أوقف عناصر الدرك الوطني للكتيبة الإقليمية بخنشلة ثلاثة أشخاص يشتبه تورطهم في إشغال النار بغابات عين ميمون ببلدية طامزة، حسب ما علم، أمس الثلاثاء، من المجموعة الإقليمية لذات السلك النظامي، و بلغت نسبة التحكم في حرائق عين ميمون 90 بالمائة، حسب ما صرح به، أمس الثلاثاء، المدير العام للحماية المدنية، العقيد بوعلام بوغلاف. و قام عناصر الدرك الوطني بتوقيف المشتبه تورطهم في إشعال النار بغابات عين ميمون، و الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و55 سنة أمس الثلاثاء بالقرب من غابة «بئر وصفان» و «عين ميمون» بطامزة، حيث أن التحقيق جار معهم حاليا من طرف عناصر الضبطية، لمواجهتهم بالتهم المنسوبة إليهم، حسب تأكيد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بخنشلة. وأكد ذات المصدر أن عناصر الدرك الوطني متواجدون بمكان اندلاع الحرائق التي أتت على مساحات شاسعة من الغطاء الغابي لمواصلة عملية التقصي والبحث عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء نشوب الحرائق وتوقيف الأشخاص المشتبه ضلوعهم في ارتكاب هذه الجريمة. من جهة أخرى، أكد المدير العام للحماية المدنية، في ندوة صحفية عقدها مناصفة مع المدير العام للغابات، منتصف نهار أمس بمكان اندلاع الحريق بمنطقة «بئر وصفان» ببلدية طامزة، أن أعوان الحماية المدنية بالتنسيق مع نظرائهم لمحافظة الغابات قاموا بإخماد الحرائق على مستوى 9 مداخن من أصل 12 مدخنة كانت مشتعلة منذ يوم الأحد الماضي. وأضاف نفس المسؤول أن الأعوان حاصروا أغلب الأماكن التي اشتعلت بها النيران في الوقت الذي لا تزال فيه الجهود متواصلة لإخماد الحرائق بمناطق بئر وناس وإيسومار وبوحمامة.ولم يستبعد المدير العام للحماية المدنية إمكانية الاستعانة بخدمات قوات الجيش الوطني الشعبي لاحتواء الوضع في حال إذا استمرت الأوضاع على حالها أو اتساع الرقعة التي شملتها الحرائق. وأكد أن كل الوسائل اللوجيستيكية والبشرية اللازمة قد سخرت لإخماد الحرائق، مشيرا إلى أن أزيد من 500 عون تابعين لسلك الحماية المدنية يوجدون بغابات طامزة و بوحمامة منذ ثلاثة أيام لإخماد النيران التي أتت على مساحات شاسعة من الغطاء النباتي. وقال في ذات السياق: «لا يمكن في الوقت الحالي تدعيم المروحيتين اللتين تقومان بعملية إخماد النيران بطائرات هليكوبتر أخرى بسبب ارتباطها بعمليات إخماد نيران بولاية تيبازة وإجلاء مواطنين». فيما أكد المدير العام للغابات، علي محمودي أن النيران قد تسببت في إتلاف حوالي 1500هكتار من الغطاء النباتي المتكون في غالبيته من أشجار الصنوبر الحلبي. وأضاف أن محافظة الغابات لولاية خنشلة مدعومة بخمسة أرتال من ولايات مجاورة بمجموع أزيد من 200عون وضعت تحت تصرفهم 90 سيارة وشاحنة ذات صهريج، تعمل إلى جانب أعوان الحماية المدنية وعمال المؤسسة الجهوية للهندسة الريفية ومواطنين متطوعين، على إخماد الحرائق من أجل التحكم في الوضع وتفادي انتشار ألسنة اللهب إلى مناطق مجاورة. من جهته، ذكر والي خنشلة علي بوزيدي في ذات الندوة الصحفية أن تحقيقا أمنيا قد فتح لمعرفة الأسباب الحقيقية لاندلاع هذه الحرائق التي من غير المستبعد إمكانية ضلوع مواطنين فيها. وأكد الوالي أن الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان يتابع شخصيا كل صغيرة وكبيرة بخصوص حرائق الغابات بولاية خنشلة ويؤكد على ضرورة تسخير كافة الإمكانات المادية والبشرية لأجل إخمادها دون تسجيل أي خسائر بشرية تذكر. من جهة أخرى، أكدت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، في بيان لها، أمس الثلاثاء، أنها قامت بتجنيد كل الإمكانيات المادية والبشرية الضرورية لإخماد الحرائق التي تشهدها حاليا ولاية خنشلة. وجاء في بيان الوزارة : «نظرا للحرائق التي تشهدها ولاية خنشلة، تعلم وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، أنه تم تجنيد كل الإمكانيات والوسائل المادية والبشرية من مختلف الولايات المجاورة لإخمادها، حفاظا على أرواح المواطنين والثروة الغابية والمستثمرات المحيطة بها». وفي هذا السياق، ذكرت الوزارة بأن أعوان الغابات بمرافقة أعوان الحماية المدنية جندوا منذ اندلاع الحريق بغابة أولاد يعقوب بخنشلة، وذلك تنفيذا لتعليمات وزارة الفلاحة والتنمية الريفية المسداة إلى كافة المصالح المحلية تحت الوصاية (مديريات المصالح الفلاحية، محافظات الغابات، مجمع الهندسة الريفية وغيرها) «من أجل تسخير كل الوسائل المادية والبشرية، لإخماد هذا الحريق الذي مس مساحات غابية ومستثمرات للأشجار المثمرة».