تسجل مراكز التلقيح ضد فيروس كورونا فضلا عن الفضاءات الجوارية التي خصصتها مديرية الصحة بالتجمعات العمرانية الكبرى بقسنطينة، إنزالا من طرف المواطنين من مختلف الفئات العمرية، حيث ضاقت القاعات بالراغبين في التطعيم وسط مطالب بتوسيع عدد النقاط لتلقيح أكبر عدد ممكن، فيما عزا أطباء هذا الإقبال إلى التخوفات من الارتفاع الكبير في عدد الإصابات و وعي الأشخاص بأهمية اللقاح. ولم يمنع الارتفاع الكبير في درجة الحرارة، المواطنين من التوجه بأعداد معتبرة إلى الفضاءات الجوارية للتطعيم، خلافا للأسابيع الفارطة التي سجل بها عزوف كبير بسبب التخوفات والإشاعات التي أطلقت حول اللقاحات، لاسيما نوع من اللقاح أصبح غير متاح اليوم بجل المراكز. بالمقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، أخبرنا رجل يبلغ من العمر 60 عاما إنه استيقظ باكرا وتوجه إلى الفضاء المفتوح بدار الشباب عز الدين مجوبي، حيث قال إنه وصل في التاسعة صباحا لكنه وجد 10 من المواطنين ينتظرون الدور قبله، ليسجل نفسه ثم تلقى اللقاح بعد الاطلاع على وضعيته الصحية من طرف الطاقم الطبي، ليغادر إلى بيته ليستريح علما أن الأطباء قد أوصوه بالتبليغ عن أي عارض قد يحدث له. إقبال لافت للشباب بعلي منجلي و وجدنا العشرات من المواطنين وهم ينتظرون دورهم بقاعة الانتظار، لكن ما لفت انتباهنا بأنهم من مختلف الفئات العمرية كما كان عنصر الشباب حاضرا، فقد التقينا بشاب يبلغ من العمر 30 عاما وهو إطار بقطاع الشباب والرياضة، حيث قال إنه لا يعاني من أي مرض ويتمتع بصحة جيدة غير أنه فضل الوقاية من الإصابة بالفيروس من خلال التلقيح. وأوضحت طبيبة بالمركز، أن مستوى الإقبال في ارتفاع مستمر منذ نهاية الأسبوع الماضي، حيث قالت إن متوسط عدد الملقحين يوميا يصل إلى 100 شخص، حيث أن الطواقم الطبية تظل طيلة اليوم مداومة إلى غاية السادسة مساء، بعد أن كانت في السابق تعمل في الفترة الصباحية فقط. وأشارت المتحدثة، إلى أن ما يلفت الانتباه في هذه الأيام هو إقبال الشباب على حملة التلقيح، مقدمة مثالا بفتاة تبلغ من العمر 22 عاما تم تلقيحها اليوم، كما أكدت أنه ومنذ انطلاق الحملة لم يتم الوقوف على حالات تعرضت إلى مضاعفات أو اشتكت من ظهور أعراض غير عادية. وفي ما يخص نوعية اللقاح المتاح بالمركز فقد توفير اللقاح الصيني «سينوفاك»، و أكدت الطبيبة أن فئة قليلة من المواطنين يقصدون المركز للسؤال عن اللقاح الروسي ثم يغادرون، كما ذكرت لنا سيدة أنها تنتظر دورها منذ ساعة بعد أن اقتنعت بجدوى التطعيم في الوقاية من الفيروس الذي قالت بأنه أودى بحياة عمها قبل أشهر. توقّعات بتضاعف الراغبين في التطعيم بالخروب وببلدية الخروب وجدنا عدد كبيرا من المواطنين الذين قدموا من مختلف الأحياء للسؤال عن كيفية و وقت التلقيح، في حين كان الطاقم الطبي المسخر بالفضاء الجواري بالمركز الثقافي محمد اليزيد منهمكا في التكفل بالمواطنين، حيث قال لنا عضو