وجه رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، أمس السبت بقالمة، انتقادات حادة لمن وصفهم بالمتشائمين من مستقبل البلاد، و الداعين إلى مقاطعة المواعيد الانتخابية، و دعاهم إلى الكف عن زرع الفتن و اليأس بين المواطنين، و التشكيك في جهود و نوايا بناء الجزائر القوية، متسائلا هل يملك هؤلاء المتشائمون حلولا لمشاكل البلاد الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية؟، فيما أكد، من الطارف، أن التشريعيات المقبلة تبقى محطة حاسمة في تاريخ الجزائر المعاصرة للقضاء على الممارسات السابقة وإرساء قواعد الممارسة الديمقراطية. و أضاف عبد العزيز بلعيد في تجمع شعبي انتخابي بدار الشباب محمدي يوسف بمدينة قالمة، بأنه ليس من السهل تجاوز 20 عاما من التسيير الفاشل في كل القطاعات، لكن في المقابل يجب ان يتقاسم الجميع المسؤولية تجاه ما حدث من إخفاقات، و العمل على طي صفحة الماضي، و التوجه نحو مستقبل جديد مبني على التعاون و المساعي الحسنة، داعيا من وصفهم بأصحاب النوايا السيئة إلى أن يسكتوا و يتوقفوا عن زرع اليأس، فالميدان اليوم كما قال للكلمة الطيبة الجامعة، و للعمل الجاد لتحريك عجلة النمو، و المحافظة على مساحة الجزائر و حدودها و وحدتها، حتى لا يقع لها ما يقع اليوم لبلدان عربية تعاني التقسيم و الحروب الأهلية و التدخل الأجنبي السافر. و جدد رئيس جبهة المستقبل موقف حزبه الثابت تجاه المؤسسات الدستورية، و قال بأن تسيير البلاد بقانون ناقص خير من تسييرها بلا قانون، مضيفا بأن دعاة المراحل الانتقالية قد فشلوا، و أن المؤسسات الدستورية للدولة تبنى اليوم بثبات و بجدية و صدق، و على الطبقة السياسية أن تعمل على أخلقة العمل و احترام حقوق الإنسان، و نشر السلم و الأمل و تحقيق الاستقرار، و بذل المزيد من الجهد لتجاوز التركة الثقيلة التي خلفتها سنوات طويلة من التسيير الفاشل لشؤون البلاد. و قال عبد العزيز بلعيد بأن مرشحي حزبه في الانتخابات التشريعية ليسوا بالضرورة الأحسن فهناك كفاءات نظيفة بقوائم أخرى، و على الناخبين أن يحسنوا الاختيار لتشكيل برلمان قوي، و بداية عهدة وطنية تدافع عن الجزائر و تساهم بقوة في بنائها و التخفيف من وطأة 20 عاما من الوهم. و خلص المتحدث إلى القول بأن الوعود و منابر الحراك خيال و وهم و المسؤولية شيء آخر، و ليست بالأمر الهين كما يعتقد البعض، مشيرا إلى فشل الكثير من خريجي الحراك عندما أوكلت لهم مهمة تسيير بعض الهيئات و الدوائر الوزارية. وأشار بلعيد في تجمع شعبي نشطة، مساء أمس بقاعة بتشين بمدينة الطارف، أن حزبه اختار من الكفاءات والإطارات الشابة لخوض سباق لإحداث التغير الحقيقي والقطيعة مع ممارسات الماضي بطريقة حضارية عن طريق المشاركة القوية في الانتخابات التشريعية لتحقيق تطلعات الشعب في التكفل باحتياجاته المعيشية، داعيا في سياق متصل إلى دعم الجبهة الداخلية والحفاظ على الاستقرار الذي يعمل حزبه، على حد قوله، على تكريسه من خلال المشاركة الفعالة في الاستحاق المقبل لإرساء المؤسسات الدستورية للدولة على أسس ديمقراطية بغرض تعزيز اللحمة الوطنية و دعم ركائز الجزائر الجديدة ورص الصف الوطني حفاظا على الأمن والطمأنينة و الاستقرار السياسي في ظل الرهانات والتحولات الجارية ،لإحباط كل المؤامرات والدسائس التي تحاك بالجزائر من قبل أطراف ودوائر خارجية وداخلية. وأضاف بلعيد أن التشريعيات المقبلة تبقى فرصة كبيرة أمام المواطنين لقول كلمتهم لإحداث التغيير السلس عن طريق الصندوق لاختيار ممثليهم في البرلمان الجديد، مشددا من جهة أخرى على ضرورة رحيل الأشخاص الذين أكدوا فشلهم في التسيير وفي الحياة السياسية، مع حرصه على أهمية مواصلة الجهود على أخلقة العمل السياسي واحترام الحريات وحقوق الإنسان وفتح الأبواب دون إقصاء لكل من له رغبة في المساهمة في بناء الجزائر الجديدة بتضافر جهود الجميع لحلحلة المشاكل الاجتماعية التي يعيشها المواطن كالسكن والبطالة من خلال اختيار مرشحين في المستوى في البرلمان، مردفا أن حزبه قدم قوائم تظم خيرة إطاراته الشابة لخوض غمار التشريعيات.