تتجه أنظار متتبعي بطولة الرابطة المحترفة اليوم صوب ملعبي 8 ماي بسطيف والعقيد لطفي بتلمسان، أين سيكون الصراع عن بعد بين ثلاثة أندية من أجل صدارة الترتيب، بمناسبة الجولة 32 من المنافسة، ولو أن قمة سطيف تعد بالكثير من الإثارة، على اعتبار أنها ستضع أحد الرائدين وجها لوجه مع وصيف سيلعب آخر حظوظه في التنافس على تاج البطولة، بينما ستكون موقعة تلمسان بين فريقين يتواجدان على طرفي نقيض، في الوقت الذي تضع فيه هذه المحطة كوكبة المطاردة التي مازالت تتمسك بحظوظها في انتزاع تأشيرة قارية على صفيح ساخن، وكذلك الشأن بالنسبة للأندية التي تبقى تصارع لتفادي السقوط، وهذه الجولة قد تحسم "مصير" إتحاد بلعباس، وتخرج بالموازاة مع ذلك بعض الفرق نسبيا من دائرة الحسابات. قمة سطيف، ستجرى بمعطيات واضحة، لأن الوفاق المحلي لا يملك أي خيار سوى انتزاع النقاط الثلاث، حتى يتسنى له احتواء الأزمة الداخلية التي طفت على السطح، وما انجر عنها من عواقب، سيما بعد تصاعد غليان الأنصار، إثر "الزلزال" العنيف الذي ضرب البيت "السطايفي" بوهران، والذي جاء ليؤكد تراجع حصاد تشكيلة الكوكي في المنعرج الأخير من السباق، وتمرير الاسفنجة على تلك "الانتكاسة" لن يكون إلا بكسب الرهان، ووضع حد لنزيف النقاط، وبالمرة طمأنة الأنصار بالقدرة على مواصلة المشوار بنفس الريتم إلى غاية اعتلاء منصة التتويج. وإذا كان "النسر الأسود"، يراهن على أفضلية الأرض في هذه القمة فإن مأموريته ليست سهلة، لأن الضيف فريق شبيبة الساورة سيخوض هذه المواجهة على أساس أنها "نهائي" بالنسبة له، بالنظر إلى وضعيته في برج المراقبة، على بعد 3 خطوات من ثنائي الصدارة، والتعثر في هذه القمة يعني حرق آخر الأوراق، وتبخر حلم احراز لقب البطولة لأول مرة في تاريخ "نسور الجنوب"، وهي حسابات تجعل تشكيلة المدرب جاليت تطرح كامل أوراقها للرهان، بحثا عن نتيجة إيجابية تسمح لها بتمديد "السيسبانس" بخصوص أمل التتويج، ولو أنها حتى في حال الهزيمة ستواصل التنافس من أجل المحافظة على المركز الثالث، والذي يشفع لها بضمان مشاركة قارية، والظهور على الصعيد الإفريقي لثاني مرة في تاريخ النادي. قمة أخرى، لا تقل إثارة عن سابقتها تلك التي سيحتضن أطوارها ملعب العقيد لطفي بتلمسان، لأن الرائد الثاني شباب بلوزداد سيكون على صفيح ساخن، عند نزوله في ضيافة الوداد المحلي في مباراة لا تقبل نقاطها القسمة على إثنين، بالنظر إلى تواجد الفريقين على طرفي "نقيض"، على اعتبار أن الزوار يدركون جيدا بأن أي مكسب غير النقاط الثلاث قد يجردهم من مشعل القيادة، الأمر الذي يضعهم أمام حتمية التمرد على عامل الأرض، والعودة من هذه السفرية بانتصار، من شأنه أن يعبد طريقهم أكثر نحو منصة التتويج، لكن المهمة في غاية الصعوبة، بحكم أن أهل الدار سيلعبون مباراة الحظ الأخير، مادام التعثر سيزيد في تعقيد وضعيتهم في منطقة الخطر، ويكلفهم وضع القدم الأولى في