توحي القراءة الأولية في رزنامة مباريات الجولة الواحدة والثلاثين، لبطولة الرابطة المحترفة الأولى، بخلط الحسابات على مستوى قمة هرم الترتيب، وتغيير معطيات معادلة اللقب، بالنظر إلى تواجد الفريقين المتنافسين على التاج على طرفي نقيض في هذه المحطة، والمأمورية الصعبة التي تنتظر الرائد وفاق سطيفبوهران، كفيلة بفتح شهية شباب بلوزداد لاعتلاء كرسي الصدارة، بعقد شراكة، في انتظار تسوية الرزنامة، بينما ستكون كوكبة المهددين بالسقوط على صفيح ساخن، حيث ستلعب بعض الفرق فرصة الحظ الأخير، ليبقى "الديربي" العاصمي بين المولودية والاتحاد جديرا بالمتابعة، خاصة وأن مسعى خطف المقعد الثالث فوق "البوديوم" يبقى القاسم المشترك بين الفريقين، مع أفضلية نسبية لأبناء "سوسطارة". فالرائد وفاق سطيف، سيقوم بدورية نحو القاعدة الغربية، ينزل من خلالها في ضيافة مولودية وهران في قمة تقليدية، يبحث فيها كل طرف عن نتيجة إيجابية، لأن "النسر الأسود"، وبعد نجاح إدارته في احتواء الأزمة الداخلية التي كانت قد طفت على السطح، وإقناع اللاعبين بوقف الإضراب، يسعى لوضع حد لنزيف النقاط، لأن حصاد الجولات الأربع الأخيرة كان معادلا لعدد المباريات الملعوبة، وهو أمر قلص من هامش المناورة الذي كانت تشكيلة الكوكي تحوزه، ووضع الوفاق تحت مطاردة لصيقة من شباب بلوزداد في الربع الأخير من سباق التتويج، وعليه فإن "السطايفية" يبحثون عن نتيجة إيجابية تسمح لهم بالمحافظة على كرسي الريادة إلى إشعار آخر، وذلك بتفادي الهزيمة، وتمرير الاسفنجة على "سيناريو" آخر سفريتين، ولو أن المأمورية لن تكون سهلة أمام مولودية وهران، التي تسعى بدورها لانهاء حلقات مسلسل التعثرات داخل القواعد، خاصة وأنها لم تتذوق نشوة الانتصار بزبانة سوى في مناسبتين منذ بداية النصف الثاني من البطولة، مع تسجيل 4 تعثرات في عقر الديار، وطموح انتزاع تأشيرة افريقية مازال يراود "الحمراوة"، لكن التمسك بهذا الحلم وتمديد "السيسبانس" يمر عبر الإطاحة بالرائد، والأخذ بالثأر "رياضيا" من هزيمة الذهاب، والتي كانت برباعية. تواجد وفاق سطيف على صفيح ساخن بوهران، يجعل معطيات معادلة اللقب قابلة للتغيير، خاصة في حال فشله في العودة من جديد إلى سكة الانتصارات، لأن الوصيف شباب بلوزداد مرشح لتدعيم الرصيد بثلاث نقاط إضافية، وذلك باستغلال فرصة اللعب داخل الديار، على اعتبار أن رفقاء سعيود يمرون بفترة "زاهية"، بتحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية، واستقبال جمعية الشلف يعد بمثابة اختبار تأكيد النوايا، رغم ان وضعية الضيوف على مشارف منطقة الجاذبية تحتم عليهم الانتفاضة، والبحث عن نتيجة إيجابية، للإبتعاد أكثر عن حسابات السقوط، لكن المهمة جد معقدة، بالنظر إلى "الفورمة" العالية التي يتواجد عليها أبناء "العقيبة"، الذين سيخوضون هذه المقابلة بأعين على النقاط الثلاث، وآذان مصوبة إلى وهران، تترقب وصول خبر تعثر وفاق سطيف. فرصة الحظ الأخير لبلعباس والبرج وباقي المهددين على المحك تلقي حسابات السقوط بظلالها على معطيات أغلب مباريات هذه الجولة، في ظل اتساع كوكبة المهددين إلى 11 