من الطاقم إن مستوى الإقبال في تزايد مستمر، فقد تم تلقيح ما يزيد عن 60 شخصا في الفترة الصباحية، كما تمت برمجة 28 آخرين مساء. وتابع محدثنا، أن كل من يقصد الفضاء يلقح مباشرة لكن بشرط أن يسجل نفسه صباحا وذلك لتنظيم العملية، مؤكدا أنه وفي حال استمرار هذا الضغط فإن مديرية الصحة يمكن أن تفتح فضاءات أخرى في أقرب الآجال، إذ توقع أن يتضاعف العدد خلال الأيام المقبلة. والتقينا في منتصف نهار أمس، بشيخ يبلغ من العمر 75 عاما قدم رفقة ابنته إلى المركز، حيث طلب منه العودة في الغد قبل أن يتكفل به مراعاة لكبر سنه، كما صرح لنا شخص آخر، أنه تلقى الجرعة الثانية بعد أزيد من 20 يوما من حقنه بالأولى، مؤكدا أنه لم يلحظ إصابته بأي أعراض غير طبيعية طيلة الفترة الماضية. 150 شخصا يتلقون اللقاح يوميا بمركز الطابية وبمدينة قسنطينة كانت قاعة الانتظار الخاصة بالراغبين في التطعيم مكتظة عن آخرها بالعيادة الجوارية بحي فيلالي، حيث كان العشرات من المواطنين ينتظرون دورهم رغم أن الساعة كانت تشير إلى الواحدة ونصف زوالا والتي تصل فيها درجة الحرارة إلى ذروتها، حيث اشتكى مواطنون من الطوابير وضيق قاعة الانتظار. وأكد لنا عاملون بالمؤسسة بأن الضغط كبير على العيادة بسبب الإقبال الكبير من طرف المواطنين وهي حركية قالوا بأنها في تزايد مستمر منذ أزيد من أسبوع، قبل أن يؤكدوا على ضرورة فتح نقاط أخرى لتخفيف الضغط عن المؤسسة، في حين لم نتمكن من الحديث إلى الطاقم الطبي المشرف على العملية نظرا لانشغالهم في التكفل بالمواطنين. وكان مستوى الإقبال كبيرا جدا على مستوى المركز الموجود بشارع مسعود بوجريو بوسط المدينة والمعروف باسم الطابية، حيث كانت القاعة تعج بالمنتظرين في حين كان عدد المواطنين الذي يسألون عن التلقيح معتبرا لكن أعوان الأمن كانوا يطلبون منهم العودة في الغد. وذكر لنا مشرف على العملية بالمركز، أنه يتم تلقيح قرابة 150 شخصا في اليوم إذ يستمر العمل إلى غاية السادسة مساء، كما أشار إلى أن لقاح «أسترازينيكا» أصبح غير متاح وأن اللقاح الصيني هو المتوفر، في انتظار جلب كميات أخرى من النوع البريطاني الموجه إلى الفئة التي يفوق سنها 50 عاما. وتطابقت آراء كل الأطباء والممرضين الذين تحدثنا إليهم حول أسباب الإقبال الكبير من طرف المواطنين، حيث أكدوا أن التخوفات من إعادة سيناريو العام الماضي من حيث زيادة عدد الإصابات والوفيات، دفع بهم إلى التلقيح، كما أكدوا أن دور وسائل الإعلام في مرافقة الحملات التحسيسية لقطاع الصحة، قد آتى أكله داعين إلى ضرورة تخصيص أكبر عدد من النقاط من أجل التحكم في الوضعية الوبائية. وتجدر الإشارة إلى أن مديرية الصحة قد دعت منظمات المجتمع المدني والجمعيات إلى المشاركة في الحملة التحسيسية للتلقيح ضد فيروس كورونا، كما خصصت 36 مركزا ثابتا و 8 أخرى متنقلة، علما أن نسبة التلقيح الولائية إلى غاية نهاية جوان الماضي لم تتجاوز سقف 1.20 بالمئة من مجمل سكان