تلاميذ يقاطعون ثانوياتهم بعد الترويج لعتبة الدروس غير المعنية بالبكالوريا سجلت الزيارات الميدانية لثانويات مدينة بئر العاتر ارتفاعا في نسبة غياب التلاميذ خاصة على مستوى الأقسام النهاية بشكل مقلق دفع مسؤولي التوجيه التربوي إلى دراسة هذه الظاهرة للوقوف على حقيقة عدم انضباطهم في الحضور إلى المدرسة ، ومقاطعة بعض الدروس و هم مقبلون على اجتياز امتحان البكالوريا . الأستاذ عبد الغاني قتّالي مستشار رئيسي للتّوجيه المدرسي لمقاطعة بئر العاتر كشف للنصر أنه سجّل بكل أسف خلال زيّاراته الميدانية لثانويات المدينة زيادة نسبة غيابات التلاميذ وخاصة تلاميذ الأقسام النهائيّة ، حيث لاحظ تهاونا ولامبالاة وعدم انضباط في الحضور لدى هؤلاء المتمدرسين رغم أنهم مقبلون في نهاية السنة على اجتياز امتحان البكالوريا وهو موعد مصيري لا يمكن الاستخفاف به . وقد دفعته هذه الظاهرة التي اعتبرها دخيلة على المؤسسات التربوية إلى القيّام بدراسة وسبر آراء في وسط التلاميذ المتمدرسين المستهدفين بينت أن أسباب هذه الغيابات يكمن في تحديد عتبة الدروس ، حيث أصبح من المتفق عليه بين تلاميذ الأقسام النهائية أن هناك دروسا غير معنية بامتحان البكالوريا، خاصة بعد الترويج لها إعلاميا من طرف بعض وسائل الإعلام ، واطّلاع التلاميذ على المنتديات والمواقع التعليمية التي روّجت لنفس الفكرة ، بالإضافة إلى لجوئهم إلى الدروس الخصوصية التي يرى أنها أثّرت سلبا على المتعلمين ،وأصبح حضور التلاميذ رمزيّا في أفواج الثانوية التي يزاولون بها دراستهم. وأن إهمال الدراسة وعدم المواظبة والانضباط راجع أيضا لاعتقاد التلاميذ أن أيام الامتحان الفعلي لشهادة البكالوريا هي التي تحتاج إلى اهتمامه وعنايته . كما أن اهتمام تلاميذ الأقسام النهائية عادة ما يكون منصبّا على دراسة المواد الأساسية وإهمال بقية المواد التي يرون أنها ثانوية ومعاملها ضعيفا رغم أن العلامة التي يتحصلون عليها قد تؤثر على معدلهم في شهادة البكالوريا وتحول دون التحاقهم بالتخصصات الجامعية التي يرغبون فيها أو تحرمهم من النجاح . إلى جانب عدم انضباط تلاميذ الثانويات ومقاطعتهم للدروس قبل أن تغلق المؤسسات التربوية أبوابها ، تشكو المدارس عموما من ظاهرة إهمال الأولياء الذين أثبت الواقع أن أغلبهم لا يتابعون أبناءهم ولا يراقبونهم ولا يطّلعون على نتائجهم الدراسية . وبعضهم لا يزورون المدرسة إلا في بداية العام الدراسي ليتسلموا منحة التضامن المدرسي أو في نهاية السنة عندما يتفاجأون برسوب ابنهم أو طرده من المؤسسة . ولعل الأدهى والأمر في عزوف التلاميذ عن الدراسة وغيابهم عن مؤسساتهم التعليمية في مدينة بئر العاتر هو انخراطهم في عالم التّهريب للحصول على المال في غياب أي رادع رغم صغر سنهم ، ومنهم من دفعته الظروف الاجتماعية القاهرة إلى العمل مع المقاولين والبنائين وغيرهم لتوفير احتياجات أسرهم الفقيرة. ولمعالجة هذه الظاهرة التي استفحلت في السنوات الأخيرة داخل منظومتنا التربوية ، تقترح الدراسة تجنيد الأسرة التربوية من أولياء وأساتذة وإداريين ونفسانيين للقضاء عليها أو على الأقل التقليل منها حتى لا تتحول إلى حق مكتسب للتلاميذ، وتكثيف النصائح والإرشادات والتوجيهات من مستشاري التوجيه لتلاميذ الأقسام النهائية وتحسيسهم بأهمية الدراسة وألاّ يقتصر اهتمامهم على دروس دون أخرى لأن في ذلك مجازفة بمستقبلهم ، مع دعوة الأولياء والتلاميذ إلى الأخذ بما هو رسمي ومعتمد من وزارة التربية الوطنية ، وعدم تصديق ما هو غير رسمي لأن في ذلك انتحار ، وضرورة تنبيه التلاميذ إلى كون الدروس الخصوصية لا تلغي ولا تعوّض الدروس المقدمة من طرف أساتذتهم داخل مؤسساتهم ، والعمل كذلك على تنظيم أوقات المراجعة والاطلاع على الحوليات الخاصة بشهادة البكالوريا التي وضعتها الوزارة الوصية تحت تصرّف التلاميذ وتشمل جميع المواد وكل الشعب .