تعرف العيادات الجوارية بمدينة قسنطينة، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين من أجل تسجيل أنفسهم للتطعيم ضد كورونا، لكن الكميات التي وفرتها السلطات نفدت قبل نهاية شهر رمضان، فيما سجلت أنواع من اللقاحات الموجهة للأطفال ندرة حادة، في حين أكدت مديرية الصحة أن المشكلة تتعلق بتذبذب في التوزيع من طرف ممون معهد «باستور». و وقفت النصر، أمس، في خرجة ميدانية إلى مختلف العيادات الجوارية بمدينة قسنطينة، على إقبال كبير من طرف المواطنين على تسجيل أنفسهم للتطعيم ضد وباء كورونا، حيث وجدناهم يسألون عن موعد التلقيح على مستوى عيادة التوت، في حين شاهدنا آخرين أتوا باستمارات التسجيل المسحوبة من الموقع الإلكتروني الخاص بالعملية، في حين يقوم موظفو المؤسسة الجوارية بترتيبها والاتصال بالمعنيين. وأوضح ممرضون بالمؤسسة، أن الكميات المتوفرة من لقاح كورونا قد نفدت في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، بعد أن تم تطعيم ما يزيد عن 400 شخص على مرتين، حيث ينتظرون منحهم كميات إضافية للاستجابة للعدد الكبير للطلبات، مشيرين إلى أن هذه الفترة سجلت إقبالا من طرف المواطنين لاسيما الكبار في السن مقارنة بالأشهر الأولى لانطلاق العملية. وبالعيادة الجوارية بحي فيلالي، أكد لنا أطباء أن الكميات نفدت هي الأخرى وهو ما اضطر الطواقم الطبية إلى توقيف عملية التطعيم، لكنهم ذكروا أن مستوى الإقبال على التسجيل في تزايد مستمر خلال هذه الأيام في انتظار تموينهم بحصص إضافية، علما أن العدد الإجمالي للأشخاص الذين تلقوا التلقيح فاق 500 شخص، كما أكدوا لنا أن التسجيل خاص بالمواطنين الذين يقعون في المحيط العمراني الذي تشرف العيادة على تغطيته صحيا.وبعيادة حي بوصوف، أكد لنا أطباء أن عدد المسجلين في قائمة الانتظار كبير جدا، حيث تزايد عدد الراغبين في التلقيح بشكل كبير بعد شهر رمضان، إذ كانوا متخوفين منه خلال فترة الصيام، مشيرين إلى أن المؤسسة تحصلت على 500 جرعة ويتعلق الأمر ب «سوبتنيك» و»أسترازينيكا» واللقاح الصيني، حيث نفدت كل الكميات قبل نهاية شهر رمضان، فيما تنتظر المؤسسة المزيد من الجرعات من أجل تلبية الطلبات المسجلة. أما على مستوى المركز الموجود بالمكان المسمى الطابية، بشارع مسعود بوجريو بوسط المدينة، فقد توقفت عملية التلقيح بالجرعة الأولى منذ نهاية رمضان، فيما بقي الأمر مقتصرا على المواطنين الذين ينتظرون الجرعة الثانية، إذ نفدت كل الكميات المخصصة من لقاح أسترازينيكا، علما أن هذا المركز خصص للفئة التي يتجاوز عمرها خمسين عاما. واستفادت الولاية إجماليا، من 1980 لقاح «سوبتنيك» الروسي، فضلا عن 2426 من لقاح «سينورفارم» الصيني و 4405 «أسترازينيكا»، حيث نفدت كل الجرعات الأولى في حين أن نسبة معتبرة تلقت الجرعة الثانية والتي ستكون آخر حصة منها بحسب مصادر طبية، نهاية جوان المقبل، فيما تنتظر الولاية استلام حصة في الأيام المقبلة وذلك بعد أن استلمت الجزائر كمية معتبرة قبل أيام. وتجدر الإشارة إلى أن مديرية الصحة سخرت 146 فريقا طبيا للإشراف على حملة التطعيم، في حين تم تخصيص 113 نقطة تلقيح كان من المفروض أن توزع بحسب الكثافة السكانية بكل منطقة، لكن عدم توفر الكميات الكافية من اللقاحات حال دون تنفيذ المخطط إذ اقتصرت العملية على نقاط قليلة فقط. وفي نفس السياق، تعرف مختلف العيادات الجوارية بولاية قسنطينة ندرة كبيرة في اللقاحات الموجهة للأطفال، حيث تحدث أولياء عن عدم توفرها في كل نقاط التلقيح منذ شهر فيفري المنصرم، قبل أن يزداد الوضع حدة وتنعدم تماما شهري أفريل و ماي الجاري، وهو ما جعلهم في وضع صعب مخافة عدم تلقي أطفالهم هذه اللقاحات المدرجة ضمن الرزنامة الوطنية الضرورية للتطعيم. وأوضحت مديرية الصحة، أنها تلقت العديد من الاستفسارات حول هذه المشكلة، ويتعلق الأمر بندرة اللقاح ضد الشلل عن طريق الفم أو عن طريق الحقن، فضلا عن لقاحات الحصبة و الكناف والحصبة الألمانية، حيث أكدت أن المشكلة مست كل البلديات وسببها مثلما ذكرت في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك»، وجود مشكلة في التموين وتذبذب التوزيع من طرف الممون الرئيس لمعهد «باستور» وذلك على مدار الخمسة الأشهر الأولى للعام الجاري. وطمأنت مديرية الصحة المواطنين، بأن اللقاح مضمون للجميع على مستوى مصالح حماية الأمومة والطفولة لجميع المؤسسات الصحية، وذلك تطبيقا للبرنامج الوطني الموسع للتلقيح، مؤكدة أنه سيتم استئناف العملية فور تموينها بالجرعات اللازمة.