محللون بشأن قرارات رئيس الجمهورية : هناك إرادة للذهاب إلى تغيير جذري شامل وعميق

ثمّن محللون سياسيون ، أمس، القرارات الهامة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في خطابه للأمة، أول أمس، و أوضحوا أنها أدخلت ديناميكية على الحياة السياسية.
وأكد المحلل السياسي الدكتور لزهر ماروك في تصريح للنصر، أمس، أن قرارات الرئيس التي أعلن عنها، هامة و كانت منتظرة وجاءت تلبية للمطالب الشعبية و مطالب الطبقة السياسية، وأنها أدخلت ديناميكية على الحياة السياسية، ومن حيث التوقيت تأتي في يوم له رمزية في تاريخ الجزائر وهو اليوم الوطني للشهيد وأيضا عشية الذكرى الثانية للحراك الشعبي.
وأضاف أن القرارات تلبي مطالب شعبية وحزبية، وأن مضمون الخطاب يعكس إرادة الرئيس في استكمال تعهداته و الذهاب إلى تغيير جذري شامل وعميق.
وبخصوص حل المجلس الشعبي الوطني، أوضح الدكتور لزهر ماروك، أنه قرار حكيم، على اعتبار أن المجلس لم يعد يمثل الشعب وانتهت صلاحيته وقال إنه مع اندلاع الحراك الشعبي في 22 فيفري 2019 ، سقطت شعبيته خاصة مع التصريحات بخصوص بيع القوائم ودور المال الفاسد في تشكيل هذا المجلس، وبالتالي ارتفعت كل الأصوات المطالبة بحل هذا المجلس الذي لم يعد يمثل الشعب، معتبرا أن حله الآن يعتبر مكسب سياسي ، يكون له ارتياح شعبي وسياسي كبير جدا و سيضفي ديناميكية على الحياة السياسية، حيث ستشرع الأحزاب وحتى الشخصيات المستقلة وكل الفواعل السياسية في الاستعداد لخوض غمار الانتخابات التشريعية المقبلة وهذا ما يضفي حركية على الحياة السياسية التي عاشت نوع من الركود في ظل اجتياح فيروس كورونا، ويرى المحلل السياسي، أن الانتخابات التشريعية المقبلة ليست كسابقاتها، وأن الكل ينتظر أن تكون انتخابات شفافة ونزيهة .
وبالنسبة للعفو الرئاسي لفائدة معتقلي الحراك، أوضح الدكتور لزهر ماروك، أن الكثير من الأحزاب كانت قد طالبت بإطلاق سراح هؤلاء الشباب، مبرزا أهمية إرساء مناخ من الطمأنينة والثقة و التهدئة وهكذا يمكننا الذهاب إلى الانتخابات في مناخ من الحرية والثقة ونبتعد عن التشنج وتلك الأجواء التي تحد من الحريات، مؤكدا أن هذا القرار ستكون له تبعات جد إيجابية.
كما اعتبر تعديل الحكومة منتظرا، على اعتبار أنه في ظل تداعيات كورونا على الاقتصاد الوطني وعلى الجبهة الاجتماعية تعالت الأصوات تطالب بذلك .
من جهة أخرى، وبخصوص الورشات المتعلقة بالمجلس الأعلى للشباب والمرصد الوطني للمجتمع المدني ، أكد المحلل السياسي، أن الشباب يعتبر قوة في المجتمع وفاعل سياسي مؤثر، ويأتي هذا المجلس لاستقطاب قوة الشباب وهذا يسمح لهم بتنظيم يعبر عن مواقفهم و طموحاتهم وعن أفكارهم .
وبالنسبة للمرصد الوطني لمجتمع المدني، أوضح أن الكل ينتظر هذا المرصد ، وأضاف أن المجتمع المدني غير مؤثر وغير منظم، رغم أن هناك العديد من الجمعيات المنتشرة في مختلف ولايات الوطن، وقال أنه في ظل جائحة كورونا شاهدنا أهمية المجتمع المدني كفاعل يساعد السلطات في تحقيق الكثير من العمل الميداني وخاصة في أوقات الأزمات من خلال التضامن وتجنيد المجتمع وتنظيمه وتأطيره.
ومن جانبه، أكد المحلل السياسي الدكتور بشير شايب في تصريح للنصر، أمس، أن خطاب رئيس الجمهورية ، تأسيس لإقلاع جديد في العمل السياسي وترسيخ للخطوط العريضة لما يمكن أن يحدث مستقبلا ، مضيفا أن حل المجلس الشعبي الوطني خطوة هامة جدا وأيضا العفو على معتقلي الحراك خطوة جيدة جدا بالإضافة إلى جل القرارات الأخرى والتي تعبر عن إرادة حقيقية للتوجه نحو إقلاع سياسي جاد من خلال استحقاقات قادمة.
وأضاف الدكتور بشير شايب ، أن الخطاب هو خطاب المرحلة انبثقت عنه قرارات تعطي الانطباع للرأي العام الوطني، أن الجزائر تتجه فعلا نحو ترسيخ أسس الجزائر الجديدة.
ومن جانبه، أوضح المحلل السياسي البروفيسور ادريس عطية، في تصريح للنصر، أمس، أن خطاب رئيس الجمهورية من حيث المضمون كان واقعيا جدا ومن حيث الشكل كان خطابا ثوريا، ونستشف منه، أن رئيس الجمهورية يتمتع بإرادة سياسية عالية المستوى ومن جهة ثانية هو على دراية واسعة بما يحدث وما يحصل في الشارع الجزائري ، وأضاف في هذا السياق، أنه ذهب إلى تجديد سلطتين في الجزائر بداية بالحكومة ، حيث قرر إجراء تعديل حكومي خلال 48 ساعة وأيضا تغيير الغرفة السفلى للبرلمان. كما أكد أن خطاب الرئيس حمل نقاطا واقعية مهمة، و قال إن ما ينتظره المواطن هو تطبيق ما جاء في هذا الخطاب .