ناهز 73عاما، قضت 45 منها، في تدريس و تأطير عدة أجيال من الطلبة، و انجاز مئات البحوث و الدراسات و إصدار عشرات المنشورات الهامة التي ستظل شاهدة على عطائها و تضحياتها و شغفها بمهنتها النبيلة. البروفيسور بن مالك، كما قال زميلها بقسم الآداب و اللغة العربية بجامعة قسنطينة الدكتور يوسف وغليسي للنصر، توفيت صباح أمس بمستشفى الطارف، متأثرة بإصابتها بكوفيد 19 ، و هي من مواليد 1948، و تعتبر من أقدم أساتذة القسم، و من أقدم الحائزين على شهادة دكتوراه الدولة بالجامعة، فأشرفت على تأطير عدة أجيال من طلبة الدكتوراه. و أضاف الدكتور وغليسي أن الفقيدة التي قضت زهاء 45عاما من عمرها، في تدريس عشرات الدفعات، متخصصة في الصوتيات و ما جاورها، و كانت رئيسة المجلس العلمي لمعهد الآداب و اللغة الغربية و مديرة مختبر الدراسات اللغوية، و كانت تشرف على إصدار مجلة المختبر التي تحمل اسمه و عديد المنشورات، كما أشرفت على تنظيم ملتقيات دولية كبرى استقطبت أسماء لامعة في تخصص الآداب و اللغة العربية. و ذكر المتحدث بأنه التقى منذ 15 يوما تقريبا، بزميلته البروفيسور بن مالك بالجامعة، و قالت له بأنها متعبة و تفكر في التقاعد، بينما قالت له في السنة الفارطة أنها تفكر في مواصلة مسارها الأكاديمي ببلد آخر، مشيرا إلى أنها كانت تمارس مهنتها بتفان و شغف و كرست حياتها و كل جهودها للتدريس و البحث العلمي، و كانت تقصد المختبر في الصباح و المساء ، و كأنه بيتها الذي ترتاح فيه و تقدم له و لطلبتها عصارة فكرها و عمرها و دراساتها.