يشهد مركز التلقيح ضد فيروس "كوفيد 19" بساحة كيتاني بباب الوادي، تدفقا كبيرا للمواطنين الراغبين في تأمين صحتهم ضد الوباء؛ حيث تجري العملية في جو منظم، تؤطره طواقم طبية وشبه طبية متخصصة، تسهر، منذ انطلاق العملية يوم الأحد الماضي، على استقبال المواطنين، وتمكينهم من الاستفادة من اللقاح في ظروف جيدة، حسبما لاحظنا في الميدان. أثناء زيارتنا مركز التلقيح المذكور لاحظنا حركة صنعها جموع المواطنين، الذين أقبلوا يحذوهم الحماس والرغبة الجامحة في الاستفادة من هذا اللقاح، بعد أن أزالت هذه الحملة المنظمة تلك الطابوهات والمخاوف التي ارتسمت في أذهان الناس بشأن مضاعفات اللقاح رغم حملات التحسيس التي أطلقتها وزارة الصحة عند بدء التلقيح مطلع السنة الجارية. ويوفر مركز التلقيح بباب الوادي 3 طواقم طبية، في كل طاقم طبيبان وممرضان، وقاعتين للانتظار، إحداهما للرجال والأخرى للنساء، وقاعة انتظار ثالثة للأشخاص الملقحين، الذين يتأكدون، لمدة نصف ساعة، من عدم حدوث أي مضاعفات جانبية بعد أخذ الجرعة. وقد لاحظنا عشرات المواطنين من كل الفئات، يملأون قاعتي الانتظار، اللتين لم تستوعبا العدد الهائل من المواطنين الراغبين في الاستفادة من التلقيح، حيث بقي عدد كبير منهم قبالة قاعتي الانتظار، ينتظرون شغور أماكن لهم في القاعتين، للجلوس وأخذ بطاقات عليها أرقام أدوارهم. وكشف الدكتور داود بوديبة المنسق الطبي بمركز التلقيح بباب الوادي، كشف ل "المساء" أن أفراد الطاقم تمكنوا من تلقيح 500 شخص خلال يومين، مؤكدا أن هذا المرفق المؤقت الذي أقرته وزارة الصحة لتسريع وتيرة التلقيح وتحقيق المناعة الجماعية (مناعة القطيع)، سيبقى مفتوحا أمام المواطنين إلى غاية انتهاء الكمية المتوفرة لهذا المركز المقدرة ب 10 آلاف جرعة، نصفها من نوع "أسترازينيكا"، الذي تصنعه شركة بريطانية سويدية، والآخر لقاح صيني من نوع "سينوفاك". وتأتي هذه العملية التي ستتوسع بالعاصمة؛ بكل من الرويبة وسيدي امحمد، بعد الإقبال المحتشم من طرف المواطنين، الذين سجل بعضهم أسماءهم في المنصة الرقمية المخصصة لذلك، وكذا بالسجلات الموضوعة في متناول المواطنين بمؤسسات الصحة الجوارية 10 التي خصصتها مديرية الصحة لولاية الجزائر. وأكد الدكتور بوديبة أن التلقيح الذي انطلق نهاية جانفي الفارط بمؤسسات الصحة الجوارية المحدودة، لم يحقق الهدف المنشود لضعف الإقبال، وأن عدم كفاية جرعات اللقاح، دفع مصالح الصحة إلى تنظيم هذه الحملة؛ بإخراجها من المرافق الصحية، وتقريبها من المواطنين في شكل فضاءات مفتوحة، يستطيع أي مواطن من أي منطقة، أن يتقرب منها للاستفادة من التلقيح. كما استحسن المواطنون الذين التقيناهم بمركز التلقيح، هذه الحملة التي تُعد وقاية فردية وجماعية ضد خطر الفيروس، الذي لايزال يصيب الاشخاص، ويحصد الأرواح يوميا رغم جهود "الجيش الأبيض"، الذي يسهر على عملية التطبيب بالمستشفيات، ودورهم في التحسيس بأخذ التدابير الوقائية اللازمة. وذكرت لنا إحدى الفتيات التي أقبلت على أخذ جرعة التلقيح، أنها مضطرة لفعل ذلك؛ لكونها ستُزف هذا الصيف وستقيم في فرنسا، مما يؤمّنها ضد أي عدوى محتمله في القارة الأوروبية، التي لايزال بها عدد الحالات مرتفعا. وقال رجل يبلغ من العمر (48 سنة) جاء من بلدية عين البنيان، إنه كان جاء متحمسا للاستفادة من اللقاح؛ لأنه يعرف خطر الإصابة والمعاناة التي يعيشها المريض، وهو واحد منهم، مشيرا إلى أنه رغم عدم إصابته بأي مرض مزمن، إلا أن فيروس "كوفيد 19" الذي أصابه بعد الموجة الثانية، ترك أثره في شعوره بالخطر. ولتفادي تكرار إصابته بالوباء فإنه أخذ الجرعة الأولى، منتظرا الجرعة الثانية بعد ثلاثة أسابيع. وقالت سيدتان استفادتا من اللقاح وكانتا تنتظران مرور نصف ساعة بعد العملية، إن اللقاح آمن، وإنهما لم تتعرضا لأي مضاعفات، وهو ما أكده لنا الدكتور بوديبة، الذي نفى تعرّض أي شخص ملقح لتعقيدات صحية بعد أخذ الجرعة الأولى.