عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    10 آلاف مشروع مصرح به بقيمة تقارب 4.340 مليار دج    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    التزام عميق للجزائر بالمواثيق الدولية للتكفّل بحقوق الطفل    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء: السيدة روز-كواتر تلتزم بتجسيد مبادئ الديمقراطية والحكم الراشد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    اكتشاف الجزائر العاصمة في فصل الشتاء, وجهة لا يمكن تفويتها    الطريق السيار شرق-غرب: دفع رسم المرور غير مدرج في برنامج الحكومة    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الأسبوع الاوروبي للهيدروجين ببروكسل: سوناطراك تبحث فرص الشراكة الجزائرية-الألمانية    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بغرداية : دور الجامعة في تطوير التنمية الإقتصادية    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    استفادة نحو 20 إطارا من تكوين    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    عرقاب يستعرض المحاور الاستراتيجية للقطاع    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    خدمة الوطن.. وتجسيد برنامج الرئيس    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    هتافات باسم القذافي!    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    سيفي غريب يستلم مهامه كوزير للصناعة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أستاذة تثقب أذن تلميذ وأخرى تفقأ عين آخر ومتمدرس‮ يقتل ابن عمه القاصر بخنجر
‮''‬النهار‮'' ترصد تنامي‮ الإعتداءات في‮ مؤسسات التربية
نشر في النهار الجديد يوم 06 - 02 - 2011

شهدت في الآونة الأخيرة عدة مؤسسات تربوية، تنامي ظاهرة الإعتداءات داخلها، سواء بين التلاميذ فيما بينهم أو تلك التي تورط فيها أساتذة، وكذلك بعض المدراء، خلّفت عاهات مستديمة للبعض، وقرارات بالطرد النهائي لتلاميذ من مؤسسات تربوية، واقع مخيف يستوجب من كل أفراد الأسرة التربوية من إدارة، أساتذة ومعلمين، إلى جانب أولياء التلاميذ، العمل من أجل حماية التلاميذ من الآفات الخطيرة التي تتهددهم، وإعادة الهيبة والإحترام إلى الحرم التربوي، فلا يعقل أن يتوجه تلميذ إلى مدرسته وبحوزته خنجرا، بعدما كان يصطحب معه في الماضي أقلاما أو كراريس. ''النهار'' ووعيا منها بالتداعيات الخطيرة لهذه الظاهرة، وجب عليها اطلاع قرائها على بعض الأحداث المؤسفة التي كانت بعض المؤسسات التربوية مسرحا لها، وهذا من خلال الملف التالي.
تلميذان يحاولان قتل أستاذ داخل مؤسسة تربوية في غليزان
شهدت ولاية غليزان، كغيرها من الولايات، جرائم عدة تورط فيها تلاميذ قصّر، كالإعتداءات المختلفة والمشاركة في عصابات أشرار وحيازة واستهلاك المخدرات والسرقات، فلا تكاد تمر دورة جنائية بمجلس قضاء غليزان بدون ذكر أسماء لقصّر تورطوا في مختلف القضايا الإجرامية، كمحاولة القتل التي وقعت في غليزان قبل سنة ونصف، في حق أستاذ للغة العربية ''كمال. ع'' بمتوسطة شيباني عبد الرحمان بحي الطوب، على يد تلميذين لا يتجاوز سنهما 14 سنة، في سابقة خطيرة، اهتز لها القطاع التربوي ككل، وشغلت الرأي العام، حين تعرض الأستاذ إلى طعنات خنجر على مستوى الرقبة، كادت أن تودي بحياته لولا تدخل الطاقم الطبي، المكون من جراحين بمستشفى محمد بوضياف آنذاك، بإجراء عملية جراحية دقيقة أنقذته من الموت، إلى جانب ما شهده بحي القرابة، عندما قام قاصر بطعن صديقه على إثر شجار عنيف نشب بينهما، انتهى بمقتل أحدهما وإيداع المتهم في السجن، في انتظار مثوله قريبا في الدورة الجنائية المقبلة .
