أساتذة يشيدون بالمنجز العلمي للدكتور يوسف وغليسي أشاد أمس أساتذة جامعيون في جلسة تكريمية احتضنتها المدرسة العليا للأساتذة آسيا جبار بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة، بإنجازات البروفيسور يوسف وغليسي الكبيرة في مجال الشعر و الأدب و الدراسات النقدية، و اعتبروه رمزا من رموز الثقافة التي يمكن للجزائر أن تفتخر بها، و كذا مثالا يحتذي به الطلبة، كما أعربوا عن فرحتهم بتتويجه بجائزة البابطين الثقافية. الجلسة التكريمية التي احتضنتها المدرسة احتفاء بفوز الدكتور يوسف وغليسي بجائزة المؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية في دورتها 17في مجال الإبداع في نقد الشعر، استهلت بتقديم مدير المدرسة العليا كلمة أثنى من خلالها على إنجازات وغليسي التي أهلته للظفر بجائزة دولية وهنأه بالمناسبة، و وصفه بصاحب الملكات الثقافية المتعددة، منوها بتضحياته من أجل تحقيق انجازات علمية متميزة أولاها عناية كبيرة ، و أعتبره من الأسماء النقدية و الإبداعية التي يمكن للجزائر أن تفتخر بها أمام القامات العلمية. من جهته أعرب الدكتور يوسف وغليسي عن فرحته الكبيرة بالالتفاتة التي قامت بها المدرسة العليا للأساتذة، مقدما الشكر لكل من كان له الفضل عليه، منوها بدور والدته التي ترملت في سن 32 سنة، عندما كان جنينا في بطنها و لم يتذوق حنان الأب، فكانت بمثابة الأب و الأم معا، و قال إن عقدة اليتم حركته و كانت دافعا قويا لما يحققه من نجاحات، كما شكر زوجته على دعمها الدائم له، فيما قدم ابنه يونس كلمة تضمنت أبياتا شعرية فضل أن يكتبها بنفسه، ليهديها لوالده خلال تكريمه . كما أثنى الأساتذة الحاضرون على ما قدمه و نوهوا بإنجازاته ، في مقدمتهم الأستاذ السعيد بحري و جاء في كلمته بالمناسبة « منذ أن كان في معهد الآداب و هو باحث و طالب و أستاذ، نشهد عليه بأنه مجد و متقن، يوسف وغليسي جبار في لغته و إحساسه و في عمق كلماته الشعرية ، و هو إنسان وفي للعلم و لأصدقائه و مبادئه و يستحق أن يكون قدوة لكل الأجيال». من جهته الأستاذ العربي حمدوش، اعتبر يوسف وغليسي نموذجا للباحث الجزائري و للشاب الوطني المخلص لوطنه، مؤكدا» يوسف وغليسي كان بإمكانه أن يغادر الجزائر في سنوات الأزمة و الدم إلى بلاد أخرى، كما غادرها الكثيرون، و لكنه قال»وردة من تراب بلادي أحب إلى من التبر في بلد الآخرين ..» ، مضيفا بأنه سعيد بحفظ ما يكتبه و الذي يستند إليه في تدريس الطلبة، مشيدا بتغريبة جعفر الطيار و وصفها بالتجربة الفريدة. فيما قال عبد الله حمادي بأن الجائزة التي فاز بها لها قيمة علمية و صاحبها افتكها عن جدارة و اقتدار، و قد أثبت جدارته و قدم إضافة نوعية، سواء في النقد أو الإبداع ، ما جعله يتميز عن بقية المشاركين، مهنئا يوسف على هذا الانجاز، و مؤكدا» منذ أن عرفت يوسف وغليسي و هو شاب صغير يبحث في كل كبيرة و صغيرة، و يحاول أن يسترق السمع و الكلمات الجديدة و الأفكار الجديدة و يدونها، و ما أعجبني فيه التزامه الدقة، كما أنه صبور و متأن، و هذا ما يجب أن يكون في البحث العلمي. كما نوه الحضور بمساره العلمي و انجازاته، و تم تقديم بطاقة تقنية حول مساره التعليمي، و عرض شريط فيديو يصور محطات حياته ونشاطاته العلميّة والإبداعية. للإشارة فإن للدكتور يوسف وغليسي عشرات الأبحاث والاعمال الشعرية والعلمية، بداية من باكورة أعماله الشعرية «أوجاع صفصافة في مواسم الإعصار»، طبعت في 1995 و كتبت معظم قصائدها بخط يده الجميل، و «تغريبة جعفر الطيار» و هي مسرحية شعرية نال بها عدة جوائز ، من بينها جائزة اتحاد الكتاب الجزائريين بسكيكدة ، و أيضا «تباريح اللحن الأخضر» و هي مجموعة شعرية ترجمها إلى الإنجليزية حسن دواس، و كذا «الخطاب النقدي عند مالك بن مرتاد بحث في المنهج و إشكالاته»، و «النقد الجزائري المعاصر من الألسنية إلى الألسنية» و نال عنه جائزة وطنية، و برصيده كذلك «كتاب التحليل الموضوعاتي للخطاب الشعري»، و «مناهج النقد الأدبي مفاهيمها و أسسها»، و له كتاب فائز بجائزة الشيخ زايد هو «إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد»، و كذا كتاب «خطاب التأنيث و هو دراسة في الشعر النسوي»، الذي أثار ضجة في الساحة الثقافية الجزائرية.