أعطى والي الطارف من بلدية بن مهيدي، إشارة انطلاق الحملة الوطنية للوقاية من خطر الفيضانات و التي جندت لها إمكانيات مادية و بشرية ضخمة بمشاركة البلديات و كل القطاعات و المؤسسات المحلية المعنية. و ذكر والي الولاية، حرفوش بن عرعار، أول أمس، عن إحصاء 189 نقطة سوداء على مستوى الولاية، تشكل خطرا في حدوث الفيضانات خلال المواسم الماطرة بالتجمعات السكانية و غلق الطرقات نتيجة لتراكم المياه و السيول على حواف الطرقات و كذا انسداد المجاري المائية و ترسب الوديان و شبكات التطهير و تصريف مياه الأمطار و البالوعات، زيادة على الرمي العشوائي للردوم و بقايا البناء التي تعيق سيلان المياه. مسديا تعليمات للقائمين و القطاعات المعنية و الجماعات المحلية، من أجل تجنيد و تسخير كل الإمكانيات لتنظيف المحيط و القضاء على النقاط و جهر المجاري و الأودية و الشبكات المختلفة طيلة فترة الصيف، في إجراء استباقي للتخفيف من أثار الفيضانات و ما تخلفه وراءها من خسائر و أضرار بالبنية التحتية و تشريد العائلات. و قد جندت السلطات المحلية الآليات و العتاد و كم هائل من الجرافات، لجهر و تنظيف المجاري و البالوعات و الوديان من مختلف الشوائب و المواد المترسبة التي تعيق سيلان تدفق المياه خلال تساقط الأمطار، متسببة في وقوع فيضانات عبر عديد المناطق و البلديات و التجمعات الآهلة بالسكان و تعطيل حركة السير على غرار النقاط السوداء المسجلة بكل من الفيض و كبودة ببلدية بن مهيدي، بوثلجة، البفة ببلدية عين العسل على مسار الطريق الوطني رقم 44 بين القالة و عنابة، بما فيها الأضرار التي تلحق بعشرات التجمعات و الأحياء السكنية من جراء ارتفاع منسوب السيول بسبب تدهور و تعفن و انسداد الشبكات و البالوعات و المجاري و الأودية النشطة في الجوار، بالشكل الذي أثار امتعاض المواطنين. علاوة على الأضرار التي لحقت بشبكة الطرقات و التجمعات السكانية، ببروز نقاط سوداء جديدة بسبب الأشغال الناجمة عن استكمال مشروع الطريق السيار شرق غرب الذي سد بعض الشعاب و المجاري، مشكلا هاجسا لسكان الجوار . و حرص الوالي على تأكيد أهمية تكثيف العمل التحسيسي، بتدخل كل الفاعلين و القطاعات المعنية من أجل إنجاح الحملة التي تبقى مهمة الجميع و ذلك بإشراك كل الشركاء، مع دعوة البلديات و القطاعات المحلية و المؤسسات القيام بعمليات إستباقية دورية خلال شهري جويلية و أوت من أجل التحضير للموسم الشتوي، للحد من وقوع الفيضانات و الآثار السلبية التي تخلفها وراءها. و عرفت الحملة في يومها الأول حسب القائمين عليها و التي عرفت مشاركة بعض المواطنين و الجمعيات، جمع أزيد من 300 طن من النفايات و الأوساخ و الردوم و بقايا مواد البناء، مع تنقية و جهر حواف الطرقات على مسافة تقارب 10كلم و جهر و تنظيف الشبكات و الأودية على طول 15 كلم، بما فيها تنظيف حوالي 200 بالوعة من شبكات التطهير و تصريف مياه الأمطار. في حين أشار مدير الحماية المدنية، إلى تسجيل 98 نقطة سوداء وراء وقوع الفيضانات بالوسط الحضري و التي تتكفل بالتدخل بمعالجتها البلديات و مصالح التعمير و 91 نقطة سوداء عبر المناطق الريفية، تتكفل بها مصالح الأشغال العمومية و الموارد المائية، خاصة من خلال تنظيف و صيانة حواف الطرقات و المجاري المائية و الأودية، مع الاستنجاد عند الضرورة بطلب دعم و تدخل كل الفاعلين من القطاعات المعنية و المؤسسات العمومية و الخاصة و الأسلاك النظامية.