أستاذ يكسّر أنفه برأسية بثانوية في تيارت
تعرض مؤخرا، أستاذ بثانوية محبوبي الحاج محمد الأزهري بالحمادية، إلى اعتداء عنيف من طرف شاب يبلغ من العمر حوالي 23 سنة، مسببا له كسرا على مستوى الأنف، حيث منحت له شهادة عجز لمدة 15 يوما من طرف الطبيب الشرعي. وحسب مصدر مقرب، فإن الحادثة وقعت أثناء انتقال الأستاذ الضحية المدعو ''ر. عبد القادر'' أستاذ الفرنسية، إلى قسم آخر للتدريس في الحصة الموالية صباحا، وتفاجأ بوجود شاب غريب، وتساءل عن سبب وجوده في القسم، وطلب منه الإنصراف والخروج، إلا أن ذلك لم يرق للشاب، حيث وقعت مشادات وفاجأه برأسية، سببت له نزيفا على مستوى الأنف وصف بالحاد، ثم لاذ بالفرار. بالموازاة مع ذلك، تدخل زملاؤه، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية، وقد تركت الحادثة استياء لدى الأسرة التربوية. وقد علمت ''النهار''، أن مصالح الأمن قد فتحت تحقيقا في القضية، فيما لايزال البحث جار عن الشاب. وحسب مصدر، فإن المعتدي كان تلميذا سابقا في الثانوية، وتم فصله منها منذ سنة 2007.
أستاذة تفقأ عين تلميذ بآلة حادة.. وتلاميذ ''يتحاماوا'' على مديرهم في أم البواقي
عرفت المؤسسات التربوية في أم البواقي، عدة اعتداءات جسدية، أدت إلى إحداث عاهات مستديمة عند البعض، على غرار الحادثة التي شهدتها متوسطة ''درقة عبد الرحمن'' بعين فكرون، حيث أقدمت أستاذة على فقإ عين تلميذها بواسطة آلة حادة، مسببة له عاهة مستديمة. في الوقت الذي أقدمت فيه الجهات الوصية، على نقل الأستاذة إلى خارج إقليم الدائرة، بعد أن تم الصلح بين الأستاذة وعائلة التلميذ، كما شهدت ذات البلدية إقدام 21 تلميذا بمتوسطة ''بن مهيدي عبد الرحمن''، على الإعتداء على المدير جسديا، مما أدى بالضحية إلى رفع تقرير إلى مصالح الإدارية، التي قامت بفصل التلاميذ نهائيا عن الدراسة. كما شهدت متوسطة شوارح اليامين في ''مسكيانة''، طعن تلميذ لزميله داخل دورة المياه بسكين، مخلفا له جروحا خطيرة، نقل على إثرها إلى المستشفى، كما أن الإبتدائيات هي الأخرى لم تسلم من موجة الإعتداءات، فإبتدائية ''العوادي مسعود'' ببلدية بحير الشرقي، شهدت اعتداء أستاذ على تلميذة، مخلّفا لها بقعا زرقاء على وجهها، مما دفع بوليها إلى تقديم شكوى أمام الجهات الأمنية والإدارية.
تلاميذ يتشاجرون حتى الموت وآخرون ''يبيعوا الزطلة'' داخل الأقسام في تبسة
ظهرت في السنوات الأخيرة، سلوكات غير أخلاقية كالعنف في المؤسسات التعليمية بولاية تبسة، إلى جانب ظاهرة الإتجار واستهلاك المخدرات في الوسط المدرسي، ففي بلدية تبسة أوقفت مصالح الأمن الحضري الرابع، 3 تلاميذ، تتراوح أعمارهم ما بين 11 و13 سنة، يدرسون في الطور الإبتدائي بمدرسة ''محمود بن محمود''، وقدّمتهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة تبسة، بتهمة حيازة وبيع المخدرات داخل مؤسسة تربوية، حيث بلغت الكمية المحجوزة 11 قطعة، أي ما يعادل 10 غرامات من الكيف المعالج، وهي العملية التي تركت تخوفا لدى مسؤولي قطاع التربية وأولياء التلاميذ، لتضاف إلى العملية التي تمت بإحدى متوسطات الحمامات، وضبطت خلالها 9 قطع من المخدرات بحوزة تلميذ، يبلغ من العمر حوالي 14 سنة، وهو ما يتطلب تدابير إجرائية وقائية لردع مثل هذه الظواهر السلبية. كما شهدت متوسطة ''العقلة المركزية'' ببلدية ''العقلة''، خلال الشهرين الماضيين، جريمة قتل بشعة، بطلها تلميذ وضحيتها آخر بذات المؤسسة، حيث إن التلميذ ''أ. ن''، المتورط في القضية، والمتمدرس بالصف ال متوسط بإكمالية ''العقلة مركز''، قد وجه عدة ضربات للضحية، وهو زميل له بنفس الصف، المدعو ''ع. وليد''، بعد خلاف نشب بينهما، بعد إتمام إجراء الإمتحان على الساعة 11 و30 د، فعند تواجدهما خارج المؤسسة التربوية، تجدّد الإشتباك بين الطرفين، وتلقى الضحية عدة لكمات وركلات لم تكن له القدرة على صدها، مما جعله يسقط أرضا، وبعد تلقيه ضربة أخرى لقي حتفه في عين المكان.