الرابطة الثانية، لأن الوداد مصنف حاليا في خانة رابع النازلين، دون مراعاة الأزمة الداخلية التي هزت أركان "الوات"، بعد الشكوك التي حامت حول الهزيمة أمام غليزان، وتفجير قضية تسجيل صوتي على السطح. إلى ذلك، ستكون الأندية الأربعة التي تشكل كوكبة الملاحقة، ومازالت معنية بالتنافس على المركز الثالث، مجبرة على الدفاع عن حظوظها خارج الديار، إنطلاقا من اتحاد الجزائر، الذي سيقوم بسفرية محفوفة بالمخاطر إلى عين مليلة، لملاقاة "لاصام" في مقابلة تكتسي نقاطها أهمية بالغة للطرفين، خاصة أصحاب الضيافة، الذين يبقى لزاما عليهم الحصول على كامل الزاد للخروج من دائرة حسابات السقوط، وهي معطيات توحي بصعوبة مأمورية أبناء "سوسطارة" في العودة بنتيجة إيجابية، والأمر ذاته ينطبق على تنقل مولودية وهران إلى بسكرة، لأن حاجة "خضراء الزيبان" الماسة للنقاط، بغية إثراء حظوظ "النجاة"، تقلص من آمال "الحمراوة" في تدعيم رصيدها في هذه المحطة، كما يمكن استنساخ نفس "السيناريو" على رحلة مولودية الجزائر إلى الشلف وكذا تنقل أولمبي المدية إلى العاصمة لمواجهة نصر حسين داي، بحكم أن "الشلفاوة" ملزمون بحصد كامل الزاد، وكذلك الشأن بالنسبة لكتيبة "النصرية"، وعليه فإن التنافس على التأشيرة القارية الثالثة قد تتضح معالمه بعد إفرازات هذه الجولة. بالموازاة مع ذلك، فإن الملفت للانتباه في هذه المحطة أن كوكبة المهددين بالسقوط ستكون على صفيح ساخن، واتحاد بلعباس مهدد برهن آخر حظوظه في البقاء، لأنه سيخوض مباراة حاسمة، عند النزول ضيفا على نادي بارادو، في مقابلة "خاصة" للمدرب شريف الوزاني، ويسعى فيها "الباك" لاحراز انتصار، يكفيه لضرب عصفورين بحجر واحد، وذلك بمد خطوة عملاقة نحو بر الأمان، وكذا تحديد هوية ثالث النازلين، بينما سيلعب أبناء "المكرة" فرصة الحظ الأخير، مادامت الهزيمة ستجبرهم على ترسيم حزم الحقائب، ومرافقة كل من أهلي البرج وشبيبة سكيكدة إلى الرابطة الثانية. من جهة أخرى، فإن صعوبة مأمورية وداد تلمسان أمام ضيف من العيار الثقيل بحجم شباب بلوزداد، الذي لم يتذوق طعم الهزيمة طيلة النصف الثاني من الموسم، تضع "الزيانيين" أمام امتحان عسير، في الوقت الذي تتواجد فيه باقي الأندية المهددة في وضعيات أفضل، قد تسمح لها بتدعيم الرصيد، في ظل الاستفادة الجماعية من فرصة اللعب داخل الديار، في صورة جمعية عين مليلة، إتحاد بسكرة، جمعية الشلف، نصر حسين داي ونجم مقرة، وحتى الفريق الوحيد الذي سيسافر خارج القواعد يتواجد في طريق مفتوح للعودة بكامل الزاد، لأن استسلام شبيبة سكيكدة للأمر الواقع يفسح المجال أمام سريع غليزان لتحقيق الانتصار الرابع تواليا، والابتعاد أكثر عن منطقة الجاذبية. للإشارة، فإن الجولة ستستكمل عشية غد الأحد بإجراء مقابلتين، لأن الرابطة ارتأت مراعاة وضعية شبيبة القبائل ونصر حسين داي بالمقارنة مع باقي الفرق، بعد تسوية رزنامة الجولة الفارطة. ص / فرطاس