تتجه أنظار متتبعي بطولة ما بين الجهات عشية اليوم صوب ملعب الشهيد عميروش بجيجل، الذي سيحتضن «داربي» المدينة، بين شباب حي موسى و»النمرة»، في قمة تعد بمثابة المنعرج الحاسم في مصير لقب المجموعة الثالثة للجهة الشرقية، على اعتبار أن شباب جيجل يحتل صدارة الترتيب، ويبقى مطالبا بالفوز لمد خطوة إضافية نحو المنصة، بينما يسعى أبناء «الفيلاج» لكسب الرهان في الصراع الثنائي على الزعامة الكروية بالولاية، وذلك بعد رهن نسبة كبيرة جدا من حظوظهم في الصعود، إثر اكتفائهم بالتعادل في لقاء تسوية الرزنامة ببئر العرش. هذا «الداربي»، كفيل بتوضيح الرؤية أكثر حول معطيات معادلة الصعود، لأن شباب جيجل يقود السباق بفارق نقطة واحدة عن الوصيف أولمبي مجانة، الأمر الذي يضعه أمام خيار وحيد، يتمثل في حتمية الفوز للمحافظة على الصدارة، وتفادي أي «سيناريو» لا تحمد عواقبه في آخر منعرج من البطولة، ولو أن المأمورية لن تكون سهلة، خاصة وأن شباب حي موسى لا يفرط في النقاط بمعقله، دون تجاهل طابع «داربي» وخصوصياته، لأن اللعب في غياب الجمهور لم يمنع أنصار الفريقين من صنع أجواء مميزة في الشوارع عشية هذه القمة. تواجد الرائد على صفيح ساخن، لا يعني بأن الطريق معبد أمام الوصيف أولمبي مجانة لخطف الصدارة، بل أنه سيخوض واحدا من أعسر الاختبارات، وذلك بالتنقل إلى القرارم لملاقاة النجم المحلي، في قمة النقيضين، التي لا تقبل نقاطها القسمة على اثنين، لأن الأولمبي ملزم بالتمرد على المنطق، والعودة إلى الديار بكامل الزاد، إذا ما أراد الإبقاء على حظوظه في الصعود قائمة، بينما يبقى أهل الدار مجبرون على عدم التفريط في أي نقطة للتشبث بأمل «النجاة»، كونهم يتواجدون ضمن قائمة المهددين بالسقوط إلى الجهوي، وهي معطيات تبقى باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، والتنافس مرشح لبلوغ الذروة. بالموازاة مع ذلك، سيكون حامل الفانوس الأحمر شباب بئر العرش في خطر بمنعرجات برهوم، لأن بعث حظوظ البقاء يمر عبر النجاح في تفجير المفاجأة، والعودة بانتصار من خارج الديار، مادامت أي نتيجة غير الفوز ستزيد في تعقيد «العرايشية» في مؤخرة الترتيب، سيما وأن نجم بوعقال سيستفيد من عامل الأرض في لقائه مع اتحاد سطيف، على اعتبار أن تجاوز عقبة «القرونة» كفيل بترسيم البقاء، والخروج نهائيا من منطقة الخطر.