تلميذ يفقد عينه اليمنى على يد زميله بمتوسطة العقلة الجديدة تتجرّع عائلة لعبيدي الساكنة ببلدية العقلة 90 كلم جنوب غرب ولاية تبسة، مرارة الألم جرّاء ما لحق بفلذة كبدها عبد السلام البالغ من العمر 12 سنة الذي يزاول دراسته بالسنة الثانية ب"متوسطة العقلة الجديدة 2" بعد تعرضه في 15 ماي الماضي لاعتداء جسدي عنيف من طرف زميل له في نفس المؤسسة ،كلفه فقدان عينه اليمنى نهائيا حيث لم يعد يبصر بها ، لتتحول حياة العائلة إلى مأساة حقيقية بسبب هذه المصيبة التي ألمت بها . وحسب شهادة الطبيب الشرعي الذي فحص الضحية فإن التلميذ عبد السلام لعبيدي تعرض بتاريخ 2011.5.15 لاعتداء جسماني داخل متوسطة العقلة الجديدة من طرف زميل له ، حيث تم فحصه بالمؤسسة الجوارية بالشريعة ، وأمام خطورة الإصابة تم تحويله إلى المستشفى الجامعي بعنابة ، أين أجريت له عملية جراحية ومنحه الطبيب شهادة عجز ب 50 يوما . إلا أن العملية لم يكتب لها النجاح مما أدى إلى فقدانه لعينه اليمنى تماما وأصبح يعاني من " عاهة مستديمة " ، في وقت تعيش فيه عائلته وضعية اجتماعية جد قاسية كلفتها بيع كل ما تملك من أجل التكفل بوضعية ابنها الذي قال لنا أن الحياة اسودّت في وجهه بعد أن فقد بصرر عينه، ولم يبق أمام والد الضحية سوى مناشدة مديرية التربية والوزارة المعنية لتقديم التعويضات اللازمة والتكفل بإجراء عملية جراحية أخرى لابنها المفجوع بفقدان بصره ، كما تناشد كل من له المقدرة داخل الوطن وخارجه بالأخذ بيدها والسعي لإعادة الأمل لفلذة كبدها. مديرية التربية للولاية وفي ردّها على انشغال هذه العائلة المنكوبة أكدت أن المصالح الأمنية فتحت تحقيقا بشأن هذه القضية وحولت ملفها على العدالة لتقرر ما تراه مناسبا طبقا لأحكام القانون. و لاشك أن هذه الحادثة تكشف حقيقة ما باتت تعيشه المدرسة الجزائرية من عنف استفحل داؤه وعمّ بلاؤه في أوصال مؤسساتنا التربوية التي تحولت للأسف إلى بؤر للتوتّر في غياب أي علاج للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد النسيج الاجتماعي للعائلات الجزائرية، حيث لا يكاد يمر أسبوع دون تسجيل حوادث مختلفة بأغلب المؤسسات التربوية بولاية تبسة ، و تختلف الجرائم المرتكبة من طرف التلاميذ القصر من السرقات بالعنف إلى الألفاظ المشينة داخل المؤسسات وفي محيطها بل وداخل الأقسام على مرأى ومسمع من المدرسين والإداريين إلى الاعتداءات العنيفة بين تلاميذ المؤسسة الواحدة وأحيانا بين تلاميذ عدة مؤسسات وذلك باستعمال الأسلحة البيضاء المحظورة ، ويا ليت الأمر انتهى عند هذا الحد بل الأدهى و الأمرّ هي الإصابات الخطيرة التي يتعرض لها التلاميذ من كسور وعاهات مستديمة وتشوهات ، وتصل من حين لآخر إلى ارتكاب جرائم قتل بشعة كما حدث في ثانوية العقلة في السنة المنصرمة حيث قتل تلميذ زميله أمام المؤسسة ، وقبلها تلميذ زهق روح زميله أيضا ببلدية نقرين جنوب الولاية .