حقق مصورون جزائريون، أعلى نسب مشاهدة في «الترند» العالمي، بالتقاطهم مناظر طبيعية خلابة مأخوذة من عمق الجزائر، على غرار الصور الأخيرة الملتقطة بعدسة مصور شاب من ولاية النعامة، لكثبان الرمال المكسوة بالثلوج و طبقات الصقيع بقلب الصحراء، التي تلقفتها كبرى القنوات العالمية و تداولتها المواقع و الصحف بمختلف اللغات، خاصة وأنها كانت تجمع مفارقات الطبيعة في مشهد غريب بالنسبة لكافة سكان المعمورة، لكنه واقع معيش بمنطقة عين الصفراء، أين تجتمع مشاهد الثلوج والصقيع مع الكثبان الرملية و تمتزج ألوانها وطيفها الأخاذ لتبهر العالم. كما تم تداول صور أخرى على أوسع نطاق، لجمال و سحر المناطق الصحراوية و المناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها مختلف ولايات الوطن، و الموروث الشعبي والثقافي، على غرار اللباس التقليدي و أجواء الأعياد وعروض الفنتازيا و لباس الفرسان، الموثق بعدسات مصورين هواة ومحترفين، كان هدفهم التعريف بمناطقهم و بتنوعها و ثرائها الثقافي في معارض شخصية و جماعية عبر الوطن، ليجدوا صورهم متداولة بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، و وسائل الإعلام من قنوات تلفزيونية و مواقع إلكترونية عبر العالم، ما جعلهم سفراء في الخفاء للترويج للسياحة الجزائرية، بإمكانيات بسيطة و بأقل تكلفة. و لإبراز مثل هذه التجارب التي تبقى بعيدة عن الأضواء، والإحاطة بجزء منها، اتصلت النصر بمجموعة من المصورين لعرض تجاربهم و حكاياتهم مع عدسة التصوير، ومساهمتهم في الترويج السياحي في هذا الملف . ملف من إعداد : عثمان بوعبدالله كريم بوشطاطة / أخرج عين الصفراء من الظل إلى العالمية صور كثبان الرمال المكسوة بالثلوج جابت العالم يعتبر، كريم بوشطاطة، ابن منطقة عين الصفراء بولاية النعامة، من المصورين الشباب المحظوظين، الذين قادتهم الأقدار إلى استديوهات كبرى القنوات العالمية، بفضل الصور الساحرة و المبهرة، التي التقطها ببلدته الصحراوية، لكثبان الرمال المكسوة بالثلوج و طبقات الصقيع، ما جعلها محط اهتمام العالم، بعدما تلقفتها كبرى محطات التلفزيون، على غرار « سي أن أن» و «سي بي سي» و «روسيا اليوم»، و قنوات من الصين واليابان وألمانيا و انجلترا، فضلا عن تداولها عبر المواقع والصحف بكل اللغات و عبر جميع القارات، ليتحول من مصور مغمور في أقصى مناطق الظل بالجزائر، إلى «الفتى الذهبي للصورة الفوتوغرافية الأكثر حظا عبر العالم». الغريب في كل هذا، كما قال كريم في حديثه للنصر، أن شهرته لم تقتصر على تداول صوره عبر العالم و التعريف ببلدته و الصحراء الجزائرية، بل في تحوله إلى مصور معروف عالميا، بعد استضافته في برامج حوارية عبر قنوات أمريكية و روسية وأوربية و آسيوية، و الأغرب في كل هذا أن مسار الشهرة كان عكسيا، فقد بدأ الاهتمام به و بأعماله من الخارج منذ سنة 2016، في حين تأخر وطنيا، كما أضاف، فقد عرضت عليه مؤخرا فقط قنوات تلفزيونية بما فيها التلفزيون العمومي المشاركة في برامجها. وأشار المتحدث، إلى أهمية الصورة في الترويج للسياحة و الموروث الثقافي، بإمكانيات بسيطة، بعيدا عن البرامج التي تنفق عليها الدولة الملايير، كما أن للصدفة مكان في كل هذا، مستدلا بالتفاعل العالمي الكبير الذي أحيطت به صورة