إعترفت جريد الأهرام المصرية في عددها ليوم أمس ( السبت) بحادثة رشق حافلة الفريق الوطني الجزائري بالحجارة يوم 10 نوفمبر بالقاهرة بعد خروجها من المطار وقبل وصولها إلى فندق إقامة البعثة الرياضية الجزائرية. كس ما أجمعت عليه حملة الزور و البهتان التي تحالف حولها الإعلام المصري ومسؤولي الرياضة بهذا البلد من محاولة اتهام عناصر الفريق الجزائري المصابين جراء رشق حافلتهم بالحجارة من طرف أنصار مصريين متعصبين بأنهم قاموا بجرح أنفسهم قصد ربح مباراة التأهل لكأس العالم دون لعبها، اعترف أمس الكاتب الكبيرورئيس مجلس ادارة بجريدة الأهرام الدكتور عبد المنعم سعيد في موضوع بعنوان " تشريح الأزمة مع الجزائر" بأن حافلة الفريق الوطني الجزائري تعرضت للرشق بالحجارة يوم 10 نوفمبر قبل مباراة القاهرة يوم 14 نوفمبر ، و اعتبر هذه الحادثة أحد الأسباب الكبيرة لزيادة التوتر بين الجزائر و مصر. و ذكر الكاتب بالحرف الواحد :" إن الأزمة التي بدأت موضوعيا بأحداث جرت في الجزائر قبل شهور صعدت في سلم التأزم بموقف محدد قبل المباراة بأربعة أيام ( 10 نوفمبر) ، و تحديدا مع تعرض حافلة المنتخب الجزائري للرشق بالحجارة أثناء انتقاله من مطار القاهرة إلى الفندق الذي أقام فيه اللاعبون . و نجاح رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة في إقناع الإتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا بإدراج المباراة تحت بند عالية المخاطر بحيث حضر المباراة عدة مراقبين دوليين و ليس مراقب واحد" طبعا هذا الإعتراف ليس له أي قيمة لأنه جاء متأخرا جدا ، و لأنه لن يغير من الواقع شيئا ، و لكنه يخزي الذين ما زالوا من المصريين لا يستحون و يواصلون تداول ما اصطلحوا عليه " حدوثة حافلة الفريق الجزائري" التي أضحكت عليهم العالم أجمع و جعلتهم مسخرة بين الشعوب لأن المصريين تحالفوا على الكذب بطريقة سخيفة لا يمكن أن يصدقها أحد حتى بدون أدلة ، فما بالك و الحادثة موثقة بصورة وصوت أجهزة إعلامية غير جزائرية. ثم إن الإعلام المصري لم يكتف بالخزي الذي جلبه على نفسه و على بلده من حادثة " الحدوثة " بل ابتدع حدوثة أخرى يتهم فيها المناصرين الجزائريين بالإعتداء على المناصرين المصريين بعد مباراة تأهل الخضر للمونديال بملعب المريخ بالخرطوم، و قد صور الإعلام المصري المرئي و المكتوب و لازال مشهد أجواء ما بعد المباراة في شكل مناصرين مصريين يشبهون النعاج التي تطاردها ذئاب جزائرية جائعة عبر شوارع الخرطوم ..! فهذا المخيال الخصب جدا في اتجاه سالب و رغم الباطل الذي يسوقه يطعن في شهامة و رجولة المصريين ، فحتى لو فرضنا أن ما حدث صحيح فهل يعقل أن كرامة آلاف المصريين تهان بالشكل الذي يلفق به و لا يوجد مصري واحد له من الشجاعة و المروءة ما يجعله يتصدى للإهانة ؟ طبعا نحن لا نشك في شهامة المصريين و شجاعتهم و لا نتصور أبدا أنهم يقبلون أن يوضعوا في المشهد البايخ الذي وضعهم فيه إعلامهم. و الحق يقال أننا كنا ننتظر و لا زلنا أن تظهر أصوات مصرية شجاعة تقول لمروجي الجبن بالباطل عن أبناء مصر كفوا ألسنتكم فأنتم تسيئون إلينا و تلطخون سمعتنا بكذبكم المفضوح.