تلميذ يقتل ابن عمه القاصر بخنجر أمام باب المدرسة في ڤالمة
شهدت المؤسسات التربوية في ڤالمة، خلال السنوات القليلة الماضية، أعمال عنف في أوساط التلاميذ، معظمها سجل على مستوى المتوسطات، مثلما سجل مؤخرا، بمتقن ''شعلال مسعود'' وسط ڤالمة، أين سجل حادث خطير، تمثل في شجار بين تلميذين أثناء الدراسة، أحدهما يقطن بحي ''السوريكو'' والآخر بحي 19 جوان، باستعمال السلاح الأبيض، أين تعرض أحدهما إلى جروح، نقل على إثرها إلى المستشفى، وقد فتحت مديرية التربية تحقيقا للوصول إلى أسباب الحادث.من جهة أخرى، سجلت بقرية ''عين السودة'' شرق ڤالمة، جريمة قتل راح ضحيتها الطفل القاصر ''ق. خ''، البالغ من العمر 14 سنة، على إثر تعرضه إلى اعتداء من قبل ابن عمه ''ق. ب''، تلميذ بمتوسطة عين صندل، البالغ من العمر 5115 سنة، الذي كان يدرس داخل القسم، حيث سمع أن ابن عمه ينتظره خارج المؤسسة التربوية وبيده سكين، وعند خروجه من المتوسطة وجّه له طعنات على مستوى الظهر، سببت له نزيفا حادا استدعى نقله إلى مستشفى ''الحكيم عقبي'' بڤالمة، أين لقي حتفه، وقد تم توقيف المتهم بعد الحادثة من طرف الدرك الوطني، وقدم أمام وكيل الجمهورية، وأودع إلى مركز الأحداث بڤالمة. كما سجلت متوسطة ''بلخير الجديدة '' ومتوسطة ''علامي الواقعة'' بحي الإخوة رحابي وسط ڤالمة، عمليات عنف، كانت بطلتها أيضا والدة تلميذ. ''النهار'' وفي اتصالها بأحد الأساتذة للحديث حول تنامي العنف داخل المؤسسات التربوية، أكد هذا الأخير أن مشكلة العنف ظاهرة وطنية، مرجعا أسباب ذلك إلى ضعف الرقابة ونقص التأطير على مستوى المساعدين التربويين، كما أعاب نقص عمليات التحسيس المستمرة لتجنب مثل هذه الحوادث، لأن المدرسة هي المصدر الأول والأخير لتربية الطفل وتعليمه.
تلميذ يكسّر يد مدير وآخر يشهر مسدس والده في وجه معلمته بعنابة
أبرز ما ميّز سنة 2010، هو الحادثة الغريبة التي هزت الوسط التربوي في عنابة، والتي جرت أطوارها بابتدائية ''حي الريم''، أين تجرأ تلميذ في السنة السادسة، على كسر يد مدير المؤسسة، بعد أن أسقطه أرضا، على إثر شجار وقع بينهما عقب رفض المدير السماح للتلميذ بالدخول إلى مقاعد الدراسة، بسبب غيابه غير المبرر. أما أغرب قصص التطاول الذي يعاني منه الأساتذة في عنابة، فيتجسد في إشهار تلميذ بثانوية ''أبو مروان'' قبل 3 سنوات، لسلاح والده من نوع ''بيريطا عيار 9 ملم''، في وجه معلمته، مهددا إياها بإطلاق النار. وما الحادثين المذكورتين، إلا عينة من مجموعة الظواهر السلبية التي تسود مختلف المؤسسات التربوية يوميا، كظاهرة سب وشتم الأساتذة على سبيل المثال، وغيرها من السلوكيات غير المتوقعة للجيل الجديد، الذي يتخذ من ''الموبايل''، ''الجال'' وال''أم، بي 3'' شعارا لواقعه التعليمي.
