قال، أمس الاثنين، عبد الله جاب الله رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، إن خيار المشاركة في التشريعيات القادمة، و رفض المقاطعة «الدائمة»، نابع من عقيدة الحزب التي تستند إلى المرجعية الدينية وثوابت الهوية الجزائرية، وكذلك للعمل على تحقيق مطالب الشعب في حال الحصول على أغلبية الأصوات التي تسمح بتشكيل كتلة برلمانية قوية، أو التقليل من الضرر والتخفيف من حدة الأزمات، في حال عدم الظفر بالأغلبية. وأشار، عبد الله جاب الله، في كلمة ألقاها خلال التجمع الشعبي المنظم بدار الثقافة محمد بوضياف بولاية برج بوعريريج، إلى عدم جدوى المقاطعة الدائمة التي تفسح كما قال للسلطة لتفعل ما تشاء مستغلة عزوف مجموعة لا يستهان بها من المواطنين، من تأدية مهامها في معارضة الظلم والفساد من منطلق اليأس وحجج صعوبة التغيير انطلاقا من التجارب السابقة للانتخابات التي لم تحقق بحسبهم مطلب التغيير، و استدل في جزء هام من كلمته التي ارتكزت على تقديم أهم المبررات لاتخاذ قرار المشاركة في الانتخابات، على أدلة شرعية مستشهدا بآيات من القرآن الكريم، و من تجارب الحزب في المقاطعة. وأضاف، رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، أن حزبه كان من دعاة المقاطعة في استحقاقات انتخابية، و في عديد المرات لما كانت مطلبا ملحا، متسائلا إن كان خيار المقاطعة في التشريعيات القادمة «سليما ونافعا « وهل « المقاطعة الدائمة من الخيارات التي يرضى عنها المولى، فيجازي صاحبها بالثواب، وتكون أداة لتبرئة الذمة من أداء الرقابة على السلطة»، مضيفا أن طرح الموضوع بهذه الصورة هو الأجدر والأنفع، و بالأخص البحث عن واجبات الإنسان في الشريعة، و وظائفه المحصورة كما أكد عليه في ثلاث نقاط رئيسية، ولعل من أبرزها في ما يتعلق بالحياة السياسية، وظيفة عمارة الأرض و تنظيم الحياة، وهي وظيفة خاصة بالإنسان كما أضاف و بها «استحق التكريم والتفضيل على سائر المخلوقات»، مشيرا إلى أن المشاركة في السياسة والدفاع عن قيم وتعاليم الدين و مقومات الأمة، والتخطيط لصلاحها ورفاهها من بين الأدوار الأساسية للأحزاب السياسية و حزبه الذي يناضل كما قال بفضل مناضليه وإطاراته لتقديم البديل «النافع»، ومجابهة الظلم والتخفيف من الضرر وتقليل الشقاء على مستوى المعيشة وفي الجانب الاقتصادي وعلى مستوى السياسات والبرامج المختلفة والقوانين، ليأمنوا على أموالهم وحياتهم ويؤسسون لبناء مؤسسات دولة قوية وذات مصداقية. واعتبر جاب الله من يفضلون السكوت والانسحاب بداعي اليأس من بلوغ مسعى الإصلاح في ظل الصعوبات، مساهمين بطريقة أخرى في تأييد الرأي الواحد، ما يطيل من عمر الأزمات، و يزيد من تأزم الوضع حتى على مستوى الأفكار والمقترحات، مضيفا أن وظيفة تنظيم الحياة من أهم المبادئ ليس من الجانب الشرعي فقط، بل في الفقه الدستوري الديمقراطي أيضا في الكثير من البلدان، كون الأمة هي صاحبة الحق في الحكم، وأن الشعب هو من له الحق في انتخاب من ينوب عنه في إدارة الحكم، ليرعى حقوقه ويحكم بالعدل لتأتي الحقوق الأخرى تباعا، مضيفا أن حزبه اختار المشاركة في الانتخابات قصد «التأسيس لنظام حكم راشد و شرعي وحريص على خدمة الأمة»، و من ذلك اختيار المسار الديمقراطي وتفضيله على التزوير والتعيينات في النظم الملكية عن طريق التوريث. و دعا، عبد الله جاب الله إلى تجنب الاختيارات القائمة على أسس جهوية و عروشية، والتفكير في مستقبل البلاد، بتمكين الشعب و توعيته على ممارسة دوره في اختيار من يرضون عليه على أساس الكفاءة والخبرة والأمانة، مضيفا أن الجميع أمام امتحان وعليهم أن يحسنوا الاختيار، مرافعا لبرنامج حزبه القائم كما قال على رؤية و نضال مستمر ودائم. و أكد رئيس جبهة العدالة والتنمية، خلال تجمع شعبي بسطيف، أن سر قوة أي دولة هو الالتزام بمبدأين رئيسيين هما: عدالة النظام القانوني وصلاح المسؤولين عن الحكم، وذلك حتى يتسنى تحقيق الهدف الرئيسي وهو تطبيق وتجسيد العدالة بين الناس. وأضاف جاب الله أن التشريعيات المقبلة تعتبر محطة هامة من أجل بلوغ المبدأين، لأنها ستسمح للمواطنين باختيار أفضل الممثلين في مؤسسة مهمة من مؤسسات الدولة. وأشار مسؤول الحزب، أن الوقت قد حان لتطبيق بيان أول نوفمبر واقعيا، والذي ينص على بناء دولة ديمقراطية على ضوء المبادىء الإسلامية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أهمية إحداث القطيعة مع الماضي، في سبيل المضي قدما نحو تحقيق حلم الشهداء والمجاهدين في بناء دولة عصرية تحترم حقوق مواطنيها، وتسهر دائما على تلبية طموحاتهم دون ممارسة الإجحاف والظلم. وأبرز جاب الله أهمية المشاركة القوية في الموعد الانتخابي المقبل، في سبيل غلق الطريق أمام حدوث أي عمليات تزوير في إرادة الناخبين، وداعيا الحاضرين إلى التصويت على أفضل المرشحين، ممن يكون بمقدورهم تحمل المسؤوليات الصعبة في المرحلة القادمة.