الجزائر والرباط تتفقان على بعث اللجنة العليا المشتركة تم الاتفاق بين الجزائروالرباط على بعث اللجنة العليا المشتركة و تفعيل المبادلات الرسمية مع تأجيل القضايا الخلافية إلى تاريخ لاحق. وأعلن وزير الخارجية والتعاون للمملكة المغربية سعد الدين العثماني عقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بإقامة جنان المفتي في العاصمة أن انعقاد اللجنة المشتركة العليا الجزائرية-المغربية سيكون في غضون 2012 بالرباط كما اتفق البلدان على استمرار التشاور السياسي بينهما بطريقة منتظمة من خلال وزيري الشؤون الخارجية للبلدين بوتيرة لقاءين في السنة. وتوجت الزيارة أيضا باتفاق إنشاء لجان مشتركة في مختلف القطاعات من أجل القيام ب”تقييم منتظم” لتعاونهما مشيرا إلى أن الهدف من هذه العلاقات الثنائية القطاعية هو “تعميق التعاون و توسيعه لمصلحة البلدين و الشعبين”. وبدا المسؤول المغربي في ختام زيارته للجزائر راضيا بما حققته الزيارة الأولى له إلى الجزائر والتي وصفت بزيارة كسر الحواجز النفسية ، استعدادا للمضي إلى الأمام رغم الخلافات العميقة بين البلدين، وقال بهذا الخصوص هذه ليس إلا بداية و لا ندعي أننا سنحل كل المشاكل بعصا سحرية” مشيرا إلى وجود “إرادة صادقة” و “تعليمات صارمة” من قائدي البلدين للمضي في مجال التعاون الثنائي إلى الأمام “تنويعا و تعميقا”. و ذّكر رئيس الدبلوماسية المغربية بنتائج المحادثات التي جمعته الاثنين مع وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي حيث تم الاتفاق على تفعيل الخطوات التي تمت من قبل على مستوى التعاون القطاعي لا سيما في مجالات الفلاحة و الشباب والرياضة و الماء و الطاقة و توسيع هذا التعاون إلى قطاعات جديدة. فيما تم ترك القضايا الخلافية إلى مرحلة مقبلة و أضاف قائلا “سنحاول أن يشمل التعاون في المرحلة المقبلة جميع القطاعات بدون استثناء و سنبدأ قريبا بقطاع الإعلام”. و أعتبر العثماني زيارته إلى الجزائر “صفحة و مرحلة جديدتين” في مسار العلاقات الجزائرية-المغربية. وقال بهذا الخصوص “ نحن مؤمنون بأن مستقبل المغرب في علاقات متميزة و أخوة كاملة مع الجزائر و مستقبل الجزائر في علاقات متميزة و أخوة كاملة مع المغرب”. وقال في تصريح للصحافة المغربية حمل أيضا رسالة من العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى رئيس الجمهورية تتعلق بالعلاقات بين البلدين وذكر أن الرئيس بوتفليقة كلفه بدوره بنقل تحية خاصة وتقدير للعاهل المغربي “. و في مقر حركة حمس التي التقى فيها بقيادتها عقب مباحثات أخرى مع قيادة الافالان، قال وزير الخارجية المغربي إلى انه حصل على دعم من قبل العاهل محمد السادس لتكون الجزائر أول بلد في أجندة زياراته وذكر بهذا الخصوص “لقد تشاورت مع جلالة الملك و رئيس الحكومة، وكان قرارنا أن تكون الجزائر أول محطة للخارجية المغربية، فاتصلنا مع إخواننا الجزائريين، ولم يستغرق الرد بالقبول أكثر من عشر دقائق و اعتبر ذلك دليلا واضحا عن إرادة الجانبين تخطي كل العقبات، وهناك وضع يجب تجاوزه”. وأعلن الموفد المغربي تمسك الرباط بتحقيق الوحدة المغاربية ، وقال عقب لقاء جمعه برئيس حركة مجتمع السلم اتجاه بلاده نحو مجلس التعاون الخليجي لن يكون على حساب إتحاد المغرب العربي ،وأضاف مجلس التعاون لن يكون بديلا عن إتحاد المغرب العربي . وعاد الوزير المغربي في لقاء بالصحافة بمقر حركة حمس إلى مقترح عقد اجتماع للجنة العليا المشتركة، مشيرا أن ملف فتح الحدود البرية والملف الأمني محل بحث وذكر أنه تم تناول الملف خلال لقاءاته بصفة غير رسمية ، ثم استدرك أن “مقاربتنا الدبلوماسية تقر بالبدء “فيما اتفق حوله، يليه فتح تدريجي لملفات محل خلاف، لأن زيارة واحدة لا تكفي”. و علق على سؤال بخصوص حظوظ الإسلاميين الجزائريين في الانتخابات المقبلة بالقول أنه “يحترم خيارات الشعب الجزائري وأي حزب يفوز سنتعامل معه بصفة طبيعية”.