التقطها ببلدته، لمشاهد الثلوج فوق الكثبان الرملية الصحراوية، وهي المشاهد التي تحمل الكثير من الغرابة ، ما جعلها محط أنظار العالم، مشيرا إلى تلقيه اتصالات من مختلف القنوات و وسائل الإعلام المكتوبة و المرئية عبر جميع القارات، لعرض صوره في النشرات الإخبارية و الروبورتاجات والتقارير التلفزيونية، و كذا لتداولها بالمجلات والجرائد بجميع اللغات، حيث تجاوزت شهرة هذه الصور حدود الوطن، في تجارب تكررت خلال سنوات 2016 و 2018 و 2021، أين حققت صور الثلج فوق كثبان الرمال، مؤخرا أعلى نسب المشاهدات في «الترند» العالمي، وهذا بفضل صورة، كما قال، و ليس مشروعا ممولا أو وكالة سياحية، و بفضلها أيضا أصبح اسم المكان الذي التقطت منه بأقصى الصحراء و اسم الجزائر متداولين عالميا . و عن تجربته، قال كريم أنه شديد الاهتمام بمجال الصورة الفوتوغرافية والفيديو، و حاول من خلالهما تمرير رسالة و التعريف بالمنطقة التي يقطنها، لأنها تحتوي على بيئة رائعة و متنوعة، من واحات النخيل ومناظر طبيعية خلابة، فضلا عن ثراء تراثها و تنوعه، مضيفا « منطقة عين الصفراء، تعتبر بالنسبة للمصورين، مادة خام اشتغلت عليها و وجهت اهتمامي إلى المجال السياحي والبيئي و الثقافي، فقمت بمبادرة بإمكانياتي البسيطة، من خلال تنظيم خرجات مع الزملاء للترويج للمناطق السياحية والمشاركة في المعارض الوطنية، وإرسال الصور والمساهمة بها دون الحصول على مقابل». و شدد المتحدث « هدفنا هو التعريف بالمنطقة وجلب اهتمام السياح إليها، على غرار منطقة تيوت، عين ورقة وعدة عسلة، و تنظيم جولات تصوير، و لم يكن التنسيق بين المصورين في إطار جمعوي، بل في إطار عمل حر، يشاركون من خلاله صور جمال الطبيعة في موقع فايسبوك، وينظمون رحلات و جولات سياحية و رحلات المغامرة، عبر مختلف المناطق». و عاد بذاكرته إلى يوم تساقط الثلوج و الصقيع بالمنطقة التي يقطن بها في عين الصفراء التي تبعد عن العاصمة بحوالي 800 كيلومتر، فقام بتوثيق الحدث بالصور ونشرها في صفحته على فايسبوك، بعناوين و بلغات مختلفة، مثل الإنجليزية و العربية، ليتلقى بعدها اتصالات من الصحفيين و المصورين، ما ساهم في الترويج السياحي للمنطقة، و شاهد العالم من خلالها جمال و سحر الجزائر، التي هي عبارة عن قارة بأربعة فصول، ومادة خام تبقى بحاجة إلى الاكتشاف. من أهم القنوات والمواقع التي تداولت صوره و كتبت مقالات عنه، جرائد ألمانية منها «بيلت» و «زاد ديأف» و موقع «بلا حدود» في بريطانيا، و قناة «سي بي سي» و حتى «سي أن أن» الأمريكية، التي أجرت معه حوارا خاصا حول جمال و سحر المنطقة، بالإضافة إلى قناة «روسيا اليوم»، و حتى في الصين و تايوان واليابان والبرازيل، تم عرض صوره عبر وسائل الإعلام و كبرى القنوات بهذه الدول، فالاهتمام متزايد لاكتشاف سحر و جمال المنطقة. أمل ميموني / رئيسة المرصد الوطني للمصورين الجزائريين صور الكسكسي الجزائري ساعدت على كسب رهان التصنيف العالمي أوضحت، أمل ميموني، رئيسة المرصد الوطني للمصورين الجزائريين أن الاهتمام بجانب التصوير الفوتوغرافي، يعرف توسعا، يشمل جميع ولايات الوطن، مستدلة بإقامة معارض للتنمية السياحية تجمع مصورين هواة و محترفين من مختلف ولايات الوطن، ما أتاح الفرصة لتبادل الثقافات