أستاذة ''تثقب'' أذن تلميذ في عين أزال.. وتوقيف مدير بعد اعتدائه على تلميذ
تعرض تلميذ بذراع قبيلة في سطيف، إلى الضرب، من طرف مدير الثانوية، وهذا بسبب تأخر التلميذ عن الدراسة -حسبما أكدته مصادرنا. وحسب مصادرنا، فقد تدخل الأولياء لتهدئة الأمور وتنظيم حركة احتجاجية، لتقدم مديرية التربية على توقيف المدير تحفظيا، وتعين من يتكفل بأمور المؤسسة، في انتظار مثول المدير أمام المجلس التأديبي على مستوى الجزائر العاصمة. وبإكمالية ''نصر الدين خالد'' بذراع قبيلة دائما، انهال تلميذ يدرس في الرابعة متوسط، بالضرب على المدير ومساعد تربوي، ليتم تحويله إلى مؤسسة أخرى. وفي نفس الإكمالية، أشبعت أستاذة لغة إنجليزية تلميذة تدرس سنة رابعة متوسط، ضربا، مسببة لها كسرا في يدها. وببني ورثيلان، طرد تلميذ بسبب اعتدائه على أستاذ، عن طريق كتابات حائطية مشينة. وفي جنوب الولاية، فقد تلميذ يدرس في متوسطة 18 فيفري بعين أزال، غشاء طبلة أذنه اليسرى، بعد تعرضه إلى الضرب من طرف أستاذة العلوم الطبيعية، مما أدى إلى فقدانه للسمع، عائلة الضحية قررت مقاضاة الأستاذة.
منها 400 اعتداء جنسي على الأطفال خلال 2010
10 آلاف تلميذ تعرضوا إلى اعتداءات في الوسط المدرسي
كانت والدته تجوب كل أنحاء المستشفى الذي يرقد به ابنها '' إسلام '' صاحب 8 سنوات، من أجل الحصول على القليل من الحليب .. تردد دائما عبارتها المشهورة، ''جئت من بعيد ولا أحد يعيلني .. ''
إلى أن فارق ''إسلام'' الحياة ذات ليلة كانت الأم غائبة، بعد أن منح لها ترخيص من إدارة المستشفى للمغادرة .. هي قصة حقيقية لطفل تعرض إلى اعتداء جسدي من قبل والده، بسبب حصوله على نتائج ضعيفة في الإمتحانات .
والقصة نموذج من واقع يعرفه المجتمع الجزائري، غير أنه لا يتم الإبلاغ عن مثل هذه الحالات بدافع الوازع الإجتماعي والأعراف، أي خوفا من تعرض الأولياء إلى العقاب . وفي سياق ذي صلة، تعرف ظاهرة العنف في الوسط المدرسي، انتشارا خطيرا خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي أدى بأولياء التلاميذ إلى التحرك، محاولة منهم للتقليل والحد من هذه الظاهرة، التي أصبحت تهدّد حياة أبنائهم التلاميذ، في الوقت الذي يشهد فيه العنف الممارس من قبل الأولياء ضد أبنائهم، بسبب النتائج المدرسية، تصاعدا كبيرا، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى وفاة التلميذ، بعد تعرضه إلى الضرب المبرح، كما تلجأ الكثير من العائلات إلى حرق أبنائها، قد تسبب لهم عاهات مستديمة أو سرطانات . ومن جهة أخرى، يتعرض التلاميذ في الأقسام إلى الضرب والإعتداء من قبل المعلمين والأساتذة، حيث يلجأ المعلمين إلى العديد من الأساليب لمعاقبة التلميذ الذي ربما يكون قد تهاون في حل التمارين أو نسي كراسا. وفي هذا الإطار، تحضرنا قصة طفل مات في قبو بالقرب من مكتب المدير، حيث وبغية معاقبة التلميذ، قامت الأستاذة بحبس التلميذ في قبو ، غير أنّها وبعد الدوام الرسمي، نسيت أن تخلي سبيله، لتجد الإدارة التلميذ في صباح اليوم الوالي ، جثة هامدة .
