دفع تتويج منتخب إيطاليا بلقب كأس أمم أوروبا 2020 على حساب المنتخب الانجليزي بضربات الترجيح أمس الأول، العديد من الملاحظين للحديث عن أوجه التشابه والقواسم المشتركة بين الخضر ومنتخب الأزوري، وفي مقدمتها امتلاكهما لمدربين من المستوى العالي، ويتعلق الأمر بجمال بلماضي وروبرتو مانشيني، مهندسا العودة القوية لمنتخبي الجزائروإيطاليا على الساحة القارية. ويبدو أن مسيرة منتخب إيطاليا لا تختلف كثيرا عن المشوار المظفر للخضر، على اعتبار أن كليهما تعرضا لخيبة أمل كبيرة في 2017، وذلك بسبب فشلهما في التأهل إلى نهائيات كأس العالم بروسيا 2018، إذ تذيل المنتخب الوطني مجموعته في تصفيات المونديال برصيد أربع نقاط من فوز وحيد وتعادل وأربع هزائم، على بعد تسع نقاط كاملة عن المتصدر منتخب نيجيريا، فيما خسر المنتخب الإيطالي الملحق الأوروبي أمام منتخب السويد بهدف دون رد في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، لغيب الإيطاليون عن المونديال للمرة الأولى منذ 60 عاما. وتسبب الفشل المونديالي لكل من الجزائروإيطاليا، في إجراء بعض الإصلاحات والتعديلات على مستوى المنظومة الكروية، من خلال التعاقد مع مدربين جديدين، إذ خلف التقني جمال بلماضي بتاريخ 2 أوت 2018، نظيره رابح ماجر الذي لم يكن عند مستوى التطلعات، فيما تم تعيين يوم 14 ماي من نفس السنة، روبرتو مانشيني، خلفا لمواطنه جيان بييرو فانتورا . ولم يمض الكثير من الوقت على تعيين بلماضي ومانشيني، حتى أبان التقنيان الشابان والطموحان عن كفاءة كبيرة في إعادة بناء وترميم ما تم تهديمه، لنتشلا بذلك الخضر والأزوري من القاع إلى القمة، بعد التتويج باللقب القاري، متفوقين على منتخبات كبيرة كانت تفوقهما من حيث الجودة والتركيبة وحتى الخبرة. هذا، ونجح المنتخبان الجزائري والإيطالي في تحقيق سلسلة لا هزيمة قياسية، مما جعلهما يفرضان نفسيهما الأفضل في العالم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، فأبطال إفريقيا تحت قيادة بلماضي لم ينهزموا منذ مواجهة البنين عام 2018، حيث لعب بعدها رفاق رياض محرز 27 مباراة كاملة فازوا خلالها في 21 مناسبة مقابل التعادل في 6 مرات، أما أبطال أوروبا لم يسقطوا منذ مواجهة البرتغال في دوري الأمم الأوروبية، والتي انهزم فيها الطليان بهدف دون رد، وخاض بعدها أشبال مانشيني 34 مباراة حققوا خلالها 29 فوزا و5 تعادلات، وباتوا على بعد لقاء واحد لمعادلة الرقم العالمي الذي بحوزة البرازيل وإسبانيا. وفضلا عن كل هذه الأرقام والإحصائيات المشتركة بين المنتخبين، مثلت الروح القتالية حسب المختصين، نقطة القوة الأولى لدى الفريقين خلال الثلاث سنوات الماضية، وأسهمت بقسط وافر في اعتلاء منصة التتويج على المستوى القاري. فالمتتبع لمسيرة الخضر، يقف على الروح العالية التي يخوض بها رفاق بن سبعيني مواجهاتهم، وهو ما ظهر واضحا خلال نهائيات كان مصر 2019، خاصة خلال المباراة الملحمية أمام كوت ديفوار في ربع النهائي، كما تحلي الأزوري ب»الغرينتا» الإيطالية الشهيرة التي جعلتهم يتغلبون على كافة منافسيهم.