و شكل موعدا لضبط برامج زيارات إلى المناطق السياحية لاكتشافها ونقلها إلى العالم، عن طريق العدسة. و أضافت، أمل ميموني المهتمة بالترويج لموروث منطقتها بولاية بسكرة، و اللباس التقليدي الصحراوي بصفة عامة، أن ما تحمله الصورة من سحر و جمال يبعث على الفضول وحب الاكتشاف، و يجذب اهتمام السياح من الخارج، و هو ما لمسته في تفاعل الأجانب من الدول العربية و حتى الأوروبية، مع الصور التي تعرضها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الاقبال على الملتقيات و المعارض التي ينظمها المرصد حول الصورة ودورها في التنمية السياحية، فضلا عن اقامة معارض افتراضية عربية منذ بداية جائحة كورونا التي تسببت في توقف أغلب النشاطات الجماهيرية. كما أشارت، إلى أن الجزائر كسبت رهانات في الحفاظ على موروثها الثقافي و المادي، خاصة و أن جوانب منه كانت محل أطماع للاستيلاء عليها، على غرار طبق الكسكسي الذي أحيطت عملية تصنيفه بتضارب كبير و تنافس بين دول عدة، قبل أن تصنفه منظمة اليونيسكو على أنه طبق جزائري خالص، و هذا لم يأت ، حسبها، من فراغ، بل كان بتضافر جهود الوزارة الوصية و جميع الفاعلين، بمن فيهم المصورون الذين روجوا لهذا الطبق و أبرزوا امتداده التاريخي المرتبط بموروث المطبخ الجزائري. خير الدين بلعلمي / رأس الوادي البرج هواية التصوير وحدتنا لترويج جمال البلاد تحدث، خير الدين بلعلمي، صديق المصورين الفوتوغرافيين عبر ولايات الوطن، عن تجربته الخاصة وعن أهم مكسب حققه في مسيرته الممتدة لأزيد من 23 سنة، فقال أن حرفة التصوير الفوتوغرافي، جعلته يتعرف على مصورين من مختلف مناطق الوطن، ما حولها من مجرد هواية و شغف بالصورة، إلى تحد لكسب رهان التعريف و الترويج السياحي لجمال المناطق الطبيعية الخلابة و تنوع و ثراء الموروث الثقافي داخل الوطن و خارجه. و أضاف أن هذا المسعى لم يكن ليتحقق، لولا الجهد المبذول من قبل المصورين و التأسيس للصالونات و المعارض الوطنية للصورة الفوتوغرافية، التي كان من بين السباقين لتنظيمها، لأنها جمعت بين أبناء الوطن الواحد على اختلاف طبوعهم و ثقافاتهم و مورثهم، وجعلتهم يتحدون في مجموعات، ويكثفون جهودهم للترويج لمناطقهم، من خلال تنظيم الرحلات الاستكشافية و الجولات السياحية و المغامرة بالتوغل في قلب الصحراء و مختلف المناطق، في مجموعات يجمعها حب الهواية و شغف التوثيق لأبهى الصور و إبراز جمال وسحر المناطق السياحية والمناظر الخلابة، خصوصا في الصحراء الجزائرية الملهمة التي لا تزال بحاجة إلى الاكتشاف، كما أضاف، و البحث في أعماقها عن السكينة و المشاهد الربانية المبهرة لجلب السواح . وأشار إلى أهمية الصالونات في الترويج السياحي، مستعرضا تجربته في هذا المجال، التي بدأت منذ سنة 2011 في الصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الذي نظم بولاية وادي سوف، و سمح له بالتعرف على مصورين آخرين، وتطوير تجربته و مهاراته، فضلا عن ربط علاقات و الحرص على إقامة المعارض و الصالونات، التي انتشرت في جميع ولايات الوطن، فاتحة بذلك أبواب الترويج للسياحة الداخلية. كما عاد في حديثه عن تجربته، إلى تنظيمه لورشة التصوير الفوتوغرافي بدار الثقافة عائشة حداد بولاية برج بوعريريج، سنة 2014، و ما كان لها