تتوقف القدرة على الصيام خلال فترة الحمل، على الوضعية الصحية للمرأة و هو أمر يفصل فيه الطبيب المعالج عادة، كما تؤكده أخصائية التغذية بمستشفى قسنطينة الجامعي سارة بوشكيط، مشيرة إلى أن التأثير يختلف من سيدة إلى أخرى، فإذا كانت صحة الحامل جيدة، وحملها على ما يرام فيمكنها أن تصوم، أما إذا كانت لا تشعر بأن لديها القوة الكافية على تحمل الصيام، أو كانت تخشى على صحتها، أو صحة جنينها فيفضل أن لا تفعل أو تفطر إن أحست بالحاجة لذلك، كما أن توقيت الصيام حسبها، يلعب دورا مهما أيضا، حيث يزداد خطر الإصابة بالجفاف عندما يتزامن شهر رمضان الفضيل مع فصل الصيف، أي عندما تكون الأجواء حارة، والأيام طويلة. و توضح الأخصائية، بأن التغذية للمرأة الحامل في رمضان مهمة جدا، حيث أن عدم تناول غداء صحي يمثل خطرا عليها و على الجنين، وعندما نتحدث عن صيام الحامل هنا، فنحن نتحدث كما عبرت، عن السيدة التي لا تعاني من مضاعفات مثل السكري و الكلى أو القلب، أي المرأة المرخص لها بالصيام من قبل الطبيب، لأن للصيام مخاطر أو محاذير يتوجب أخذها بعين الاعتبار، فتناول المرأة لكميات كبيرة من السكريات (زلابية، قلب اللوز و غيرها من الوجبات الحلوة ) مع عدم القيام بالحركة قد يتسبب في ارتفاع نسبة السكر في دمها، ولذلك فإن تنظيم الوجبات يعتبر ضروريا بالنسبة لها مقارنة بغيرها من الأشخاص. من جهة ثانية، تؤكد الأخصائية، بأنه يتوجب على السيدة، أن تتجنب الأطعمة التي تحتوي على السموم مثل الأغذية المصنعة والتي تتضمن تركيبتها منكهات و ملونات و مواد مضافة وهو نفس الأمر بالنسبة للأغذية المعلبة في الألمينيوم أو البلاستيك، لأن كل الأغذية التي تتناولها المرأة و هي حامل تمر عبر الدم مباشرة إلى الجنين و قد تسبب له أمراضا و تشوهات خلقية. يجب أيضا، أن تتفادى المعنية الوجبات التي تحتوي على الدهون و المكونات الدسمة خاصة الأطعمة المقلية و أن تعوضها بدهون غير مشبعة مثل زيت الزيتون ، كما لا يجب أن ننسى كما أضافت المتحدثة، أننا نصوم في فترة حرجة بسبب تهديد فيروس كورونا المستجد، لذا يتعين على المرأة الحامل أن تتغذى جيدا و تكثر من الوجبات الصحية التي تحتوي على المعادن و الفيتامينات من أجل تقوية المناعة، و هي مكونات نجدها في الخضر و الفواكه تحديدا وهي أطعمة يشترط أن تطهى بشكل جيد مع التأكيد على وجود كمية كافية من الألياف. قد تعاني الحامل من عسر الهضم و حرقة المعدة، و قد تعاني كذلك من التقيؤ المستمر بسبب ارتفاع سوائل المعدة، ما سيفقدها الشهية و يتسبب في خسارتها لكل العناصر الغذائية التي تناولتها خلال الوجبات، و لهذا السبب يجب عدم تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة و تقسيم الوجبات بين الإفطار و السحور إلى ثلاث وجبات رئيسية زائد لمجة خفيفة، شريطة أن تحتوي هذه الوجبات على نوع واحد من النشويات ( خبز، عجائن ، أرز، أو بطاطا ... ) لأن انعدام النشويات قد يتسبب في انخفاض نسبة السكر في الدم، و يتوجب أيضا عدم التقليل من أهمية شرب الماء الذي يحتاجه جسمها بمعدل 1,5إلى 2 لتر، خلال الفترة ما بين الإفطار إلى السحور. الإفطار يمكن حسب سارة بوشكيط، أن تتناول الحامل خلال الإفطار، قليلا من التمر و اللبن مع حساء خفيف، ثم تنهض لتقوم ببعض النشاطات مثل الصلاة، بعد ذلك تتناول الوجبة الثانية و تكون غنية بالبروتينات الحيوانية و سهلة الهضم مثل الدجاج أو السمك النشويات و بعض الخضر. بعد ساعتين أي خلال (السهرة)، يمكنها أن تتناول لمجة خفيفة مثل الفواكه و المكسرات غير المملحة مع الشاي. السحور يعتبر ثالث وجبة أساسية و يمكن أن يحتوي أيضا على بروتينات مثل الحليب و مشتقاته، إضافة إلى الفواكه مثل الموز الغني بكمية كبيرة من البوتاسيوم الذي يخفف العطش. تناول السوائل يُراعى خلال شهر رمضان أن تحصل المرأة الحامل على كمية مناسبة من السوائل بصورة يومية، لتفادي التعرض لمشكل الجفاف، فهي ستحتاج لزيادة مقدار ما يتم استهلاكه يوميا من السوائل بما يقارب كوب أو اثنين، و يمكن ضمان الحفاظ على رطوبة الجسم خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور من خلال شرب كميات كبيرة من السوائل، وتناول الأطعمة الغنية بها، كالفواكه والخضراوات وأنواع الحساء وغيرها، بالإضافة إلى تجنب تناول المأكولات المحفزة للشعور بالعطش، كالأطعمة المالحة وبخاصة خلال وجبة السحور. تجدر الإشارة حسب المتحدثة إلى أن الصيام يقلل من الاكتئاب و التوتر الذي قد تعاني منه المرأة الحامل بسبب الهرمونات الحملية و يريح الجهاز الهضمي ما يساعد الجنين على النمو بشكل جيد، شريطة أن تتغذى الحامل جيدا بعد الإفطار كي لا تتعرض لمضاعفات و مخاطر مثل فقر الدم .