أكدت أخصائية التغذية بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة، سارة بوشكيط، بأن استهلاك اللحوم في رمضان يجب أن يخضع لقواعد محددة كي لا يضر بصحة الإنسان، خصوصا و أن هذه المادة مكون رئيسي على موائد الكثيرين طيلة شهر الصيام، والكولسترول الذي تتوفر عليه ضروري جدا لإنتاج الفيتامين «د» المهم للجسم و للمناعة. وأوضحت الأخصائية بأنه لا يوجد فرق في الأهمية والفعالية والفائدة بين اللحوم الحمراء والبيضاء، فكل اللحوم مائلة للاحمرار، كما قالت، ولذلك فإن استهلاكها جميعها يخضع لنفس النظام ويجب أن يحتكم لذات التوجيهات، علما أن الوجبة الصحية يجب أن تكون متكاملة ومتوازنة ولا يزيد فيها مركب عن الآخر، سواء تعلق الأمر بالبروتينات أو النشويات أو الدهون، فالبروتينات تعمل على بناء الجسم و الخلايا و العضلات، بينما تعد الدهون مهمة لإنتاج الطاقة و امتصاص و إنتاج ونقل بعض العناصر الغذائية كالفيتامينات، كما أن النشويات مصدر جيد للطاقة ، رغم ذلك تبقى اللحوم، حسبها، أفضل مصدر للبروتينات و الدهون والمعادن، فهي تحتوي على الحديد والزنك والفيتامينات «ب 12» و«ب 9»، لكنها فقيرة في ما يتعلق بالفيتامين «سي»، لذلك يجب أن نرفقها دائما بغذاء مكمل وغني بهذا المركب. وأشارت الأخصائية، إلى أن أهم مكونين في اللحوم البرية، هما الدهون المشبعة التي ترفع من نسبة الكولسترول في الدم والبروتينات التي تتشكل منها هذه اللحوم بنسبة 20 بالمئة، وعليه يجب التأكد جيدا من مصدر اللحوم و من كون الذبائح جديدة وطازجة، قبل تناولها، لأن ذلك يؤثر مباشرة على جودة المادة و على مدى تأثير هذين المكونين على الجسم، فكلما كان اللحم قديما كان أقل صحية و مشبعا بالدهون الزائدة المضرة، أما بالنسبة للدجاج فيعتبر، حسبها، مكونا أقل دسما، لكنه يتوفر أيضا على الكولسترول، بالإضافة إلى ذلك، يعد كبد البقر، أفضل وجبة مغذية للجسم. في ما يتعلق بالأسماك قالت المتحدثة، بأنها تحتوي على دهون غير مشبعة، لذلك فهي مهمة لتخفيض نسبة الكولسترول في الدم و الوقاية من أمراض الدم، ناهيك عن كونها غنية بالفيتامينات، لهذا تعتبر أحسن للجسم من اللحوم البرية، التي تبقى أفضل مصدر لامتصاص الحديد بنسبة تتراوح بين 60 إلى 70 بالمئة، وهي نسبة تفوق بكثير ما يمكنه امتصاصه من المصادر النباتية. و فندت الأخصائية الخطأ الشائع بخصوص العلاقة بين الإكثار من تناول اللحوم والإصابة بالسرطان، مؤكدة بأن هناك دراسات جديدة متخصصة تنفي تماما هذا الطرح، و تشير إلى أن من يستهلكون اللحوم يعدون أكثر ذكاء وصحة، على غرار سكان الإسكيمو، وذلك عكس اللحوم المصنعة التي تبقى مسرطنة بلا شك، وتسبب السكري و أمراض القلب و تصلب الشرايين كالنقانق مثلا، لاحتوائها على بعض المضافات كالمواد الحافظة و النترات و النشاء وغير ذلك، حيث تفيد الدراسات بوجود زيادة بنسبة 37 في المئة في الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي بين الأشخاص الذين يتناولون أكثر من 50 غراما من اللحوم المصنعة في الأسبوع. وعليه تنصح سارة بوشكيط، بعدم تجاوز نسبة 400 إلى 500غرام في الأسبوع، مع وجوب الاهتمام بطريقة الطهي والابتعاد عن الزيوت المهدرجة والتوجه أكثر نحو الشوي أو على الأقل قليها في دهونها « الشحم». ولأن هضم البروتينات يتطلب وقتا يزيد أحيانا عن أربع ساعات، تنصح بمضغها جيدا، مع تجنب تناول السكريات و الفواكه قبل اللحوم، لتجنب الإضرار بالجهاز الهضمي و حدوث الانتفاخ و الغازات و عسر الهضم. وعن حفظ اللحوم، قالت الأخصائية، بأنه يجب ألا تتجاوز درجة الحرارة في الثلاجة 0 إلى 4 درجات مئوية، على أن لا تتجاوز مدة الحفظ ثلاثة إلى أربعة أيام، بالمقابل يمكن حفظها في المبرد، إذا كانت نيئة من 3 إلى أربعة أشهر، أما إذا كانت مطبوخة فلا تحفظ لأكثر من ثلاثة أشهر. هدى طابي