من إسهام في الترويج و التعريف بالولاية و مناظرها الخلابة، من خلال المشاركة بصور من غابات رأس الوادي، قرية القليعة، القصور، و شلالات الرابطة، و تنظيم جولات للتصوير بهذه المناطق، بمشاركة مصورين من 10 ولايات، ساهموا من خلال صورهم المعروضة في الصالونات و مواقع التواصل الاجتماعي بالتعريف بالولاية، وهي نفس الفكرة التي أصبح المصورون يعتمدون عليها عبر جميع الولايات، كما أنها فتحت ، حسبه، أبواب المشاركات الدولية، التي عادة ما يتم التركيز فيها على جمال وبهاء المناظر الطبيعية بالصحراء التي لا تزال عذراء ملهمة للمصورين عبر العالم، و بالأخص تمنراست و جانت . بن علال محمد الأمين /تمنراست قنوات عالمية أبدت اهتمامها بالموروث الصحراوي من خلال صوري كشف، محمد الأمين بن علال، مصور فوتوغرافي من ولاية تمنراست، للنصر عن تلقيه اتصالات من صحفيين و مصورين عالميين، بعد عرضه صور من قلب الصحراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي المعارض الدولية، من بين المتصلين ذكر صحفيين يشتغلون في قنوات وثائقية عالمية . و أكد المتحدث أن الصورة الفوتوغرافية تكتسي أهمية بالغة في الترويج السياحي، مستدلا بالتفاعل مع صوره من قبل الأجانب، و الوكالات السياحية العالمية، كلما عرض أعماله في المعارض أو عن طريق مواقع التواصل، لتحقيق هدف جلب اهتمام السياح الأجانب، بنشر الصور و إرفاقها بتفاصيل عن المنطقة والإشارة إلى الوكالات السياحية التي عادة ما تقوم بتنظيم رحلات الى المنطقة، مشيرا إلى نجاح هذه التجربة التي تمكن السائح من الاطلاع على هذه المناطق و أهم المعلومات المتعلقة بها . كما أشار إلى تلقيه اتصالات من مصورين وصحفيين أجانب، من بينهم صحفي هندي يشتغل في قناة «ناسيونال جيوغرافيك»، مختص في عرض تجارب إنسانية لحياة الناس، فتنقل إلى ولاية تمنراست،و طاف معه بعدة مناطق في جولة استكشافية، قبل احضار الفريق التقني لتصوير فيلم وثائقي عن موروث المنطقة، لكن العمل لم يكتمل، بسبب الغلق و توقيف الرحلات الجوية، في إطار التدابير المتخذة للوقاية من وباء كورونا، لكن لا يزال المشروع قائما، كما قال بن علال، و ينتظر الحصول على الترخيص و فتح الرحلات الجوية . كما استعرض جزءا من تجربته في مجال التصوير و مرافقة السياح الأجانب إلى المناطق الخلابة التي تتوفر عليها ولاية تمنراست، و التي تختلف الوجهة إليها حسب الفصول، ففي فصل الربيع و خلال فترة الحر، يركز المصورون على التوجه إلى المرتفعات، أين تتواجد حوالي 25 منطقة رطبة، على غرار منطقة تاهاتأتاكور، فيما تتحول الوجهة في فصل الشتاء إلى المناطق المنخفضة، و الطاسيلي ناجر ، أين يكون الجو معتدلا وقليل البرودة، مقارنة بالمرتفعات. مراد عمراوي/ العدسة العاشقة للفنتازيا مسيرة بعمر نصف قرن في مجال الترويج للجزائر يحتفظ، المصور مراد عمراوي في ربيرتواره الشخصي، ورصيده الممتد طيلة أكثر من نصف قرن، بمشاهد و مناظر من أغلب المدن الجزائرية، و ثقتها عدسة آلته، في صور نشرت بكتب و مجلات أنجزت للحفاظ على الموروث الثقافي، مشيرا إلى اشتغاله مؤخرا، في الترويج لصور الفروسية والفنتازيا والإعداد لإصدار كتاب مفصل عن هذا الإرث الذي لا يزال يقاوم الاندثار عبر مختلف مناطق الوطن. و قال صاحب العدسة