تعرف كل المسابح الجواريةبقسنطينة وضعية متدهورة جدا،بينما سجلت المشاريع الجديدة تأخرا كبيرا في الإنجاز وذلك بسبب عراقيل تقنية وإدارية ومالية، حالت دون استفادة سكان الولاية لسنوات من هذه المنشآت، فيما تراهن السلطات على ترميم بعض الأحواض الجوارية، وكذا استلام مسبحين نصف أولمبيين بعلي منجلي وشعبة الرصاص. وتتوفر ولاية قسنطينة على 12 مسبحا جواريا ذات طول 18 مترا، لكن وضعيتها متدهورة جدا ولم تستغل منذ سنوات، فبلدية قسنطينة تتوفر على 3 منها بكل من المنصورة وزواغي وحي بوالصوف، غير أنها لم تستفد من أي عملية ترميم رغم توفير أغلفة مالية مهمة من طرف البلدية دون أن تستغل. ويوجد مسبح جواري واحد بكل من علي منجلي والخروب وزيغود يوسف وبلدية ابن باديس وابن زياد وكذا في بكيرة ببلدية حامة بوزيان وآخر بعين سمارة وأولاد رحمون، لكنها هي الأخرى في وضعية متدهورة جدا وغير مستغلة، وفق ما أكد تقرير مفصل للجنة الشباب والرياضة بالمجلس الشعبي الولائي. وعرضت اللجنة، تحقيقا بالصور حول الوضعية المسجلة، إذ بدت هذه المنشآت في وضعية كارثية، فعلى سبيل المثال فإن غرف الملابس الخاصة بالمسبح الجواري للخروب متدهورة جدا، وهو نفس الأمر المسجل في أشغال النجارة والترصيص والكهرباء وغيرها، كما لاحظت اللجنة انعداما تاما للتهيئة الخارجية، فيما وصفت وضعية تجهيزات المنشأة من الناحية التقنية بغير المطابقة للمعايير المعمول بها. وبالنسبة لمسبح بلدية بن باديس، فقد سجل تدهورا كبيرا على مستوى الحوض، ناهيك عن عدم مطابقة التجهيزات وقوانين السلامة المعمول بها، وذلك في التغطية العمودية والصرف الصحي وفتحات المياه، كما سجل أيضا عدم الاعتناء بالمساحات الخضراء، لكن اللجنة وصفت وضعية غرف الملابس بالمقبولة. وسجل نفس الوضع بكل المسابح البلدية الأخرى في حين سلط المجلس الشعبي الولائي الضوء على مسابح الخواص وعددها 6، حيث ورد في التقرير أن وضعيتها جيدة جدا وغالبية سكان الولاية يقصدونها للراحة والاستجمام، وهو ما كان محل انتقاد المنتخبين الذين تساءلوا عن أسباب إهمال الممتلكات العمومية طيلة هذه السنوات ما أدى،مثلما قالوا، بالأطفال إلى السباحة في مفترقات الطرق والبرك المائية وحتى السدود المجاورة. وتعرف المشاريع المخصصة لإنجاز مسابح تأخرا كبيرا في الإنجاز وهو ما سجل بالمسبح نصف الأولمبي بعلي منجلي، الذي انطلقت به الأشغال قبل أزيد من 10 سنوات دون أن يجسد، حيث علق أحد المنتخبين بأن هذا المرفق سجل عندما كان يقطن بالمدينة سوى 50 ألف نسمة، لكن عدد السكان تضاعف بعشر مرات دون أن يرى النور، كما تساءل آخرون عن المسبح الأولمبي سيدي مسيد الذي توقفت به الأشغال منذ سنوات. وأحصت لجنة الشباب والرياضة، المشاكل التي حالت دون استغلال المنشآت أو استكمال المشاريع، حيث ورد في التقرير أن المسابح تتطلب الإمداد بالمياه بشكل يومي وبكميات معتبرة لكن الخزانات غير متوفرة، كما سجل عدم استغلال الفائض من المياه والتخلص منه مباشرة في الصرف الصحي، دون إمكانية استرجاعه أو إعادة استخدامه مرة أخرى. ولفتت اللجنة، إلى وجود نقص فادح في التسيير وطول فترة تحضير ملفات الدراسات التنفيذية للمشاريع، كما لاحظت غياب التنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة، فضلا عن سوء تقدير التكلفة التقديرية للمشاريع، وهو ما يؤدي إلى إلغاء الصفقات الموجهة للمسابح ناهيك عن عدم الاستفادة من الغلاف المالي للتكلفة التقديرية لكل العمليات، ما يؤدي بحسب المنتخبين، إلى تأجيل الإنجاز أو تقسيم المشروع إلى عدة حصص. وتعاني قسنطينة، من عجز كبير في عدد المسابح، حيث أن المعايير المعمول بها تنص على إنجاز مسبح أولمبي لكل 60 ألف نسمة، فضلا عن منشأة نصف أولمبية لكل 35 ألف نسمة، غير أن الولاية التي تجاوز عدد سكانها مليون و 200 ألف نسمة، تتوفر على مسبح أولمبي وحيد على مستوى بلدية قسنطينة. وأكد الوالي أحمد ساسي عبد الحفيظ في تدخله، أن التقرير الذي ورد في الملف موضوعي، ووجب التكفل مثلما قال، بالمسابح الجوارية في الميزانيات المقبلة لكن على مراحل إذ أن المشكلة تكمن في عدم توفر الأموال، فيما ذكر ممثل مديرية الشباب والرياضة أنه سيتم إطلاق مناقصة لتهيئة مسبح الخروب، كما أفاد الوالي أن المسبح الجواري بالوحدة الجوارية 8 بعلي منجلي قد استفاد من غلاف مالي من الصندوق الوطني للمبادرات الرياضية وسيتم ترميمه بعد استيفاء كل الإجراءات الإدارية. وبخصوص المسبح نصف الأولمبي بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، أوضح الوالي، أنه تمت مراسلة وزارة المالية بخصوص الغلاف المالي اللازم واستجابت للطلب، إذ انطلقت الأشغال مؤخرا لكنه أكد أنه لن يستلم في هذا الصيف، مشيرا إلى أن الولاية تراهن أيضا على استلام مشروع مسبح المركب الرياضي بحي شعبة الرصاص.