وهران وعنابة في المقدمة
ومن جهة أخرى، كشف رئيس الإتحاد الوطني لجمعية أولياء التلاميذ، أحمد خالد، عن تسجيل 10 آلاف اعتداء في الوسط المدرسي، 92 من المائة منها داخل الأقسام، وشملت هذه الإعتداءات 781 بنت داخل وخارج المحيط المدرسي، خلال سنة 2010. وقال رئيس جمعية أولياء التلاميذ في اتصال مع ''النهار''، أمس، إنّ الولايات التي تحتل الصدارة في تسجيل حالات كثيرة للإعتداءات في الوسط المدرسي، نجد في المرتبة الأولى وهران، تليها عنابة، فيما تحتل الجزائر العاصمة المرتبة الثالثة . وقال رئيس الإتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، إن تسجيلهم لعشرات الشكاوى شهريا تعني الإعتداء على التلاميذ الذين يدرسون في المناطق النائية، وطالب خالد أحمد، في هذا السّياق، الجهات المسؤولة، باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية هؤلاء التلاميذ، على غرار تخصيص حافلات للنّقل المدرسي أو على الأقل ربط التّنسيق بين مديرية التربية ومديرية النقل لتسهيل منح التّراخيص لأصحاب الحافلات الخاصة . ففي الوقت الذي يحظى فيه غالبية تلاميذ بالعاصمة، بمزاولة الدّراسة أمام مقر مسكنهم، يعيش تلاميذ آخرون معاناة كبيرة لبلوغ مكان مدرستهم، ليس لشيء وإنّما لأنّ الحي الذي يقطن فيه، همّشته مصالح البلدية التي لم تبادر ببناء مؤسسة تربوية ابتدائية، مما يلزمهم بالإعتماد على وسائل النقل أو على أقدامهم، لقطع مسافات طويلة بشكل يومي ومزاولة دراستهم .
تسجيل 400 حالة اعتداء جنسي على الأطفال خلال 2010
وتشير الأرقام التي تحوز عليها '' النهار ''، إلى تسجيل أكثر من 400 حالة اعتداء جنسي على التلاميذ سنويا، وهذه الإعتداءات نوعين، إما من داخل المحيط التربوي، أي أستاذ أو عامل بالإدارة يعتدي على تلميذ أو تلميذة، وهناك اعتداءات خارجية تكون من طرف أشخاص لا ينتمون إلى المدرسة . وأضاف المتحدث، أنّ تلاميذ ولايات الشرق الجزائري هم الأكثر عرضة إلى هذه الظاهرة بنسبة 89 من المائة، في حين تقل هذه الظاهرة بنسبة 29 من المائة في ولايات الوسط، مشيرا إلى أنّ التلميذات الأكثر عرضة إلى الإعتداءات الجنسية، وكذلك التلاميذ في المرحلة الإبتدائية. وأكدّ خالد، أن هذه الظاهرة في ارتفاع مستمر، ممّا يستدعي التّحرك السّريع للسّلطات من أجل الحد من هذه الظّاهرة .
وزارة التربية الوطنية في تعليمة تذكيرية :
'' كل أستاذ يقوم بضرب تلميذ يعرض على المجلس التأديبي''
كشفت مصادر من وزارة التربية الوطنية، أن ظاهرة العنف في المؤسسات التربوية، أخذت منعرجا خطيرا ومنحى تصاعديا، بسبب كثرة الإعتداءات المسجلة على الأساتذة من قبل التلاميذ . وأوضحت المصادر ذاتها التي أوردت الخبر ل '' النهار ''، أمس، أن عدد الأساتذة والمعلمين الذين يتعرضون إلى الإعتداءات الجسمانية واللفظية في تصاعد كبير، في الوقت الذي يقف فيه الأستاذ عاجزا عن فعل أي شيء، بسبب المنشور الوزاري الذي يمنع ضرب التلاميذ والحامل لرقم 137 الصادر خلال سنة 2007، والذي تم إرفاقه بمراسلة أخرى وجهت لجميع مديريات التربية عبر الوطن في 2010 ، تؤكد أنّ كل أستاذ يقوم بضرب تلميذ فإنه سوف يتعرض إلى عقوبات وإجراءات ردعية، أقصاها تحويله على مجلس التأديب. في حين ، يلجأ الأولياء إلى العدالة في حال تعرض ابنهم إلى الضرب من قبل الأستاذ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.