العاشقة للفنتازيا، ابن ولاية أم البواقي، إن مسيرته انطلقت منذ سنة 1968، و لا تزال بنفس القدر من الشغف بآلة التصوير، و الطموح لمواصلة المسيرة الحضارية في نقل أبهى الصور عن الجزائر، مشيرا إلى مشاركته في 122 معرضا وطنيا و أسابيع ثقافية، وانجازه لكتابين بإمكانياته الخاصة، أحدهما بالشراكة مع أربعة مصورين، نشر سنة 2010 حول السياحة والمناظر الطبيعية بالجزائر. والكتاب الثاني خاص بقسنطينة عاصمة الثقافة العربية، يضم صورا لأهم مناطق المدينة و موروثها الثقافي ، مرفقة بمعلومات كافية حول الأسماء و أدق التفاصيل عن المنطقة، كاشفا عن التحضير لإصدار كتاب جديد عن موروث الفنتازيا ولباس الفرسان من عدة ولايات عبر الوطن، مشيرا إلى أنه تأخر خلال العامين الفارطين، بسبب وباء كورونا و توقف مثل هذه النشاطات . و أضاف مراد عمراوي، أن مهمة المصور تنتهي بعرضه لأعماله، فهي التي تتحدث بعيون ناظريها، والصورة ، كما قال، أبلغ من ألف كلمة، مبرزا في نفس الوقت، التقصير في الاعتراف بجهد المصورين، و أكد «هناك من لا يجيد تقييم العمل، فالصورة تحمل معان و دلالات، و هناك اختلاف كبير بين آلة التصوير و صور أجهزة الهاتف، فالتصوير فن و علم في حد ذاته و حتى الزاوية التي تلتقط منها الصورة تختار بعناية ودقة، لإبراز أشياء خفية تمنح للصورة تميزا». عبد الكريم الحاج قويدر / غرداية موثّق صوّر الفنتازيا وقبعة الفارس الشعانبي التي جابت العالم ارتكز اهتمام المصور عبد الكريم حاج قويدر، ابن متليلي الشعانبة بولاية غرداية، على إبراز ثقافة منطقته ، والتعريف بموروثها الثقافي، و هو ما نجح فيه بنقل صور عن موروث الفنتازيا وصور الفرسان و لباسهم وقبعاتهم المميزة و النشاط الحرفي بالمنطقة، إلى الصالونات الوطنية و الدولية للصورة الفوتوغرافية. في حديثه للنصر، أشار عبد الكريم إلى أن بداياته في رحلة التصوير، كانت من الحفلات والأعراس و الأعياد التي تقام بالمنطقة، على غرار عيد المهري، و توغل خلال الفترة الأخيرة، في عروض الفنتازيا و تقاليد المنطقة، بغية الترويج لهذا الموروث، من خلال المشاركة في الصالونات و المعارض الوطنية و الدولية، ببورتريهات حول اللباس التقليدي مثل الملحفة، و لباس الفرسان والخيل وعروض سباق الخيول والفنتازيا التي تعود إلى القرن 14 ميلادي، حسبه، و لا تزال تتوارثها الأجيال، أين تقدم عروض احتفالية بالخيول و تمثيليات لمعارك تبرز قوة الفارس الجزائري في صد الهجمات بالتوحد بين الفرسان المشاركين في العرض و تناسق لباسهم وحركاتهم، وإطلاق البارود من بنادقهم في وقت واحد، مشيرا إلى مشاركته بهذه الصور، و صور أخرى عن قصر متليلي، المصنف من قبل منظمة اليونيسكو، في عدد من المعارض، أهمها معرض الجواد العربي في الإمارات، و معرضين في الشارقة، فضلا عن حصوله على ثلاثة ألقاب وطنية في مجال الصورة، بعنابة، إليزي و وادي سوف. يوسف لحرش / مصوّر هاو من ورقلة جمال الصحراء توّجني ضمن أفضل المصوّرين العرب أكد يوسف لحرش، مصور فوتوغرافي من ولاية ورقلة، أن سحر وجمال المناظر الطبيعية في الجزائر، و بالأخص في الصحراء، منح للمصورين الجزائريين امتيازات، للبروز عالميا و عربيا، بفضل سحر الصور التي يلتقطونها من قلب الوطن، كما فتح لهم أبواب المشاركة في معارض