فريقا، بدرجات متفاوتة، ولو أن أهلي البرج واتحاد بلعباس سيلعبان فرصة الحظ الأخير داخل الديار، وأي مكسب غير النقاط الثلاث سيكلف صاحبه حزم الحقائب ومرافقة شبيبة سكيكدة على متن القطار المؤدي إلى الرابطة الثانية، رغم أن وضعية "البرايجية" تبقيهم بحاجة إلى "معجزة" لتحقيق "النجاة"، كونهم يتأخرون بتسع خطوات عن عتبة البقاء، وتدارك هذا الفارق في الجولات المتبقية أمر شبه مستحيل، حتى إن الفوز بجميع المباريات قد لا يكفي لتجسيد هذه الغاية، واستقبال شبيبة الساورة سهرة اليوم سيكون عبارة عن ورقة آخر حظ، خاصة وأن الزوار يبحثون بدورهم عن نتيجة إيجابية تسمح لهم بالمحافظة على الصف الثالث في سلم الترتيب، لأن حلم انتزاع تذكرة المشاركة في المنافسة القارية لثاني مرة في التاريخ أصبح قريبا من التحقيق الميداني بالنسبة لأبناء القاعدة الجنوبية. من جهة أخرى، فإن اتحاد بلعباس سيكون على موعد مع مقابلة "مصيرية"، التعثر فيها سيكلف تشكيلة "المكرة" حرق آخر بصيص من الأمل في النجاة، والمهمة لن تكون سهلة، بالنظر إلى حاجة جمعية عين مليلة إلى المزيد من النقاط للخروج من منطقة الجاذبية، لأن "لاصام" تراجعت بشكل ملحوظ في مرحلة الإياب من البطولة، مما جعلها تتواجد ضمن كوكبة المهددين بالسقوط، والمعطيات ذاتها تنطبق على مباراة نادي بارادو ووداد تلمسان، لأن "الباك" انهار في النصف الثاني من الموسم، وحصاده في هذه الفترة لم يعادل الرصيد النقطي لثلاث مقابلات، بينما سيكون ضيف هذه الأمسية في ثوب رابع النازلين في الحسابات المؤقتة، مما يضع أهل الدار أمام فرصة ضرب عصفورين بحجر واحد، وذلك بتحقيق انتصار يشفع لهم بمد خطوة عملاقة نحو بر الأمان، وكذا التعقيد من وضعية "الزيانيين" في المنطقة الحمراء. إلى ذلك، فإن مباراة سريع غليزان ونجم مقرة تكتسي نقاطها أهمية بالغة للطرفين، مادام القاسم المشترك بينهما يكمن في السعي للإبتعاد أكثر عن دائرة حسابات السقوط، ولو أن "الرابيد" استعاد عافيته منذ اعتلاء بوغرارة العارضة الفنية، والبحث عن الفوز الثالث تواليا لتأكيد "الصحوة" يبقى الغاية من هذه المواجهة، لكن المأمورية تبدو صعبة أمام ضيف كسب الكثير من الثقة في مرحلة العودة، في الوقت الذي سيكون فيه اتحاد بسكرة في خطر بقسنطينة، رغم أن "خضراء الزيبان" لم تنهزم سوى مرة واحدة في آخر 10 جولات، إلا أن حاجة السنافر إلى النقاط لتحسين وضعيتهم في سلم الترتيب تجعلهم بحاجة ماسة إلى انتصار يشفع لهم بطي صفحة التعثر الأخير، والذي كلفهم تبخر حلم المشاركة القارية. بالموازاة مع ذلك، يتواجد أولمبي المدية في فسحة، عند استقبال شبيبة سكيكدة، في مقابلة "خاصة" للمدرب حجار، الذي فشل في كسب الرهان مع أبناء الولاية 21، بعد مغامرة "مميزة" في المدية، بينما سيسرق "الكلاسيكو" العاصمي الأضواء، لأنه يحتفظ بالكثير من الخصوصيات، رغم أن غياب الجمهور طبقا للإجراءات الوقائية للحماية من فيروس كورونا يجرد هذه القمة من الأجواء "الخرافية" التي اعتادت "أوركيسترا" المدرجات على صنعها وإبهار العالم، لكن حاجة الفريقين إلى النقاط بحثا عن مقعد فوق "البوديوم" يرفع من حدة الرهان.