حملة في فضائيات "أم الدنيا" ومسرحية فرعونية على "دماء لاعبي الخضر" حجار: لاعبو الخضر ليسوا وحوشا لتعمد الإصابة خرافات السائق: "بلومي كان مع اللاعبين وكسر نوافذ الحافلة" حاولت وسائل الإعلام المصرية المرئية والمسموعة وكذا اليوميات الصادرة أمس، مغالطة الرأي العام ببث معلومات خاطئة حول الاعتداء الذي استهدف حافلة الخضر في طريقها إلى الفندق، ووصلت التعاليق التي بثتها وسائل الإعلام المصرية إلى حد اتهام لاعبي الخضر بكسر نوافذ الحالفة ونزع المقاعد، وتعمد الإصابة، في محاولة يائسة لتبرير إخفاق المصريين في ضمان الأمن للخضر. واستخدمت إحدى القنوات شهادة سائق الحافلة وذلك بعد أن عاد من مركز الشرطة في القاهرة أين تعرض للاستجواب طيلة ساعات أين حرصت الشرطة المصرية على إفهام السائق بالكلمات التي يجب عليه أن يقولها أمام وسائل الإعلام. اجتمعت وسائل الإعلام في مصر لاسيما القنوات الفضائية على فبركة سيناريو للاعتداء الذي استهدف لاعبي الخضر، وراحت القنوات المصرية تتفنن في بث التحاليل والقراءات لتحريف الحقائق وإبعاد التهمة عن مناصري الفراعنة، و التأكيد أن لاعبي الخضر هم ما قاموا بكسر النوافذ ونزع المقاعد، وتعمد الإصابة، وهو سيناريو لا يجيده إلى المصريين، الذين ألفوا وضع هذه المشاهد في أفلامهم ومسلسلاتهم. وأكثر من ذلك حاولت بعض الفضائيات المصرية التشكيك في صحة الحادث في المهلة الأولى، قبل أن تتراجع عن ذلك بعد توالي الصور حول الحادثة، لتعود هذه الفضائيات بعدها لتحاول إلصاق تهمة الاعتداء على حافلة الخضر" لأنصار المنتخب، واعتبرت أن الحادثة هي مسرحية نسجها مسؤولو كرة القدم في الجزائر. واستعانت بعض الفضائيات بأقوال المدعو خيري حسن موسى سائق حافلة الخضر، والذي راح يختلق الأكاذيب حول الحادثة وذلك بعد خروجه من مقر الشرطة في القاهرة أين خضع لاستنطاق من فريق المباحث المصري، وقال السائق المصري "إن بعثة المنتخب الجزائري افتعلت واقعة تعرضهم لاعتداء فور وصولهم مطار القاهرة بل وقاموا بتحطيم زجاج حافلتهم من الداخل". وهو كلام يذكرنا بما قاله سائق حافلة المنتخب الوطني بعد الأحداث التي وقعت في 1989، وتم حينها اتهام اللاعب لخضر بلومي. والغريب في الأمر أن مبعوث قناة "نيل سبور" نقل عن سائق الحالفة انه شاهد شخص يكسر نوافذ الحافلة، ولما استفسر الصحفي عن هوية هذا الشخص، رد السائق "هو لخضر بلومي كان يقوم بذلك" أمام دهشة الصحفي الذي لم يصدق ما سمعه، وراح يعاود الاستفسار بالقول "هذا اتهام خطير كيف عرفت انه لخضر بلومي" رد السائق "لم أكن اعرفه من قبل لكنني شاهدت صورته"... دون أن يقول أن شاهد صورته في مقر الشرطة المصرية. وراح سائق الحافلة في فبركة تفاصيل الواقعة وأشار لقناة "مودرن سبورت" عن تعرضه للضرب من قبل وزير الشباب والرياضة وتمزيقه لقميصه، مشيرا إلى انه قام بإيقاف الحافلة ونزع مفتاح المحرك لإثبات الاعتداء، وأضاف خيري "خرجنا من المطار بسلام، وكانت هناك بعض الجماهير المصرية التي