وطنية و دولية و الظفر بجوائز عديدة، مشيرا إلى تصنيفه في مرتبة متقدمة ضمن أفضل المصورين العرب . و أضاف، أن الاهتمام بصور المصورين الجزائريين خارج حدود الوطن، جعلهم يجتهدون لتقديم أبهاها لإبراز المناظر الطبيعية بالجزائر، ليكونوا أفضل سفراء في الترويج لها، من خلال المشاركة في المعارض الدولية والعربية، مشيرا إلى مشاركته في سنة 2014 بمعرض في الأردن وبعدها في الصالون العربي للصورة الفوتوغرافية بالإمارات، أين تم اختياره، إلى جانب ثلاثة مصورين جزائريين، ضمن قائمة أفضل 100 مصور عربي، بعد عرضه لصورتين من قلب الصحراء، إحداهما لمنظر طبيعي و جمل من جبل الأكراكار بتمنراست، وصورة أخرى لنخلة وسط الكثبان الرملية في ورقلة . كما كانت له مشاركات دولية أخرى، عرض فيها صورا خاصة بأهم معالم السياحة الصحراوية، مبرزا في نفس الوقت، دور الصورة في الترويج للسياحة الداخلية، بناء على مشاركاته في المعارض الوطنية، و تحصله على المرتبة الأولى ، مرتين، في الصالون الوطني بعنابة و بواد سوف، بصور صحراوية تبرز جمال الطبيعة، و تنوع التراث و اللباس التقليدي والمواقع الأثرية . ثنينة بن قاسي / عين الحمام تيزي وزو تخصّصت في الحلي القبائلية و لجأت إلى الأعراس لتغطية مصاريفي قالت، ثنينة بن قاسي، ابنة عين الحمام بتيزي وزو إن اهتمامها كان منصبا على الترويج لكل ما يربطها بالمنطقة التي نشأت و ترعرعت بها، على غرار الترويج للحلي الفضية و المجوهرات القبائلية التي تميز المنطقة كإرث ثقافي وتاريخي يعود إلى القرن 14 الميلادي ، حسبها. و أضافت أن هذا الاهتمام سرعان ما بدأ في التلاشي، بمرور الوقت، بعدما زاحمته اهتمامات أخرى فرضتها الظروف، مثل الحاجة إلى مصادر للدخل، ما دفعها إلى الاشتغال في تصوير الأعراس لتغطية مصاريفها، في وقت لا يزال فن التصوير، كما قالت، بعيدا عن دائرة الاهتمام، على الرغم من أهميته في الترويج السياحي و الموروث الثقافي الجزائري. كما أشارت، إلى أن المصور الهاوي و حتى المحترف، لا يزال يصارع في الجزائر، من أجل البقاء و فرض وجوده، أمام ما يواجهه من تقصير من قبل القائمين على قطاعات الثقافة و الاتصال، ولما يواجهه من صعوبات في الميدان، أين يحظر التصوير في العديد من الأماكن، و بالأخص بالمدن و الأماكن الأثرية والتاريخية . كما كشفت ثنينة بن قاسي، عن عرض صورها في صالونات و معارض وطنية و دولية، من أهمها الصالونات الوطنية التي نقلت من خلالها موروث منطقة عين الحمام بولاية تيزي وزو و منطقة القبائل بصفة عامة، إلى أغلب الولايات، و كذا معارض خارج الوطن بتونس ومعارض افتراضية بدول أخرى، ما سمح لها بالترويج للحلي الفضية القبائلية و اللباس التقليدي الأمازيغي، مضيفة أن مثل هذه التظاهرات، لا يقتصر فيها دور المصور على المشاركة بالصور فقط، بل يتعدى ذلك إلى التعاون والاحتكاك بباقي المصورين، ما يمنح فرصا أكثر للتنقل في جولات تصوير إلى مختلف مناطق الوطن، و الترويج لها على أوسع نطاق، مستدلة بمشاركتها في معرض بصور اللباس التقليدي القبائلي في تونس، حيث حظيت بتفاعل كبير و فضول لاكتشافها بعد مشاهدتهم للصور، مشيرة إلى أن الصورة تبقى جزءا من التواصل للتعريف بالموروث والاطلاع على الثقافات و الفنون المتنوعة و الثرية بالوطن. ع/ ب