تهتف باسم مصر فقط، ولكن عندما اقتربنا من الفندق حدثت واقعة تحطيم الزجاج". من جانبها كتبت يومية الجمهورية "المصرية" أن التحقيقات الأولية التي أجرتها الشرطة المصرية اكدت أن لاعبي الجزائر وراء تحطيم الحافلة الخاص بهم، وليست الجماهير المصرية التي اتهمت برشق الحافلة بالحجارة، دون أن تشير إلى الاصابات التي تعرض لها اللاعبون، خاصة خالد لموشية الذي نقل على جناح السرعة إلى المستشفى وتطلبت حالته وضع سبع غرز، فيما وضع رفيق صايفي أربع غرز على اليد. وذكرت صحيفة "الأهرام" الواسعة الانتشار أن اللاعبين هم من ألحق الضرر بالحافلة، قائلة "قام بعض اللاعبين بتهشيم زجاج الحافلة مدعين أنهم هدفا لرمي الحجارة". أما صحيفة "الشروق" فاعتبرت أن الحادثة بأكملها "ملفقة" . حجار يرد على خرافات المصريين من جانبه رد سفير الجزائر في القاهرة عبد القادر حجار، على خرافات المصريين، بالقول "بان لاعبي المنتخب الجزائري ليسوا وحوشا حتى يتعمدوا الاصابة" و أضاف لعضو في الاتحاد المصري لكرة القدم "هل يعقل ان يقوم لاعب كرة قدم بكسر نوافذ الحالفة وتعمد الاصابة"، مشيرا بأنه قام باحتجاج رسمي لدى السلطات المصرية وطالب بتوفير اقصى ظروف الأمن لأعضاء البعثة الرياضية الجزائرية والجماهير التي تدفقت على العاصمة المصرية في الأيام الأخيرة و توالت ردود أفعال المسؤولين المصريين على رأسهم رئيس المجلس القومي للرياضة في مصر حسن صقر، الذي شجب "محاولة إلحاق الضرر ببعثة المنتخب الجزائري لكرة القدم" وقال صقر في تصريحات للتلفزيون المصري نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية مساء الخميس نشجب أي محاولة لإلحاق الضرر بالبعثة الجزائرية، رغم انه حاول تحريف الحقائق بالتأكيد على اعتقاده بأن الحقيقة ليست كما نقلتها وسائل الإعلام. وكان مصدر مسؤول بالاتحاد المصري لكرة القدم، قد اكد تعرض الحافلة المقلة لبعثة المنتخب الوطني للرشق بالحجارة من قبل بعض المجهولين مما أسفر عن إصابة لاعبين في صفوف المنتخب الجزائري كانوا بجوار نافذة الحافلة. وحاول بدوره التخفيف من حدة الاصابات التي تعرض لها لاعبوا المنتخب الوطني، بالقول "أن الإصابات التي تعرض لها نجمي المنتخب الجزائري عبارة عن إصابات طفيفة و لا تستدعي القلق ، قامت بعض وسائل الإعلام بالمبالغة في عرضها" . وذكرت بعض الاوساط الاعلامية امكانية انسحاب الجزائر من المباراة، واشارت قناة "الجزيرة الرياضية" بان محمد راوراوة "هدد بالانسحاب وعدم اجراء اللقاء بعد حادثة الاعتداء على لاعبي المنتخب الوطني"، وهو نفس الخبر الذي رددته القناة الفضائية "العربية" التي قالت "ان هناك نيه لانسحاب منتخب الجزائر من مباراته مع المنتخب المصري، على اثر واقعة الاعتداء على حافلة كانت تقل الفريق بعد وصوله للقاهرة واصابة بعض اللاعبين" .واشارت القناة بان مسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ربطوا اتصالات وزير الرياضة الهاشمي جيار لاقناعه بعدم الانسحاب من المباراة.